الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ريمون ميشيل يكتب : حَسِن جودة حياتك 1

صدى البلد

تقاس قيمة الإنسان الحقيقية بمدى إنتاجه في حياته ، وتقاس جودة حياة كل منا بالصالح من الأعمال فيها. الكثير منا لديه الرغبه لصُنع الكثير في حياته من الأعمال ولكن الرغبه وحدها لا تكفي لصنع أي شيء، والسبب الخفي لفتور العزيمه والتراجع عن الكثير مما نفكر فيه من أعمال هو ما يسمي بـ"فوضي الحياه" والتي قد أضاعت أعمار الكثيرين فيها بلا فائده.
وهناك دورة يجب أن يمر بها الإنسان لكي يصل إلي منطقة السعاده والراحه في حياته وتسمي بدورة النضج ، حيث يتعرف من خلالها علي أهم مبادئ الحياه السليمه ثم يقوم بتطبيقها حتي يصل إلي مرحلة الحكمه والخبره في الحياه فتصبح المعادله الأن معلومه صحيحه ثم تنفيذ تساوي نُضج "راحه".
وسأضع بين إيديكم الأن بعض من تلك المبادئ التي بدورها أن تُحَسن جودة حياتك بالكامل بمجرد وضعها في مرحلة الفعل ، ولكن إن إكتفيت منها بمرحلة المعرفه فلن تستطيع أن تتقدم أي خطوه إلي الأمام.

تعلم العِلم من مصدره الصحيح : كثيرًا ما صادفني في حياتي معلومات وأمثال مغلوطه نتخذها ونتبناها كمبادئ لحياتنا إما بالوراثه وإما عن طريق ما يسمي بالخبرات السلبيه وهو أن نُعمم خطأ شخص ما قد صُدِمنا فيه وكأن كل البشر مِثله، وتلك المبادئ الخاطئه قد أضاعت سنوات من أعمار كثيرين في العمل بها. العلم الصحيح هو الذي ينقلنا من مستوي المعلومات المُشوهه أو الغير صحيحه إلي مستوي المعرفه الحقيقيه والتي بدورها أن تنقلنا إلي مستوي النضج الأعلي الذي يحقق الراحه والسعاده في الحياه. إن كنت تريد أن تحصل علي العلم الحقيقي السليم فعليك أن تبحث عن كل علم من مصدره المضمون سواء كان خبير بهذا العلم أو كتاب لشخص ذو خبرة حقيقيه ، وعليك بالبعد عن الخبرات السلبيه والأفكار المغلوطه وأنصاف المعلومات والتي تضيع الكثير من أوقات حياتنا في شقاء ومعاناة الجهل.

تعلم أن الحزن أمر طبيعي لكل منا: قال سليمان الحكيم في الإصحاح الثالث من سفر الجامعه للبكاء وقت وللضحك وقت ، فظروف الإنسان تتغير وتتبدل تمامًا كفصول السنه ، ولكن الفرق بين شخص وأخر "قوة الإراده" إنه شخص يريد أن يعيش في فصل السعاده ، حتي وإن جاءت رياح الحزن بهمومها فيتصدي لها ولا يعطيها أكثر مما تستحق فيرفض أن تعيش بداخله فتذهب لأخر ، إلي أن يتبناها شخص يري بنظراته الضيقه أن الحزن الذي أتاه هو جميع فصول العام لا يدري إنه يوجد إله يستطيع أن يجعلك تعبر منها بسلام فعيش غارقًا مهمومًا بأحزانه حتي إنها تقضي عليه بالكامل. الحياه ليست عادله طوال الوقت ، فأحيانًا تُعطينا ما نستحق وأحيانًا أخري لا تشعر بألامنا ، وإنما الحزن للتعلم منه وليس للعيش والغرق في متاعبه، وذلك لكي نتعلم أننا لن نري العدل الكامل المطلق إلا في السماء فقط.