الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أكواخ الطين في مخيمات اللجوء إلى منقذ أستراليا.. قصة أول لاجئ عربي يلعب بقميص الكانجارو

مابيل يلعب كرة القدم
مابيل يلعب كرة القدم مع اللاجئين - مفوضية اللاجئين

من الفرار من الحرب الأهلية في السودان، ثم العيش في سنواته الأولى في معسكر كاكوما للاجئين بكينيا، إلى الدوري الأسترالي، وتمثيل عملاق آسيا، هناك الكثير من الانكسارات والانتصارات التي عاشها اللاجئ السابق ونجم أستراليا الحالي أوير مابيل.

أوير مايل (22) عامًا، واحد من ضمن التشكيلة الرسمية لمنتخب أستراليا، يُعقد عليهم الآمال في حملة الدفاع عن لقب كأس آسيا في الإمارات، بعد الإخفاق الأخير لمنتخب الكانجاور في مونديال روسيا 2018.

جاء مابيل وعائلته إلى أستراليا عام 2006، بعد أن نشأ في كوخ من الطين في مخيمات لجوء كينيا، بعد أن فرت به أمه من الحرب الأهلية في السودان، ورغم ما تعرض له مابيل من عنصرية في أستراليا إلا أن اللاعب الذي مسيرته الكروية في فريق اديلايد يونايتد يقول إنه "فخور بكونه استرالي".

ويحكي مابيل ذكرياته في المخيم مع أمه وأخيه في حديث للجارديان " حصلنا على طعام من الأمم المتحدة مرة في الشهر... كان لدينا وجبة واحدة في اليوم كانت عبارة عن عشاء، ولم يكن هناك شيء مثل الإفطار أو الغداء".

ويقول بعد أن حصل على الجنسية الاسترالية في 2006 :" أمثل أستراليا لأنها منحتني وأسرتي فرصة في الحياة، هذا جزء مني لأنني عشت نصف حياتي هناك. أسميها المنزل لذا فأنا فخور بتمثيل أستراليا".

بدأ مابيل مسيرته الكروية في الدوري الاسترالي مع فريق اديلايد يونايتد، ثم انتقل إلى أوروبا في 2015، لكنه سرعان ما عاد إلى استراليا من جديد، ليتم إعارته إلى الدوري الدنماركي، ويستدعيه ارنولد مدرب استراليا، ضمن تشكيلة يعقد عليها الآمال في الدفاع عن ألوان استراليا.

لم ينس مابيل أنه كان لاجئًا سابقًا، فقد أخذ على عاتقه مبادرة لمساعدة اللاعبين اللاجئين الشباب بعنوان “ Barefoot to Boots” (من حفاة الأقدام إلى لابسي الأحذية).

ومنذ أن أصبح لاعبًا كبيرًا في الدوري الاسترالي لم يتردد اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا في العودة إلى مخيم كاكوما في كينيا، لمساعدة اللاعبين اللاجئين، ليتذكر كيف كان يركل الكرات مع أصدقائه اللاجئين على أكثر الأرضيات صعوبة في العالم.

ويقول مابيل في تصريحات لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة بعد أن أحضر 20 حزمة من مستلزمات كرة القدم وبعض الكرات إلى مخيم كاكوما " واجهنا مشاكل في توزيعها. فقد استغرق الأمر أكثر من خمس ساعات وغادر بعض الشباب وهم يشعرون بالحزن". 

ويضيف: "رؤية خيبة الأمل على وجوههم تركت فينا رغبة في تقديم المزيد".

ويأخذ مابيل وشقيقه دعمًا من مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة لتسهيل مهمتهم الإنسانية في مخيم كاكوما. 

ويأمل اللاعب الاسترالي إلى العودة كل عام إلى المخيم لتوزيع معدات كرة القدم ودعم الأنشطة الرياضية للشباب اللاجئين، الذي كان يومًا ما واحدًا منهم.