الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التكية المولوية .. حكاية 400 عام من تراث الصوفية بين العصرين المملوكى والعثمانى

صدى البلد

تعد التكية المولوية أحد أهم المعالم التي تروي قصة التصوف في مصر إذ تقبع منذ أربعة قرون فى حى الحلمية شارع السيوفية فى القاهرة.

تاريخ نشأتها

اختلف المؤرخون على تاريخ تشييد هذه التكية، فيما عُثر على وثيقة تؤكد أنها أُنشئت قبل 400 سنة، وهذه الوثيقة، المؤرخة بعام 1005هـ (1596م)، عبارة عن وقفية خاصة بأجور بعض العاملين في التكية وفي قاعة الذكر مثل أجور العازفين على الناي والدفوف.


وتضم التكية المولوية مجموعة معمارية متكاملة، تكاد تضاهي في جمالها ومعمارها الفريد، عمارة مسجدي السلطان حسن والرفاعي القريبين منها، فإلى جانب المبنى الرئيسي تضم التكية مجموعة من الأضرحة لكبار المتصوفة الذين عاشوا في مصر قبل نحو أربعة قرون، ومن أشهرهم ضريح سيدي حسن صدقة، الذي يرجع تاريخ بنائه إلى عصر الأمير سنقر السعدي، وزير الداخلية والدفاع في عهد الناصر محمد بن قلاوون .
ويعد ضريح حسن صدقة الأشهر ليس لأنه يضم رفات واحد من أكبر أقطاب التصوف في مصر، وإنما لأنه يضم إلى جانب المقبرة، ملجأ للأرامل والمطلقات واليتامى وتحول فيما بعد إلى مدرسة، كان ينفَق عليها من ريع أراض زراعية بقرية النحريرية، التي تتبع حالياً مدينة كفر الزيات .


وتنتسب التكية المولوية إلى جلال الدين الرومي، وعلى وجه الدقة لأتباعه الذين دخلوا مصر في عصر بن قلاوون، وإن ذهب بعض المؤرخين إلى أن دخول الطائفة المولوية إلى مصر، تم في الفترة القليلة التي سبقت دخول العثمانيين إلى البلاد، بل إن بعض كتب التراث تقول إن سليم الأول جاء في البداية قبل أن يقوم بغزو مصر، متنكراً في زي درويش مولوي، وإنه قام بعد عودته إلى بلاده، بتجهيز حملته على مصر بعدما غير خطته العسكرية، إذ جاء من الشرق حيث مرج دابق والريدانية، مستعيناً بالمدفعية البرتغالية .


بنى العثمانيون فور دخولهم إلى مصر أول تكية للدراويش المولوية، وأطلقوا عليها اسم "السمع خانة"، وهي تتكون من قاعة مستديرة، وعثر الأثريون الذين شاركوا في ترميم التكية قبل سنوات، على وثيقة مؤرخة بسنة 1005 هجرية، توضح أجور العاملين بالمسرح المولوي، من ضاربي الدفوف وعازفي الناي، وهو ما يعني أن "السمع خانة" بنيت في ذلك الوقت، وأن المبنى ذاته كان قائماً قبل العام 1225 هجرية .
شهدت التكية المولوية وتحديداً مسرح الدراويش الدوار بها المسمى ب"السمع خانة"، أول مؤتمر للموسيقى العربية في مصر، وكان ذلك في العام ،1982 وظل هذا المسرح يواصل عروضه حتى العام ،1952 عندما تمت تصفية التكايا، لكن "السمع خانة" خضعت للترميم خلال الثمانينات من القرن الفائت، وأقيم فيها حفل كبير بعد إنهاء أعمال الترميم حضره وزير الثقافة المصري وثلاثة وزراء إيطاليين، تبعه حفل أقيم في العام ،1992 وأحياه الدراويش الأتراك .