الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناصر خليفة يكتب: محمد صلاح اجتهد فأصاب

صدى البلد

صلاح لم يكن أبدًا خائنًا ولم يكن يومًا ما عنصريًّا..ولن يكون غير ذلك 

هذا الموسم توهجت براعة ونجومية النجم المصري العالمي "محمد صلاح" نجم كرة القدم، وسطع نجمه في أفق وسماء الكرة الأوروبية، وخطفت أخباره أسماع وأبصار كل عشاق كرة القدم ومتابعي الرياضة العربية والعالمية، فمن فوز لفوز ومن جائزة لجائزة هامت قلوب المصريين وبعض العرب في حب وعشق وإجلال هذا الشاب المصري - الفريد في مجاله - ثم انبهرنا بنجاحاته لأنه جسَد بمهاراته وقدراته وأخلاقه وإنسانياته ووطنيته نموذجا مشرفا للمصري الأصيل، استمرت نجاحاته وأهدافه التي خطفت أنظار جمهور " نادي ليفربول الانحليزي" بعد أن خلق صلاح حالة متميزة للاعب كرة القدم، عندما اختلف في نواحي إنسانية كثيرة لم يعتادها جمهور كرة القدم في النجوم المعروفين أصحاب المهارات العالية والتعاقدات الغالية والمذهلة في الأندية الأوروبية الكبيرة وفي "عالم البزنس الرياضي ".. صلاح قدم بقدمه نموذجا لهداف وصلت أهداف محترف جاءت بالتوازي مع شخصية إنسانية أخلاقية راقية، فحظي بحب الكثيرين .. لكن يبقى البعض ممن في قلوبهم مرضا فزادهم نجاح صلاح مرضا وقلقا وضيقا نتيجة لحقد دفين ونار مشتعلة في النفوس وحسد ما بعده حسد من بني جلدته ومن خارج الجلدة !، أصبح شغلهم الشاغل وهمهم الأكبر تصيد أخطاء الرجل، يترقبون سقطاته اللفظية والسلوكية ! يراقبون حركاته تعبيراته حتى خصوصياته، وكأنهم ينتظرون نهايته ينتظرون سقوطه !

لكن تبدو عناية الله رفيقته ودعوات الكثيرين في صحبته دائما .. بعد أن شاعت في الأيام السابقة اخبار عن رغبة إدارة ليفربول في ضم مؤنس دبور مهاجم ريد بل سالزبورج النمساوي ومنتخب إسرائيل "من عرب 48"

وهذا حقهم ولا دخل لنا ولا لصلاح من بعيد أو من قريب، لكن يبدو أن الخبر فرصة لخفافيش الإعلام وأصحاب النوايا السيئة صالوا وجالوا في طرح تساؤلاتهم الخبيثة هل يقبل صلاح أو سينهي تعاقده ! وكأن صلاح لو استمر أصبح خائنا للقضية الفلسطينية ولو رفض وانسحب وأضاع مستقبله كان عند البعض فارسا مغوارا فكأن انسحابه سيأتي متزامنا مع الإنسحاب الإسرائيلي من غزه والقدس الشرقية ! حُمل الرجل فوق طاقته النفسية أكثر مما يجب أن تتحمله أنظمة سياسية عربية حاكمة ! وكأنه المسؤول الأول والأخير عن طبيعة العلاقات العربية الاسرائيلية ! .

لم تتوانَ صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن لصق تهمة العنصرية لصلاح فنشرت تقريرا عن محمد صلاح نجم فريق ليفربول، وأكدت "أنه هدد ناديه بالرحيل حال التعاقد مع مؤنس دبور مهاجم منتخب إسرائيل وقالت الصحيفة الإسرائيلية : "إن صلاح يرفض التواجد فى ليفربول حال إتمام التعاقد مع المهاجم الإسرائيلى " كل هذا في الوقت الذي ربما لم يعلم صلاح عن القصة شيئا فهو لا يشغل نفسه سوى بالحفاظ على مستواه المتألق فقط فهو يعلم أن تلك هي مهمته الأهم فهو ليس عنصريا وليس سياسيا هو فقط إنسان مصري لاعب كرة قدم محترف خارج وطنه .
في بلاد الغرب - خاصة في مجال كرة القدم - لا يعطون تلك المسائل أدنى اهتمام، فلا يهمهم إن كان صلاح عربيا أو إسرائيليا أو بنجلاديشيا، المهم عندهم ماذا يعطى وكيف ينجح لأنهم يقيمون العمل وليس أصول الشخص وحسبه ونسبه أو مذهبه ومعتقداته، لذلك نجحوا وتفوقوا رياضيا وغير رياضي .

فلماذا لا نترك صلاح يمارس عمله المتعاقد عليه والذي يتقاضى عليه اجرا كبيرا حتى إنه ولإنسانيته وضميره الوطني وانتمائه الشديد لبلده لم يبخل ولم ينكر فضل بلده ولم يتنكر لزملائه وأصدقائه القدامى ولا لمن دعموه وساندوه بل كان سخي العطاء والنفقات والتبرعات وحسن التواصل .. صلاح واحد من المصريين العاملين في الخارج الذين برعوا ونجحوا في عملهم وتخصصاتهم لكن محمد صلاح ولأنه يعمل في مجال الساحرة المستديرة معشوقة جماهير الكرة ؛ لفت الأنظار وكان عنوان الاخبار أحبوه واحترموه وقدروه لأنه يستحق ولأنه أخلص في عمله فكان التوفيق حليفه والنجاح رفيقه .

رجاءا ارفعوا أيديكم عنه واتركوه يؤدي عمله بثقة وهدوء نفسي وفكري .. وتمنوا معي على الله أن يرزقنا بألف صلاح وصلاح ..
"مو صلاح"