الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء عويضة تكتب : أبو العروسة‎

صدى البلد

بعد ان حقق الجزء الأول من مسلسل ابو العروسة نجاحًا كبيرًا‘عرضت منذ أيام قليلة أولى حلقات الجزء الثاني للمسلسل‘وكان قد ناقش الجزء الأول واحدةً من أهم القضايا التي نعاني منها وهي المشكلات التي تدور بين الآباء والأبناء في بعض الأسر المصرية ‘نظرًا لاختلاف الأجيال والتطور الذي حدث بكافة أنواعه في سياق درامي شيق وفعال.
 
وفي الحقيقة انني وجدت الحديث هذا عن المسلسل مدخلًا مناسبًا لمناقشة قضية التباعد الفكري بين الآباء والابناء وماتسببه من عواقب وخيمة.

رغم التطور الذي يحدث باستمرار‘وتضافر وسائل الإعلام لمناقشة هذه القضية سواء في البرامج او الأفلام او المسلسلات الا انه مازال يوجد الكثير من الآباء لايقدورن مدي أهمية إدراك الفجوات التي تفصلهم عن ابنائهم وأخدها في عين الإعتبار‘سواء كانت هذه الفجوات‘فجوات عمرية او فكرية ‘او تكنولوجية فلكل عصر له خصائصه التي تميزه عن العصر الذي يسبقه او يليه في جوانب كثيرة‘وأيضًا لكل جيل صفاته التي تميزه عن الجيل الذي يسبقه‘والرابط الوحيد بين كل هذه العادات والتقاليد والقيم التي هي أساس اي مجتمع والتي أيضًا لايمكن الاستغناء عنها او تغيرها بتدرج العصور او الأجيال.

يتسبب التباعد الفكري ببن الابناء والآباء في ظهور مشكلات عديدة منها عدم الشعور بالثقة بالنسبة للطرفين‘ والتفكك الأسرى وافتقاد القدوة والمثل الأعلى.
 
علي سبيل المثال: 
اذا مر الإبن او البنت بمشكلة ما سواء في حياتهم التي يمارسونها يوميًا او حتي الخاصة ووجدوا من الوالدين عدم تقدير او تفهم للوضع او الظروف التي يمرون بها‘فإن الابناء سرعان مايضطرون اللجوء الي أشخاص آخرين يتفهمون حالتهم او مشكلاتهم‘وهذا من الممكن ان يؤدى لنتائج سلبية أكثر منها إيجابية.

كما يظهر التباعد الفكري أيضًا في عدة جوانب منها عدم إدراك الآباء لطموح الابناء ومايحتاجون له من دعم كبير لسد عطش هذا الطموح سواء كان هذا الدعم مادي او معنوي او غير ذلك ويظهر أيضًا في طريقة تنشئة الفتيات في بعض الأسر علي ان التعليم لا يمثل اي أهمية بالنسبة لها واقناعها او حتي اجبارها للزواج في سن مبكر‘تطبيقا لما يردده الكثير(حتي لايفوتها قطر الزواج )ويعد هذا نتاج لقلة التفكير الواعي واتساع الفجوة بين الأجيال وانتشار الأفكار المحدودة لدي بعض الآباء الذين دائمًا مايحصرون حياة البنت في الزواج فقط‘بالرغم من كل حظيت به المرأة الآن من مكانة في المجتمع ان ‘الا ان تفكير بعض الآباء مازال محدودًا حتي الآن
لابد ان يسود العلاقة بين الآباء والابناء التفاهم والود والمحبة والاطمئنان والمناقشة وثقافة الحوار والتفاعل والمشاركة حتي لا يتفاقم مشكلات نحن في غناء تام عنها.