الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: ضرورة وجود وزارة للشأن الافريقى فى مصر‎

صدى البلد

فى ضوء الاهمية الاستراتيجية والامنية والسياسية والاقتصادية والتنموية والشبابية والرياضية والثقافية والاعلامية والاجتماعية المتنوعة وغيرها من أوجه النشاط والتعاون التى باتت تمثلها القارة الافريقية لمصر..بجانب العامل الاهم وهو رئاسة مصر لقمة الاتحاد الافريقى عقب قمة يناير المقبلة للاتحاد الافريقى بأديس أبابا..وما يتطلبه ذلك من وجود وزارة معنية بالشأن الافريقى تنسق وتخطط وتتابع التنفيذ فى كافة الاوجه المتنوعة بشكل سلسل ,وفعال,ومنظم...يمكن الدبلوماسية المصرية وكافة المعنيين بالشأن الافريقى من احراز نجاحات مدوية تضاف لرصيد مصر الحضارى والتاريخى فى أفريقيا..

وقوام هذه الوزارة يمكن أن يكون نواته العلماء والمتخصصون والدبلوماسيون والاعلاميون وكافة المنخرطين بالشأن الافريقى فى مصر..وهم كثر...كما أن وجود مثل هذه الوزارة يعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية وكافة الجهات والهيئات المعنية بالشأن الافريقى..بلا أدنى تعارض،كما أنه يخفف عن كاهل مثل هذه الجهات ويجعلها تتفرغ لشؤونها الاخرى.ويمكن أن يكون هذا الدور مشابه للدور الذى سبق أن قام به د.بطرس غالى حين عمل وزير دولة للشؤون الخارجية أو الافريقية تحديدا بدءا من نهاية السبعينيات وحتى أوائل التسعينيات من القرن الماضى..ولقد تخصص وقتها فى العمل الافريقى حيث زادت الانشطة والزيارات والفعاليات مع الدول الافريقية..فتم تسجيلها وتوثيقها فى الكتب البيضاء كما ساعد هذا على تبوء منصب رئيس منظمة الوحدة الافريقية لمصر مرتين فى حقبتى الثمانينيات والتسعينيات على التوالى..وكذلك ساعد د.بطرس غالى نفسه على الفوز بمنصب أمين عام الامم المتحدة كأول مصرى وعربى وأفريقى يتبوء هذا المنصب الرفيع انطلاقا من نشاطه ودوره الافريقى..

ولعل عمل مثل هذه الوزارة ليس بدعة فلقد سبقتنا اليه دول عربية عديدة فى مراحل سابقة :كليبيا والجزائر والسعودية..وحتى دول غربية كبرى :كفرنسا والولايات المتحدة وغيرهما..فلقد زادت الانشطة الافريقية بمصر على كافة المستويات وستزيد أكثر خلال عام ٢٠١٩..ومن ثم فهى بحاجة ماسة الى تفعيلها والاستفادة منها وكذا توثيقها وحفظها سواء اليكترونيا أو ورقيا والاستفادة منها مستقبلا.

يحتاج الامر أيضا الى توثيق الانشطة المصرية فى المجال الافريقى وأن يتم نشرها فى أنحاء القارة بدءا من توقيت رئاسة مصر للاتحاد الافريقى باللغات:العربية والانجليزية والفرنسية..وأن يكون هناك موقع الكترونى مخصص لهذه المرحلة بحيث يديره المتخصصون ويروج لسياسة مصر الافريقية وتحركاتها فى كافة المجالات بالقارة.

لقد زادت اهتمامات مصر ومصالحها بالقارة وتعددت أوجه مشاركتها وأنشطتها خاصة الامنية والتنموية والمائية وأصبح من الضرورى أن تكون هذه الوزارة هى البوتقة التى تنصهر فيها كافة الافكار والرؤى والسياسات الافريقية لمصر..كما تتجمع فيها كافة الانشطة وفرص التدريب المتنوعة للافارقة فى مصر وحتى أدوات الدبلوماسية الناعمة كالازهر والكنيسة القبطية والتنسيق بينهما لخدمة السياسة المصرية فى أفريقيا.