الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر بين المافيا وأنا خسارة فيها


عزيزى المصرى لا تندهش إطلاقا مما آلت إليه أحوالنا فى هذه المرحلة وخاصة على الصعيد الفنى فمن المعروف أن الفن انعكاس لحالة المجتمع وإفرازته، وبما أننا منذ ما عرفه المأرخون بالربيع العربى نعانى مما ظهر على الساحة بكل أبعادها ونئن من التطورات الانحدارية الاخلاقية فلا تأخذك الدهشة بفستان فنان بلا بطانة ولا إيماءات أخرى تثير الشهوات والغرائر ولا تلميحات آخرون بأنهم لن يأتى التاريخ بمثلهم ولم يأت لانهم نوادر وافذاذ العصر والمكان مع انهم فى التقييم الفنى لم يرتقوا حتى لوصف مشخصاتية المتعارف عليه فى مرحلة من مراحل الفن فى مصر.

أنت عزيزى المواطن ترى بعينك ما أصبحت عليه وضعية السينما والفن بصفة عامة فهو لم يعد عصر العمالقة المحبين لفنهم الحريصين على سمعة بلادهم فقد كانت هند رستم نجمة الجمال والاغراء ولكنها لم تفعل ما يفعلنه الفنانات ببطانتهن وبدون، سعاد حسنى وفاتن حمامة ونادية لطفى ومديحة يسرى وليلى طاهر كن فاتنات جميلات ساحرات ولكنهن لم ينحدرن ابدا لمستوى رفع البطانات والتنابز بما ينأى له الجبين وتستحى الأعين والقلوب.

الفن كان انعكاس لأخلاقيات مرحلته حينها أما الآن فنحن فى فن حمو بيكا وشطة والصراحة راحة وانت مبتعرفش . الفن كان له وازع وطنى جعل من الست ام كلثوم تطوف العالم لتجمع الأموال من اجل خزينة البلاد وامنها وامانها، الفن هو نفس الصرح الذى جعل العالمى سمير الاسكندرانى يعمل جسوسا من اجل بلده ومن اجل رفعتها وحريتها وهو ذاك الصرح ايضا االذى ترك من اجله الفنان ايهاب نافع الشهرة والبريق وقضى عمره جاسوسا من اجل المحروسة وعزتها ونصرتها. لاتندهش اذا ماسمعت من يغنى بصوت ابعد مايكون عن المغنين ويصف محبوبته بأن حبها شبه البودرة، ولا تحزن عندما تجد من صنفهما عصرنا المأسوف علينا فيه بالمغنيين يترصدان لبعضهما البعض امام وسائل التواصل الاجتماعى بأنهما يحتلان الساحة وان جمهور كل منهما رهن اشارة صابع من سمى نفسه بالفنان . لاتحزن ايها المصرى عندما تعرف معاودة سيدة من القواعد للرقص لانها ستحدث ربها عندما تقابله بأنها على يقين بأن الرقص حلال وبأنها تتقن عملها ، اصمت كثيرا عندما تسمع اللى محصلش وهو يقول انا نامبر وان وترد عليه المبشرة بالنجومية بأنه ميسواش وعضته قطه، استمع فى سرادق الحياة الحالى كلمات بطعم الارهاب والمافيا وهأكسر الدنيا وأقتل اللى يوقفنى ، واندم على انك لم تعش مع الست وهى تشدو بـ دارت الأيام ولا العندليب عندما اوجع قلوبنا بأعز الناس حبايبنا ولا فايزة عندما غنت لاخيها وبيت العز ولامها ست الحبايب ولا بسيد عصره وزمانه موسيقار الأجيال وهو يختتم تاريخه الهرمى برائعته جايين الدنيا مانعرف ليه وغيره وغيره قياصرة الفن وأميراته وملوكه وملكاته الخالدين فى قلب التاريخ وذاكرته. 

عندما تعش فى عالمنا الحالى ووسط هذا الهاموش فلابد ان تتوقع مطربة البلهارسيا وهى تسعى للفت الانتباه اليها والاضواء من حين لاخر باى وسيلة حتى لو كانت اهانة وطنها ولا تستعجب ابدا عندما تجدها تتفاخر بنفسها وتقول انا خسارة فى مصر!! ولابد ان تتأكد انها افراز لمرحلة من أسوأ المراحل الفنية وربما تقترب من مرحلة أصابت التاريخ الفنى فى الثلاثينات عندما تدنت أساليب الكتابة ووصلت لمرحلة أنا وحبيبى روحين فى زكيبة وارخى الستارة اللى فى ريحنا احسن جارنا...

الفن ببساطة انعكاس لحالة مجتمع ونحن لابد الا نخفى رؤوسنا فى الرمال ونعترف بأننا لا نستحق أفضل مما وصلنا اليه واذا كنا نريد الارتقاء بالفن فلابد ان نرقى باخلاقنا وذوقنا وتربيتنا وتعليمنا وثقافتنا، ببساطة ان نخرج الى الحياة اللائقة ببلد وشعب صاحب حضارة من أقدم الحضارات واثاره محفور عليه قيم ومبادئ انسانية أسرت العالم كله واتخذها قدوة ؛ اما نحن فقد أُعجبنا بتوافه الأشياء واستيسرنا الشاذ من الكلمات والألحان وبعد ذلك نعيب الزمان والعيب فينا إن لم يكن منا وبأيدينا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط