الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد عسر يكتب: صناعة السينما وبناء حائط السد

صدى البلد

في هذا المقال أتحدث عن السينما ذلك الفن الذي سحر القلوب وداعب الوجدان ، السينما التي صورت المستقبل فى ماضيه وساهمت وتطورت وأصلحت حال كثير من الشعوب لتكون فنا راقيا له خصوصيته وجماهيريته لتصبح بعد مراحل تطورها الى جانب الهدف الفنى منها صناعه عملاقه تقدم دخلا قوميا لكثير من البلدان.

وأذهب سريعا الى حال السينما فى مصر التى كانت من أوائل الدول تعرفا عليها فقد كان ثانى عرض سينمائى عالميا بالاسكندريه 1896، فالسينما فى مصر تضرب بجذورها الى تاريخ بدايتها و بنظره الى حالها منذ البدايات وحتى يومنا هذا.

أجزم أنه سوف ينتابنى الحسره والترحم على ما مضى من تاريخنا السينمائى وعند البحث ، سنجد أن الأمر يتعلق بمعطيات " المنتج والفنان والمتلقى ودور الدوله " ، فالمنتج هو الركيزه الأولى داخل العمل السينمائى وبنظره متمعنه فى تاريخ الانتاج السينمائى فى مصر سنلاحظ أن المنتج قد تبدل حاله عبر الزمان فقد كانت هناك الدوله المنتجه والفنان المنتج ، فزاخر الأعمال السينمائيه ابان "الابيض والأسود" تذكرنا ب " اسيا ومارى كوين وفريد شوقى وبهيجه حافظ ونور الشريف "وغيرهم على ما قدموه فى العملية الأنتاجيه بوعى انتاجى مصحوبا بالحس والتذوق الفنى فكانت النتيجه أفلاما باقيه ، اما اليوم نجد المنتج السوقى الذى يقدم مضمونا فارغـا مستغلا بعـض أشـباه الفنانين مع الحبكه "السبكيه" ليضمن المكاسب دون الأهتمام بما يقدمه ، وتكون النهاية أفلام تسطح المعانى والقيم وتدعو الى تفكيك مجتمع فى اطار العمل الفنى اى وضع " السم فى العسل " وعن دور الدولة فى الانتاج السينمائى فحدث ولا حرج،كما يقولون زيرو ! وبالتبعيه يعلب الفنان داخل العمل السينمائى دورا رئسيا سواء كان كاتبا للسيناريو أو مخرجا أو ممثلا ...الخ فى تقديم العمل الفنى بشكل اما ان يتسم بالإحترافيه والقيمه واما أن يكون عملا مسطحا.

وبنظرة عامة على الفنان المصرى بمختلف تخصصاته داخل الحقل السينمائى سنجد أن هناك علاقه بينه وبين منظومه الأنتاج نفسها التى قد تحدثنا عنها بإيجاز، فكلما كان الأنتاج على درجه من الوعى الفنى سنجد أن توظيفه للفنانين على درجه من الكفاءه الفنيه ولكن مع الأسف نجد اليوم أنصافهم هم من يرتادوا الساحه السينمائيه لسطحيه الانتاج ماديا وفنيا فى ظل غياب دور الدوله ، لتكون المحصله العامه خراب سينمائى وانهيار مجتمعى يكون نتيجه لذلك العبث المهنى وقله الضمير ليتحول الأمر الى مجرد سوق تجارى يحكمه فقط العرض والطلب على المتلقى الذى وبكل أسف قد فقد حاسه التذوق الفنى ففقد هيبته عند الفنان فأخذ العاملون عليها حقنه بجرعات افساد الذوق شيئا فشيئا حتى اصبح المتلقى فى حاله ادمان لذلك العفن السينمائى ولا يسيطيع تذوق ماهو جيد من الأعمال ليكون فى حاجه الى المساعده والدعم العلاجى والذى لم يأتى الا من نفس الداء .

وأن كانت نظرتى فى هذا المقال سوداويه الا انى ارى الأمل فى قليل من القائمين عليها مما نقدم لهم الأحترام المهنى ، ورسالتى للمنتج بمراعاة الضميرعند أختيار صناع العمل وان يكون لديه نازع فنى يوازى النازع المادى والى الفنان مراعاة الشرف المهنى والأخلاقى ولا ينساق الى استسهال الأمور والى المتلقى بإنتقاء مايشاهده وعلى الدوله المجابهة بالعوده للأنتاج السينمائى ومسانده الصناعه ، فالأعمال السينمائيه الهشه فنيا وموضوعيا لن تذهب بنا الا لهلاك جيلا بأكمله فأنتبهوا ايها ياساده .