الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاريخ مصر بصوت السادات.. أعلن الثورة وصنع السلام وأبكى المصريين بوفاة ناصر

الرئيس محمد أنور
الرئيس محمد أنور السادات

"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها" ما زالت تلك الجملة عالقة في الأذهان، بصوت الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، والتي بدأ بها بيان ثورة يوليو عام 1952 والتي ألغت الملكية، وأدخلت البلاد عصر جديد، بفضل حركة الضباط الأحرار.

صوت الثورة

صوت السادات الرصين ولغته الفصحى المتميزة، أوقعت الإختيار عليه لإذاعة البيان الأول للثورة، حتى أطلق عليه «صوت الثورة»، والذي نص الخطاب محفورا في وجدان وأذان الشعب حتى اليوم، كالعديد من خطاباته التاريخية.


مرت السنوات وظل صوت السادات مميزًا يعرف بنبرته العالية ولغته الفصحى، حتى عين نائبا لرئيس الجمهورية الرئيس جمال عبدالناصر، حتى أذاع بيان وفاته بصوته الحزين الذي مازال محفوظا في الوجدان «فقدت الجمهورية العربية المتحدة وفقدت الأمة العربية، وفقدت الإنسانية كلها رجلا من أغلى الرجال.. وأشجع الرجال وأخلص الرجال هو الرئيس جمال عبدالناصر».

وفاة عبدالناصر

صوت السادات خلال إلقائه بيان وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، ظل محفوظا لنبرته الحزينة، وصوته الحزين وحالة البكاء التي كانت داخل الاستديو لوفاة الرئيس عبدالناصر، والذي كان أقرب الأشخاص إلى قلبه.


وبعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر تولى الرئيس محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية، بدأ الرئيس السادات في التجهيز لحرب أكتوبر وتحرير الأراضي المصرية المحتلة، حتى وقف أمام مجلس الشعب المصري، وقال خطابه الشهير والذي أعلن فيه استعداده لحرب التحرير، والذي قال فيه: «إننا نستعد لأقصى درجات الاستعداد لتلبية نداء الواجب المقدس في أي وقت وفي أي مكان».

الثقة في خطابات السادات

لغة الرئيس السادات وقوة صوته، كانت تحتم على من يسمعه أن يصدقه، خاصة في بيان الاستعداد للحرب أمام مجلس الشعب، حينما قال: «كنت على ثقة أن كل شيء يبدأ بنا وان كل شيء ينتهي بنا.. كل شيء يبدأ بإيماننا وكل شيء ينتهي بتصميمنا».

وبزيه العسكري، وقف الرئيس محمد أنور السادات أمام مجلس الشعب المصري، في 16 أكتوبر 1973 وبعد 10 أيام من بدء حرب الكرامة، والذي ألقاه بلغة المنتصر حتى بدأه قائلا: «عاهدت الله وعاهدتكم على أن قضية تحرير التراب الوطني والقومي هى التكليف الاول الذي حملته ولاءا لشعبنا وللأمة.. عاهدت الله وعاهدتكم أن لن أتردد بالتضحية مهما كلفتني في سبيل أن تصل الأمة إلى وضع تكون فيه قادرة على رفع إرادتها على مستوى امانيها لإيماني بأن التمني بلا إرادة نوع من أحلام اليقظة».

خطاب النصر

«ظللنا نحتفظ برؤسنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والآلم والمرارة.. لذلك فإننا نعبر عن ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة وقياداتها التي خططت.. والضباط والجنود الذين نفذوا بالنار والدم»، كلمات للرئيس الراحل في خطاب النصر ظلت باقية عرفانا منه بدور القوات المسلحة في حرب أكتوبر وما قدمته من تضحيات للوطن.


كل ذلك وتبقى كلمات الرئيس أنور السادات التي طمأن بها الشعب المصري عقب النصر باقية في وجدان كل المصريين ومن بينها «إن التاريخ العسكري سيتوقف طويلا بالفحص والدرس أمام عملية يوم السادس من إكتوبر حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياح خط بارليف المنيع وإقامة رؤس لها جسور لها على الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه في 6 ساعات».

أصبح للوطن درع وسيف

جملة السادات الشهيرة التي أهى بها خطابة لازالت محفوظة في وجدان العرب عامة والمصريين خاصة والتي قال فيها: «أقول باختصار أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف».


كل ذلك ويبقى خطاب السادات أمام الكنيست الإسرائيلي في تل أبيب، شاهدا على عبقرية السادات، والذي استحق عليه الحصول بجائزة نوبل للسلام، والذي افتتحه "جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين» اشارة منه إلى الانتصار الذي حققه في حرب أكتوبر.

الثقة والسلام في الكنيست

كما بقيت رسالته لشعب إسرائيل رسالة سلام أن قال: «اسمحوا لي أن أتوجه بنداء من هذا المنبر إلى شعب إسرائيل بالكلمة الصادقة المخلصة إلى كل رجل وطفل وإمراءة في إسرائيل أحمل إليكم رسالة السلام رسالة شعب مصر الذي لا يعرف التعصب والذي يعيش أبناءه من مسلمين ومسيحين ويهود بروح المودة والحب والتسامح.. هذه هى مصر التي حملني شعبها رسالة المودة والسلام.. فيا كل رجل وإمرأة ويا كل طفل في إسرائيل شجعوا قيادتكم على نضال السلام ولتتجه الجهود لبناء السلام بدلا من بناء القلاع والمخابي المحصنة بصواريخ الدمار».


كل تلك الخطابات وغيرها، ظلت محفوظة في وجدان وعقول المصريين مخلدة سيرة بطل أدهش العالم بذكائه، ودبلوماسية كلماته، حتى حفظتها الأجيال جيلا بعد جيل باعتبارها شاهدة على حرب أكتوبر أحد أعظم الحروب في التاريخ الحديث.