الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد كمال يكتب.. مصر التي في مسجد وكنيسة

صدى البلد

مصر أرض الله ..مهبط الرسالات ..ومسري الرسل ..وهي بستان العالم ..وكرسي الملك ...دوما أرض المحبة والتسامح والسلام ..ولقد دشنت أم الدنيا للعالم عام ٢٠١٩ باعتباره عام التعايش بين الأديان في افتتاح مهيب بعاصمتها الإدارية الجديدة ..أكبر مسجد وكنيسة في الشرق الأوسط ..بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ..وظل العالم عبر وسائل إعلامه فاغرا فاه ..محدقا بأعينه ..واضعا الأيادي علي الرؤوس ..وهو يشاهد الرئيس المصري المسلم يدشن ذلك ..ليس هذا فحسب ..بل ويحيط به شيخ الأزهر كإمام أهل السنة في الأرض ..والبابا راعي مسيحي نصف الكرة الأرضية.

بل والأجمل من ذلك أن الإمام الأكبر لأهل السنة يدخل ويحتفل ويخطب من داخل كنيسة الأقباط ..وبالمثل فعل الحبر الأعظم قداسة البابا يدخل ويحتفل ويخطب من داخل أكبر مساجد أهل الشرق ..مسجد الفتاح العليم ..ولم تكن كنيسة ميلاد المسيح بداية عهد تعايش مسلمي وأقباط مصر ..بل من قديم الأزل يوجد هذا التسامح ..وقديما قال البابا شنودة عندما سئل عن مصر (أنها وطن يعيش فينا ..وليس وطن نعيش فيه) ..ولا العقيدة الوطنية لأقباط مصر ..ثابتة راسخة ..فقد أردف البابا الحالي علي مقولة البابا الراحل (أن وطن بلا كنائس ..أفضل من كنائس بلا وطن)

هذا قول رعاة الأقباط المصريين المخلصين ..ولو رجعنا لأقوال رعاة الإرهاب الذين لا يعترفون بوطن ..وهم بائعو ..وخائنو أهله ..تعرف عندها من هم المصريون حقا ..من أولي بالحب والتعايش ..أنهم مسيحيو مصر وليس إخوان الشيطان ..أن انبهار ساسة العالم وشعوبه بما يحدث في مصر ..دفع قادة العالم السياسيين والدينيين  ..ليعبروا عن عظمة المشهد المصري ..وروعة تماسك نسيجه ..ومتانة ترابط أهله، ..ووعي قائده ..وإصرار شعب مصر ..علي أن تظل في مقدمة دول العالم تسامحا ومحبة وتعايش لنسيج الأمة المصرية ..مسلمين وأقباط ..إن اختيار التوقيت وضخامة البناء ونوعية الحضور ..ودفء الكلمات ..اخرج الصامتون عن صمتهم ليغردوا ..في إعجاب وإجلال ..إن هذه هي مصر ..بلد المتحابين في الوطن ..السباقين لأهل الدنيا تألفا ومحبه ..وسط عالم يموج بالتعصب والفرقة والترصد.

إنها أم الدنيا مشرق شمس الحضارة ..ونافذة التسامح علي الدنيا ..حفظ الله مصر وقائدها وشعبها ورموزها ..والبنائين بإتقان من أبناء مصر وجيشها ..وأهلا بأهل الأرض جميعا ..في بقاع أم الدنيا ..وليدخلوها سالمين ..لأنها هي دي مصر

ما حدث ونقلته الكاميرات لمسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح سحر وإبداع وخيال ..فهذا شيخ الأزهر يبدع بكلمته من قلب الكنيسة ..وها هو البابا وكأنه يشدو بكلمات رنانة من قلب المسجد ..في ليلة متفردة ..ليلة لم تحدث من قبل ..فيها انطلق الأذان لأول مرة في التاريخ من قناة c t v القبطية في حدث استثنائي لم تعهده الأذان ولا الإبصار ولا القلوب .

هنا مصر القوية الأبية ..مصر ملتقى الأديان ..وحاضنة الأوطان ..وقاهرة كل جبان ..مصر التي عادت شمسها الذهب ..عادت لتسطع من جديد ..وتكتب حروفها بإتقان ..إتقان ابهر العالم ليقول إن مصر كانت ولا زالت وستظل هي " القائد الحكيم " و" الحاضن الأكبر " لهذه الدنيا.
فنحن مصريون قبل الأديان ...مصريون بعد الأديان ..مصريون إلى آخر الزمان