الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع اقتراب الامتحانات.. خطر دكاكين الملخصات الدراسية يحيط بالجامعات .. صور

صدى البلد

مع اقتراب امتحانات النصف الدراسي الأول، بدأت مكاتب مستلزمات الملخصات والمراجعات والامتحانات، في الإعلان عن عروضها لـ ملخصات المناهج الدراسية للكليات، من خلال المواقع الالكترونية لها، أو الإعلانات الورقية التي يتم توزيعها داخل الحرم الجامعي، عبر مندوبين لهم بكل كلية، أو خلال الملصقات علي أبواب وأسوار الكليات.

أبرز المكاتب

"بين السرايات" و"مول الزعفران"، من أشهر الأماكن التي يتوجه لها طلاب الكليات، بجامعتي القاهرة وعين شمس، حيث اشتهرت تلك الأماكن بتواجد عشرات المكتبات، التي تتولى بيع وتوزيع الملخصات للكتب الجامعية، كما تعلن عن مواعيد "كورسات" المراجعات للطلبة، والتي يُدرس بها بعض المعيدين وخريجي الكليات.

أسعار الملخصات

"أسعار الملازم تبدأ من 20 جنيها وتصل لـ 100 جنيه خلال أيام الامتحانات، وكل مكتبة تتسابق في التلخيص للمناهج وتوقع أبرز الاسئلة التي من الممكن أن تأتي بالامتحانات".. يقول منعم محمد، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الحقوق جامعة عين شمس.

أسباب الإقبال 

وكشف "المحاضرات عدد الطلبة بها بالآلاف، والكتاب الجامعي تتعدى صفحاته الـ 500 و800 صفحة، وبيكون كذا جزء خصوصا في مواد القانون الدستوري والمدني والجنائي والشريعة، وصعب نقدر نلم المنهج، وأغلب الطلبة تواظب علي شراء الملازم الاسبوعية للمنهج، وفي طلبه تعتمد علي الملازم للمراجعات النهائية للمنهج" ..يقول طالب كلية الحقوق".

اعتماد الطلبة

أغلب طلبة كليات الحقوق والتجارة والآداب، يعتمد طلابها علي تلك الملخصات، وهو ما أكده علي السيد، طالب كلية التجارة "في أكثر من مكتبة بتقدم الملخصات لنا كطلبة كلية تجارة، وبيكون فيها شرح الأساتذة، وسعر الملزمة بيكون 25 جنيه ووقت المراجعة ممكن تكون 70 جنيها و100 جنيه حسب المادة وكام جزء لها".

كورسات للمراجعة

"كمان بحضر كورسات مراجعة محاسبة واقتصاد، والمحاضرة بتكون بـ 200 جنيه، وبيديها معيد بالكلية وعددنا بيكون حوالي 300 طالب بالكورس وكل المواعيد والاماكن بنعرفها من جروبات المكتبات بالواتس أو موقعهم بفيس بوك".. يقول علي.

لكليات القمة

اخترقت "دكاكين" الملخصات كليات القمة أيضا، فأصبح بعض طلبة الطب والصيدلة والهندسة، يعتمدون على تلك الملخصات، حيث تقول شيماء جواد، طالبة بكلية الطب، أن حجم المناهج الدراسية والمحاضرات بأعداد كبيرة والوقت قليل، وبالتالي بحتاج دروس في شكل كورسات، وكل كورس بيكون من 3 ألاف لـ 5 آلاف، وبيشرف عليها معيدين بالكلية وبتكون بقاعات بالعمارات المجاورة للجامعة".

آلية العمل

ويتحدث عبد القادر محمد، عامل بإحدى مكتبات بين السرايات، بالقرب من جامعة القاهرة، أن تاريخ المكتبة يعود لقرابة 15 عامًا، عندما كان هناك 5 مكتبات فقط "دلوقتي بقى في عشرات المكاتب، اللي شغال علي كليات تجارة وحقوق واداب، وفي شغال علي كليات طب وصيدلة وهندسة".

"اللي بيعد الملازم والمراجعات معيدين وطلبة بتحضر كل المحاضرات في كل كلية، ويضيفوا كلام الدكاترة ونعرف المقرر والملغي والمهم".. يقول عامل المكتبة. 

مشاكل المكتبات

"دي مهنة فاتحة بيوت، ورغم كدا كل شوية شرطة المصنفات تجي تعمل محاضر وتقفل المكاتب، بحجة أن الملازم تزوير للكتاب الجامعي، رغم أننا بنساعد الطلبة أنهم يلموا المنهج والكتاب الجامعي، ونفسنا في ترخيص لـ المكاتب، لأنها رخصتها مستلزمات بيع أدوات مدرسية وجامعية"..يقول العامل.

الدروس مجرمة

ويعد نظام الدروس الخصوصية والكورسات الخارجية بالكليات والجامعات، هو بمثابة نظام مخالف للقانون الجامعى، وهناك مادة تجرم الكورسات والدروس الخصوصية بقانون المجلس الأعلى للجامعات لسنة 1972، حيث نص خلال المادة 110 علي "يحظر على أعضاء هيئة التدريس إعطاء دروس خصوصية"، ونص فى الفقرة الأخيرة من هذه المادة على أن مخالفة إعطاء الدروس الخصوصية يكون عقوبتها العزل، حيث يوقف عضو هيئة التدريس عن العمل بقوة القانون بمجرد صدور قرار إحالته للتحقيق حال اتهامه باقتراف أى من الأفعال المنصوص عليها فى القانون لمدة لا تتجاوز ستة أشهر أو لحين صدور قرار من مجلس التأديب فى شأن محاكمته تأديبيًا.

جهود للمنع

وشن دكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، حربا ضد منطقة بين السرايات، وما تصدره للطلاب، ووصفها "بأنها أشد خطرا من المخدرات، وقال إنها تشبه المُسكِن الذى يقتل عقل الطالب دون الالتفات إلى الكتاب الجامعى، وتلخيص ٧٠٠ أو ٨٠٠ صفحة فى ٧ صفحات، يعد كالسم القاتل الذى يصيب عقل الطالب".

مطالب للضوابط

وكشف أن "منطقة بين السرايات دكاكين بير سلم، واقتصاد دولة داخل دولة يجمع الملايين، ولهذا لابد من تطوير العملية التعليمية، واهتمام الأساتذة بالمقررات الدراسية، والتشديد على الطلاب بضرورة حضور المحاضرات، وعدم السماح لأى عضو هيئة تدريس الاستعانة بها خلال المرحلة التعليمية، وفى حال مخالفة ذلك تتم إحالته إلى التحقيق".

مخاطر الملخصات

"الطالب الجامعي الذي يقتصر تحصيله على مادة تعليمية مأخوذة من مذكرة أو ملزمة، سيُصبِح بالتأكيد خريجا ضعيفا فى تخصصه، ووجود المذكرات أو الملازم فى الدراسة الجامعية نقطة ضعف كبيرة فى منظومة التعليم الجامعى، وكأن وجود الطالب فى الجامعة هدفه فقط اجتياز امتحان فى نهاية الفصل أو العام".. حسبما أكد دكتور جابر نصار.