الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.محمود جبر البرعي يكتب: سلاح الشائعات وفيس بوك

صدى البلد

مع التطوير الرهيب في تكنولوجيا المعلومات وازدياد مواقع التواصل الاجتماعي والغزو الثقافي والفكري تظهر أسلحة فتاكة تخفي أخبارًا مشكوكًا فيها ويتعذر التحقق من صحتها وصدقها وأصولها وتتعلق بموضوعات لها أهمية لدى المواجهة إليهم ويؤدي نشرها إلى إضعاف الروح المعنوية انها الشائعة أو ما يعرف بحرب الشائعات تلك الأحاديث والأخبار التي يتناقلها الناس دون التاكد من صحتها اذ تبدأ الشائعة من نقطة بسيطة إلى أن تصبح قنبلة موقوتة حتى اذا انفجرت صارت أخطر من تلك القنابل القاتلة التي تماثل الذرية والهدروجينية وغيرها, فتلك محددة الموقع والمساحة والتوقيت أما الشائعة إذا تسريب وأنفجرت دمرت المجتمع وفككت مفاصلة وهدت كيانه وهي لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية بل انها أشرس وأخطر حيث إنها تنبع من الداخل بنسبة كبيرة, ومن المعروف خطورة الحرب الداخلية التي هي أشد ضراوة من الحرب الخارجية وقد ذكر " سون تزو" في كتابه "فن الحرب" "إن القتال والغزو في جميع المعارك ليس هو قمة المهارة وإنما قمة المهارة تتضح في القضاء على مقاومة العدو دون قتال" ولذلك فهي إحدى وسائل الحرب النفسية فالشائعة غالبا ما تكون غير حقيقية أما الدعاية فمن من الممكن أن تكون واقعة وصحيحة إلا أنها مصدر للحرب النفسية ضد الشعوب ولقد عانت مصر ولا زالت تعاني أضرار تلك الشائعات والتي منها ما هو يضر بالاقتصاد القومي ومنها ما هو يعرقل مستقبلها السياسي والآخر مجتمعي, ولو رجعنا للتاريخ فسنعرف أن الشائعة أستخدمت كسلاح فتاك حيث كانت سببًا رئيسًا في حسم الكثير من المعارك ومن شدة خطورتها ومعاناة الرومان منها عينوا حراس للشائعات لنقل ما يتقولونه الأهالي إلى القصر الإمبراطوري وعندما جاء الإسلام ظهر المرجفون ومروجي الشائعات من المنافقين والآفاقين ولذلك كان الجيش الإسلامي يرد من يثبت تورطه في نشر الشائعات, واستخدم السلاجقة المسلمون المرجفون من أجل تفريق الأعداء, وعلى النقيض إستخدم المغول سلاح الشائعات والدعايات وكلاهما مصدر خطورة على الدولة ومنها أن جيش المغول لا يقهر وهو نفس السلاح الذي استخدمته إسرائيل عقب حرب حزيران 1967م وهنا لابد من التصدي لتلك الظاهرة والتي من الممكن أن تهدم الأمة, وذلك من خلال ما حثنا عليه القرآن الكريم في قوله تعالى " يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" (الحجرات : 6).

وقول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" (كتاب الجهاد باب 39)
والعمل على نشر الوعي والثقافة بين الناس والعمل على سرعة نفي الشائعة في مهدها وايضاح ذلك للناس إنشاء جهاز خاص بمكافحة الشائعات والدعايات الكاذبة, وتشديد القوانين الرادعة لكل من يثبت إدانته وتورطه في بث الشائعة, وكذلك تشديد الرقابة على الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعي حيث إنها مصدر لبث الشائعات وأخيرا وليس آخرا عن من يحاول بث شائعة من أجل مصرنا الحبيبة.