الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا مظلوم.. كارلوس غصن أسطورة صناع السيارات من العالمية إلى خلف القضبان

صدى البلد

كارلوس غصن، أكبر مصنعى السيارات فى العالم، كتب بأسلوبه قصة نجاح أسطورة رينو الفرنسية ونيسان اليابانية واستحق لقب أكبر رجال الأعمال قاطبة.

وبين الجرأة والعقلانية مشى، وبين اليابان وباريس بنى اسمه متسلحًا بسبع لغات وبقدرة عالية على التأقلم مع كل بيئة جديدة ينتقل إليها، حقق نجاحات كبيرة كتبت عنها قصص من النجاح، ثم سار على نفس الوتيرة إلى أن اصطدم بالقانون واتهم فى قضايا تهرب ضريبي دفعت لاحتجازه فى نوفمبر الماضى ومثوله أمام القضاء داخل قفص الاتهام مكبل اليدين مربوط الوسط بزى قاتم وبوزن أقل منتعلا خفين بلاستيكيين فى مشهد لا يتخيله أحد، فكيف كانت بداياته وصولا لاعتقاله.

في أول مثول له أمام القضاء أمس منذ توقيفه فى نوفمبر الماضى، قال كارلوس إنه "اتّهم خطأ واحتجز ظلما"، وإن كل ما قام به "كان بموافقة مسئولي" مجموعة نيسان.


بداية القضية 

بدأت القضية عندما قام مخبر أو مخبرون من داخل المجموعة بالإبلاغ عن مخالفات، ما حمل نيسان على إجراء تحقيق سري استمر أشهرا عدة قبل تسليم المعلومات إلى النيابة العامة التي أجرت بالتوازي تحقيقاتها الخاصة.


بدايات غصن

كارلوس غصن رجل أعمال لبناني برازيلي فرنسي، ولد في البرازيل ودرس في لبنان وفرنسا، ويحمل جنسية الدول الثلاث، دخل مجال صناعة السيارات عبر شركة ميشلان لتصنيع الإطارات المطاطية، ثم شغل عدة مناصب قيادية -في وقت واحد- في شركات عالمية رائدة في المجال، وهي رينو ونيسان وميتسوبيشي.

أنقذ غصن "نيسان" من الإفلاس عام 2000، وحولها للربحية خلال عام واحد، فأنهى 20 مليار دولار من الديون خلال 3 سنوات، وهي مهمة وصفت حينها بالمستحيلة، ويعد كارلوس غصن واحدا من أبرز 50 رجلا في عالم السياسة والأعمال.


إنجازات كارلوس غصن

بدأ غصن مساره المهني في شركة ميشلان أكبر شركة أوروبية لصنع الإطارات المطاطية، وعمل في فروع الشركة في فرنسا وألمانيا.

وفي 1981 اختير رئيسًا للمشروع بمدينة "لو بوي أون فالي" الفرنسية، وفي 1984 عُينَ رئيسًا لقطاع البحوث والتطوير بشركة ميشلان.

تم اختيار كارلوس غصن بعد ذلك بعام رئيسا لعمليات ميشلان في أمريكا الجنوبية، حيث عاد إلى "ريو دي جانيرو" ونَجحَ في تثبيت أقدام الشركة بالمنطقة، وهو ما دفعَ رؤسائه إلى اختياره لرئاسة قطاع عمليات ميشلان في أمريكا الشمالية عام 1989.

عام 1996 نجحت شركة رينو الفرنسية للسيارات في استقطاب كارلوس غصن للعمل لديها، وعينته في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كلف أيضا برئاسة قطاع الشركة في أمريكا الجنوبية.

وعندما نشأ تحالف بين شركتي رينو ونيسان عام 1999 حافظ غصن على منصبه في رينو، وفي نفس الوقت عُينَ أيضًا كرئيس قطاع عمليات بنيسان، ثم اختير عام 2001 رئيسًا تنفيذيا.

وتمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة نيسان التي كانت على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو، مما أكسبه احترامًا كبيرا في المنطقة، حتى أن رئيس أكبر شركة منافسة وهي "تويوتا" وجه إليه تحية، معبرًا عن الأمل "في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات".

ويعتبر كارلوس غصن رابع شخص غير ياباني يرأس الشركة اليابانية الشهيرة نيسان، ونجح في إعادة هيكلة الشركة التي كانت على وشك الإفلاس في أواخر التسعينيات.

في 2005 عين كارلوس غصن رئيسًا لشركة رينو، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس نيسان، مما جعله أول شخصية تترأس شركتين من هذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد.

وعام 2006 رفض غصن عرضًا من شركة فورد للسيارات لرئاستها وإعادة هيكلتها من جديد، وذلك بعد أن رفض المسئولون تمكينه من منصب رئيس الشركة ومديرها التنفيذي.

وبعد تسونامي اليابان –الكارثة الطبيعية الأسوأ عالميًا- عام 2011، كان كارلوس غصن ذا فاعلية مذهلة في تقليص الضرر الحاصل للشركة في مدينة فوكوشيما، حيث قام بإعادة توجيهات العمل في مصنع “لواكي” وأكد على الالتزام بإنتاج ما لا يقل عن مليون سيارة سنويا.

وإلى جانب مناصبه في رينو ونيسان، شغل كارلوس غصن عدة وظائف في شركات كبرى للسيارات، بينها شركة أفتوفاز الروسية.


وفي أكتوبر 2016 أتمت نيسان سيطرتها على 34% من شركة ميتسوبيشي، وأصبح غصن بذلك رئيسا لثلاث شركات عالمية.


وفي فبراير 2017 قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.


والتحالف الذي يقوده كارلوس غصن يشمل إلى جانب رينو ونيسان وميتسوبيشي أكبر شركة روسية مصنعة للسيارات أفتو فاز (لادا) التي تواجه صعوبات كبرى، وقد أنتج هذا التحالف عام 2016 قرابة عشرة ملايين سيارة (9.86 ملايين) ليقترب بذلك من الأميركية جنرال موتورز (عشرة ملايين وحدة) التي تحل خلف فولكسفاغن الألمانية (10.3 ملايين سيارة)، وتويوتا اليابانية (10.18 ملايين سيارة).