الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدى البلد يحاور فارس مصر بهولندا.. أول طبيب قلب مصري يحصل على وسام استحقاق الملكية بأمستردام.. صور

صدى البلد

قصة نجاح مصرية جديدة بالخارج بطلها طبيب قلب مصري قادته الجهود التى قام بها في كثير من الدول الأفريقية، إلى الحصول على وسام الاستحقاق الملكي الهولندي من الدرجة الأولى.

درس الدكتور سعيد صلاح، ابن محافظة القليوبية، في مدرسة أبو زعبل، وحصل في الثانوية العامة على مجموع مكنه من أن يلتحق بكلية الطب جامعة الأزهر 1971، وفي عام 1976 التحق بكلية الطب بجامعة أمستردام بهولندا، وحصل على بكالوريوس الطب منها عام 1982، "صدى البلد" التقى الطبيب المصري ليتعرف على رحلة تفوقه ونجاحاته.

في البداية حدثنا عن دراستك بداية من الجامعة وكيف كانت بداية رحلة السفر خارج مصر؟
كانت البداية دراسة الطب في جامعة الأزهر بالقاهرة 1971، وبعد عدة سنوات في بداية السبعينات كنا نزور أوروبا في فترة الإجازة الصيفية، حيث هذا كان متاحا بسهولة في السبعينات للعمل والاطلاع على ثقافات أخرى، ونظرا لزواجي من هولندية قررت الإقامة في هولندا واستكمال الدراسة في جامعة أمستردام حتى الحصول على البكالوريوس.

تم منحك الوسام الملكي الهولندي.. عن أي إنجاز كان التكريم والمنح؟

الوسام الملكي الذي تم منحه لي كان نظرا للعمل التطوعي الإنساني والطبي لخدمة المرضى غير القادرين عدة سنوات وفي بلاد مختلفة، وكان هذا النشاط سببا فى الحصول على الوسام الملكي، بالإضافة إلى النشاط الاجتماعي داخل وخارج نطاق المستشفى، وبجانب هذا النشاط قمنا بتنظيم تبادل موسيقى بين مصر وهولندا، وقام فريق موسيقى بأداء موسيقى حصرية وأوروبية في دار الأوبرا المصرية في القاهرة والإسكندرية، حيث إن العلوم والرياضة والموسيقى تستطيع أن تقرب المسافات بين البشر.

كيف ينظر علماء مصر بالخارج إلى مصر؟
مصر في طريقها إلى الخروج من الأزمة التي مرت بها ولكن يجب الصبر والتحمل لكي نجني ثمار هذا الصبر، فالعمل يتم على قدم وساق في شتى المجالات لكي تقوم البنية التحتية على أحسن وجه، وهذا لن يتم إلا بمشاركة الجميع داخل وخارج مصر، ويجب على علماء مصر بالخارج التعاون والمشاركة في بناء وتطوير ودعم القطاع الصحي بمصر، ونطلب من الدولة تسهيل زيارة وفود طبية من مختلف الدول لتبادل الخبرات والمساعدات في محاربة قوائم الانتظار في العمليات المختلفة.

حدثنا عن مجال تخصصك أكثر وما أبرز النجاحات التي حققتها والأقرب لقلبك خلال فترة عملك؟

بجانب العمل في المستشفى حاليا بأمستردام، هناك تعاون مع أطباء المنزل لحضور ندوات علمية لرفع مستوى الخبرة لديهم، وكذلك مؤتمرات علمية خارج هولندا مثل مصر وسوريا والأردن وتركيا والمغرب ومالطا وإسبانيا، وكذلك قمنا بمساعدات إنسانية ووطنية إلى مصر مثل إثيوبيا وتنزانيا وزامبيا وجامبيا وليبيريا وغانا، وكان هناك تركيز على تبادل الخبرات وتنظيم وفود طبية هولندية في مختلف التخصصات إلى مدن مختلفة بمصر، منها بالقاهرة معهد ناصر ومعهد القلب، والجيزة بمستشفى أم المصريين، وشبين الكوم والسويس والإسماعيلية والأقصر وقنا والزقازيق.

ما أبرز النجاحات التي حققتها في مجال العمل؟
أبرز النجاحات كان في مجال الشرايين التاجية، خاصة التشوه الخلقي في الناصور الشرياني الوريدي عند البالغين، وحصلت على الدكتوراه في هذا المجال.

