الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأرملة البيضاء.. قصة أخطر إرهابية بريطانية حيرت الجهات الأمنية بمكان اختبائها

صدى البلد

تظهر بملامح بريئة وعيون زرقاء، بابتسامة هادئة، وخلف تفاصيل وجهها الرقيقة، تختبئ الفتاة البريطانية، تخفي تطرفها وعصبيتها بداخلها، لتكون "سامانثا لوثوايت" أشهر وأخطر إرهابية في بريطانيا تلاحقها الأجهزة الاستخباراتية.

ولدت "سامانثا لوثوايت" في بريطانيا سنة 1983 من أسرة بسيطة، وخدم والدها في الجيش البريطاني كجندي سابق، وعمل سائق شاحنة، ودرست السياسة والدين في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، ولكنها تركت الدراسة، وخلال طفولتها، مرت الفتاة بظروف صعبة بعد انفصال والداها، لتعتقد أن جيرانها من العائلات الإسلامية أكثر ترابطا وقوة من عائلتها.

في الخامسة عشرة من عمرها، اعتنقت الفتاة الشقراء الدين الإسلامي، لتتحول من سامانثا لوثوايت إلى الشرفية لوثوايت، وفي بداية الألفينات تعرفت على شاب يدعي جيرمن ليندسي عبر الإنترنت، وأنجبت منه طفلين، قبل أن يفجر نفسه ضمن هجمات انتحارية عام 2005، استهدفت قطارات لندن، فقتلت 52 شخصًا وسببت الجروح لأكثر من 700 آخرين.

وعانت سامانثا لوثوايت صدمة شديدة بعد حادث زوجها، وأعربت خلال اتصالها بخط المساعدة الذي تم تخصيصه لعائلات الضحايا، عن إدانتها ورعبها من بشاعة الحادث، مشيرة إلى أنها لم تتوقع أو تتخيل أبدًا أنه كان ضالعًا في مثل هذه الأنشطة المروعة، قائلة: "كان زوجًا محبوبًا وأبًا.. أحاول التصالح مع الأحداث الأخيرة. لقد انهار عالمي كله، وأفكاري مع عائلات ضحايا هذا الدمار غير المفهوم"، وتم وضعها في الحجز الوقائي في منزل آمن للشرطة بعد أن تم إلقاء حريق في منزلها في أعقاب التفجيرات مباشرة .

وفي سبتمبر 2005، تعرضت لوثوايت لانتقادات واسعة بسبب قيامها ببيع قصتها، حيث صورت نفسها كضحية، خدعت من قبل المتطرفين، إلى صحيفة التابلويد "ذا صن" مقابل 30.000 جنيه إسترليني.

وبعد موت زوجها، أصبحت الأرملة البيضاء محط أنظار الجهات الأمنية، ومحل شك كعقل مدبر للتفجيرات التي قام بها زوجها في لندن، حيث وصفتها وسائل الإعلام البريطانية بالمرأة الخطيرة بعد تأكيد معلومات صلتها الوثيقة بحركة الشباب الإرهابية.

وفي عام 2009، تزوجت مرة أخرى من إرهابي بريطاني خبير صناعة القنابل، وانتقلت للعيش معه في كينيا، لتنجب طفلها الثالث منه، وأكدت المعلومات الأمنية أنها قامت بحماية حركة الشباب الإرهابية خلال تواجدها في كينيا والصومال.

ترصدتها الأجهزة الأمنية البريطانية، التي اكتشفت قيام الأرملة البيضاء ببعض الاتصالات مع عائلتها ببريطانيا، إلا أنها توقفت عام 2011م، واختفت بعدها تماما لتترصدها المخابرات الغربية والأفريقية في كل مكان بعد كل عملية إرهابية، وفي عام 2014 اشتبه في تورطها ببعض العمليات الإرهابية في نيروبي.

وفي مايو 2014، ذكرت صحيفة "ديلي ميرور" أن سامانثا لوثوايت تزوجت حسن معلم إبراهيم، وهو قائد كبير في جماعة الشباب المتشددة، في كينيا.

بالرغم من كونها في الخامسة والثلاثين من عمرها، إلا أنها تعد الإرهابية الأولى المطلوبة في العالم، لتورطها في قتل حوالي 400 شخص خلال عمليات إرهابية عديدة، ونجحت في الاختباء من أجهز المخابرات لمدة 7 سنوات، حيث أفادت معلومات سابقة بعد مطاردات أنها كانت تختبئ حينًا في كينيا وأحيانًا في الصومال.

وباتت الأرملة البيضاء مصدر قلق للمخابرات البريطانية، تعجز عن تحديد مكانها، ولكن مؤخرا نقلت وسائل الإعلام البريطانية عن مصدر مطلع، قوله إن المخابرات باتت تملك العديد من المعلومات عن الإرهابية سمانثا لوزوايت، التي ترجح اختباءها حاليا في اليمن بسبب علاقاتها هناك، وتترصدها بريطانيا في إصرار منها على القبض عليها بعد سلسلة الجرائم التي تورطت بها.