الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أجراس المحبة.. قصة نضال البابا مرقص الثامن ضد الاحتلال الفرنسي

صدى البلد

في الوقت الذي جاء فيه الاحتلال الفرنس وقضى على الأخضر واليابس، واغتصب الأراضي المصرية، تكاتفت فئات الوطن، مسلمين وأقباط وشكلوا لحمة من أجل تطهير البلاد من الاستعمار، وحينها سجل أقباط مصر ومشايخ الأزهر الشريف، تاريخا حافلًا بصفحات من الوطنية الخالصة فى مواجهة أعداء الوطن فى فترات تاريخية سابقة شاهدة على رفضهم القاطع للتطرف والخيانة والإرهاب، وكان من من بين رموز الدين المسيحي البابا مرقص الثامن رقم 108 في تاريخ باباوات الكنيسة المصرية والذي تولى المنصب لمدة 13 عام من 2 أكتوبر سنة 1796 م حتى 21 ديسمبر سنة 1809 م ونجح فى تصدى انتهاكات الإحتلال الفرنسي.

من هو الأب مرقص الثامن

ولد البابا مرقص الثامن في منتصف القرن الـ 18 بمنطقة طما والتي كانت تتبع مديرية جرجا أحب وعشق الحياة الرهبانية فالتحق بدير القديس أنبا أنطونيوس وعقب وفاة الأنبا يوأنس البطريرك الـ 107 اختير الأنبا مرقص الثامن بابا للإسكندرية بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم في يوم الأحد 2 أكتوبر سنة 1796 م.، في عهد السلطان سليم الثالث بن السلطان مصطفى الثالث العثماني، وشيخيّ البلد إبراهيم بك ومراد بك.

وتعتبر فترة الأب مرقص الثامن من أخطر الفترات التاريخية التي مرت بمصر لأنه عاصر ثلاث حقب تاريخية حقب الولاة العثمانيون ثم حقبة دخول الفرنسيين مصر عقب سيامته للمنصب بسنتين ثم رجوع العثمانيين مرة أخرى وتولية محمد علي .


وخلال فترة توليه منصبه الكنسي تعرضت الكنيسة والأقباط لمواقف صعبة من الفرنسيين حيث أنه لم يكن وصول الحملة الفرنسية إلى مصر مكسباً للأقباط كما روج البعض بل كانت وابل من الخراب على قطبي النسيج المصرى وليس على المسيحيون فقط، فلقد حدث للأقباط من الفرنسيين أصعب وأحط المواقف وكلها مواقف كثيرة ومؤسفة للكنيسة وللأقباط.

فقد تم حرق الكنيستين العليا والسفلى بحارة الروم وأدى ذلك إلى انتقال مركز البطريركية من حارة الروم إلى الأزبكية ، في مواضع كان قد بناها المعلم إبراهيم الجوهري قبل وفاته بعد أن تمكن من أخذ فرمان ببناء كنيسة بالدرب الواسع وبناء مقر بطريركي ، وقام أخوه المعلم جرجس بإتمام هذا المشروع وتم نقل مقر البابا إلى هذه الكنيسة التي أطلق عليها اسم كاتدرائية الكاروز مرقس، فعرفت باسم الكنيسة المرقسية.


 وعلى الرغم من كل المحن التي مرت على الأقباط بمصر في هذه الفترة فإن البابا كان شديد الاهتمام بأمر الكنائس والأديرة وإصلاح ما حدث فيها من دمار، وقام بإلقاء العظات بنفسه ولم ينقطع عن التعليم في أي وقت.

 كما اشتهر كذلك بعمل الخير وتقديم الخدمات والإحسان وظل هكذا إلى أن توفي في 21 ديسمبر سنة 1809 م وتم دفنه في كنيسة الأزبكية وكان هو أول من دُفن فيها من الآباء البطاركة بجوار المذبح كما تميز عصره بوجود رجال كثيرين ربتهم الكنيسة على يديه قبل وأثناء منصبه ومنهم المعلم إبراهيم الجوهري وجرجس الجوهري ويعقوب حنا.