برأيك من أين نبدأ في تحسين المنظومة الطبية بمصر؟
تطوير قطاع الصحة يبدأ بإنشاء هيئة خاصة بطبيب الأسرة وطبيب المنزل أو الأسرة الذي يتابع ويعالج ويقوم بتحويل المرضى إلى المستشفى في حالة لزوم ذلك، إلى جانب رفع رواتب الأطباء، عمل الأطباء بمكان واحد أو مكانين لا أكثر، إلغاء العيادات، وارتباط الطبيب بالمستشفى يجب أن نقوم بتنميته وزيادته لكن لكي يكون هناك مشاركة حقيقية وتفاعل لكي يقوم بالإبداع في عمله، بجانب ما سبق أن يكون هناك تأمين طبي شامل إجباري لكل أفراد الشعب هذا سيساعد على زيادة الإنتاج العلمي والتركيز في العمل وارتفاع الجودة وهدوء وراحة في العمل، بالإضافة إلى وجود مساعدين في إجراء العمليات وفنيين لحجرة القسطرة يقومون بإحضار جميع المستلزمات التي نحتاجها أثناء تواجدنا.

ما رأيكم فى زراعة الأعضاء بمصر وكيف ترونها بشكل عام؟
زراعة الأعضاء بأمانة وحرفية ومهنية عالية وشفافية طبقا للمواصفات العلمية العالمية لا غبار عليها.

برأيك ما أخطر الأمراض التي يجب على مصر أن توليها أهمية؟
أخطر الأمراض هي السمنة وعدم الحركة والرياضة والمشي، وللقضاء عليها يجب عدم الاستهتار بمن يسير على قدميه ويجب أن نوفر له السبل الكافية للمشي الآمن.

ما الذي تحتاجه المنظومة الطبية وشباب الأطباء وطلاب الطب في مصر؟
تحسين المنظومة يتم بالقيام برفع أجر الأطباء وإلغاء العيادات الخاصة والعمل في مكان واحد أو بالأكثر اثنان، وإنشاء هيئة الطب المنزلي، حيث يقوم طبيب المنزل بتحويل المرضى إلى المستشفى عندما يتطلب الأمر، كما أنه يقوم بعلاج ومتابعة المرضى في الحالات البسيطة، والإنجاز المهم في هذا الشأن أن يكون هناك تأمين طبي شامل إجباري على كل أبناء الوطن والكل يشارك ماديا سواء كان مريضا أم لا، وعند الاحتياج يقدم له مجانا كل ما يحتاجه من علاج ومتابعة، في هذه الحالة يسهل تحصيل الضرائب بعد إلغاء العيادات الخاصة.

كيف ترى دور وزارة الهجرة في احتضان علماء مصر بالخارج؟
دور وزارة الهجرة مهم جدا للتنسيق بين العاملين بالخارج في مختلف المجالات الذين يرغبون في تقديم المساعدات بدون مقابل لرفع شأن مصر في الداخل والخارج.

لماذا لم تحضر أيا من مؤتمرات "مصر تستطيع"؟

لم أسمع عن أي مؤتمر لـ"مصر تستطيع" للأسف، وهذا للانشغال طبعا وليس العزوف عن خدمة مصر وأهلنا، ولكن في نفس الوقت الفرق والوفود الطبية الهولندية كانت ومازالت تتردد على مصر لتخفيف قائمة الانتظار، وهذا في المجالات الطبية المختلفة وبدون مقابل.

هل تواصل معكم أحد من وزارة الهجرة بعد الحصول على الوسام الملكي؟
لم يتواصل أحد من وزارة الهجرة وهذا ممكن، حيث إن التكريم في أوقات الأعياد ونهاية العام الميلادي، ولكن أعتقد أن التواصل سوف يتم في القريب إن شاء الله.

ما أبرز الجهود التي قمتم بها في الدول الأفريقية لمنحكم الوسام الملكي؟

الوفود الطبية إلى مصر وأفريقيا شملت مجالات مختلفة، منها الرمد والأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية والنساء والتوليد والجراحة العامة جراحة الأورام وأطراف صناعية وأجهزة تعويضية، وكذلك جراحة القلب المفتوح وتدخل بالقسطرة لعلاج قصور الشرايين، كل ذلك بدون مقابل للمرضى غير القادرين، وفي الدول الأفريقية قمنا بإرسال معونات طبية ومستلزمات وأجهزة المستشفيات في إثيوبيا وتنزانيا وزامبيا وجامبيا وليبيريا وغانا، وكذلك سيارات إسعاف، والمساعدات الطبية عبارة عن سيارات إسعاف كراسي متحركة ميكانيكية وكهربائية وأسرة للأقسام المختلفة وأسيوط وجامعة القاهرة ومهد شلل الأطفال، وكذلك إلى عدة دول في أفريقيا، ومن الصعب حصر عدد العمليات والمساعدات التي قدمت لمصر ولكن كنا نقوم بعمل كتيبات.

أخيرا ما الجديد في مجال تخصصكم الذي تعملون عليه حاليا؟
الجديد هو علاج أمراض صمامات القلب عن طريق القسطرة التداخلية بدلا من التدخل الجراحي، وهذه الطريقة الحديثة هي لتعديل أو تغيير الصمامات، إلى جانب التعاون والمشاركة مع الأقسام المختلفة بالجامعات الهولندية في محاولة للوصول إلى طريقة جديدة لعلاج ضعف عضلة القلب المزمن.