الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رائد مقدم يكتب: السيسي قائد حركة التنوير الحديثة

صدى البلد


إن ما يحدث في مصر الآن ومنذ فتره قصيرة هو بمثابة نقله نوعيه ثقافيه كبيره للعبور بمصر من مرحلة تديين كل صغيرة وكبيرة في الحياة إلي مرحلة العقلانية والمنطق ووضع كل شيئ في نصابه الصحيح فالمصريين في الفتره السابقه كانوا يجنون حصاد ماتم تأسيسه في سبعينات القرن الماضي وخصوصا بعد قيام الثوره الإسلاميه في إيران وبناءا عليه تم الرد بمشروع الصحوه الإسلاميه التي تبناها كل من السعوديه ومصر للتصدي للمد الشيعي وهو ما أدي إلي إنتشار الفكر السلفي الوهابي وإنتشار ثقافة رفض الأخر وهو ماوصل بنا إلي إنتشار الجماعات المتطرفه في أنحاء العالم. مثل طالبان والقاعده وجبهة النصره وأخيرا داعش والغريب أن كل تلك المنظمات كانت مدعومه من الغرب لتنفيذ أجندات غربيه ولتحقيق مصالحهم علي حساب الشعوب العربيه والإسلاميه وهو ما يتصدي له سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي يطالب دائما المؤسسات الدينيه والإجتماعيه والإعلاميه بالتجاوب معه لتجديد الخطاب الديني والإجتماعي وتشكيل وعي حقيقي مبني علي معلومات صحيحه ورؤيه صادقه للأوضاع الإجتماعيه وعدم خداع وتضليل الجماهير عن طريق صبغ الحياه بصبغه دينيه لتغييب العقول وبهذا يصبح فخامة الرئيس هو قائد حركة التنوير الحديثة.
 
وأود أن أنوه بأن الوعى الجماهيرى لا يتشكل بكتابة المقالات أو ببرامج التليفزيون أو حتى بسنّ القوانين، فالتاريخ يعلّمنا أن بناء الوعى يتم من خلال مشروعات قومية تقوم بها الدولة لحشد وتشكيل وعى الجماهير، وذلك بنقله نقلة نوعية من وعى مزيف إلى وعى حقيقى .ولكن تظهر مشكله عندما يكون المفكر التنويري فى موقع سياسى وأيضا على قمة الدولة، وأعنى بذلك عندما يكون رئيسًا للجمهورية، والإشكالية تكمن فى العلاقة بين الرئيس المفكر وكل من يشاركونه فى حكم وإدارة الدولة، وعلى رأسهم القيادات التنفيذية.

وأعتقد السبب الرئيسي الذى صنع الفجوة بين فكر الرئيس وكل المنوط بهم نقل هذا الفهم إلى رجل الشارع وتجسيده فى واقع جديد يتجاوز الواقع المأزوم الذى نعيشه هو غياب الوعى أو ما أطلق عليه الرئيس الوعى المنقوص أو الوعى المزيف، وأوضح الرئيس أن الوعى الصحيح ليس مطلوبًا فقط للنخب من المثقفين والمفكرين والإعلاميين، بل للقيادات التنفيذيه العليا للدولة.

وهذا يعنى أن الوعى المنقوص الذى يقصده الرئيس لا يقتصر فقط على الجماهير، بل يتجاوزه إلى الفئات الأخرى المشار إليها، وهذا يعنى أنهم فى حاجة إلى الارتقاء بوعيهم بالمعركة الحقيقية التى تعيشها مصر، مما يشترط الوعى بالعدو الحقيقى الذى يتمثل فى فكر جماعة الإخوان الإرهابيه ومن علي شاكلتهم، وهو فكر غير قابل للحياة ويتصادم معها. وهذا الفكر هو العدو المسؤول عن تفاقم الأزمة السكنية من خلل قيامهم بمخطط لتزييف وعى الشعب بفكر دينى مغلوط، وتعد هذه الأزمة معركة لا تقل بل تزيد عن الحرب ضد الإرهاب لأنها تهدد مستقبل الدولة المصرية بكاملها.فإذا أردنا وعيًا حقيقيا جديدًا علينا بمشروع قومى مصرى. ويمكن أن نستشهد بتجربة حركة التنوير الفرنسية فى القرن الثامن عشر والتى قام بها فلاسفة ومفكري التنوير الذين حولوا فكرهم إلى معركة مجتمعية ضد ما أطلق عليه الجهل من أجل خلق عقليه جديدة تقوم على المعرفة العلمية من أجل بناء العقلانية والموضوعية فى وعى الجماهير ورؤيتهم للعالم. وقد قام بتنفيذ هذا المشروع كتائب من الشباب والرجال والنساء الذين انتشروا فى أرجاء فرنسا ومن خلال ما سُمى بنوادى ومقاهى التنوير، حيث قاموا بعقد لقاءات مباشرة مع الجماهير وطرح كتيبات لتبسيط العلوم، وبعد أن تشبع المجتمع بفكر التنوير كانت الجماهير جاهزة ومُحصنة بوعى جديد لكى تتقبل القوانين والتشريعات التى قدمتها الدولة من أجل تحويل فكر التنوير وقيمه إلى مؤسسات وأجهزة الدولة، وكان هذا هو الحد الفاصل بين مجتمع ما قبل التنوير الذى كان يحكمه الوعى الأسطورى المبني علي الخرافه وغير العلمى الذى يميز المجتمع الزراعى وتكوين وعى علمى عقلى يواكب الثورة الصناعية التى انطلقت فى منتصف القرن التاسع عشر. مع مراعاة خصوصية المجتمع المصري. ويجب أن تستخدم الدوله كل إمكانيتها للنصر في تلك المعركه وأن تحتوي كل المفكرين التنويرين ومنظمات المجتمع المدني الوطنيه من نقابات وجمعيات وأحزاب وأيضا الإعتماد علي مجموعات الشباب سواء أعضاء البرنامج الرئاسي أو غيرهم من المجموعات الشبابيه البعيده عن أي شبهات وأيضا رجال الدين التنويرين
فمصر للجميع ويجب ان يتحمل كل مصري وطني مسؤولياته ويجب أن تقوم الحكومه بالتنسيق والتكليف ووضع الخطط قصيرة وطويلة الأجل من أجل الوصول إلي الهدف السامي لمصر والمصريين
حفظ الله مصر
وحفظ شعبها