الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

48 ساعة حطمت كل التوابيت المقفلة وأعادت لمصر هيبتها أمام العالم.. أمريكا: أخطأنا في حقكم

السيسي يستقبل بومبيو
السيسي يستقبل بومبيو

لم تكن اعتيادية تلك الزيارة التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى مصر، كسابقتها من الزيارات على المستوى الدبلوماسي بين البلدين والتي اتسمت قبل ذلك بصبغة دبلوماسية زائدة وإطار محكم من التصريحات التي حافظت على شكل وعمق العلاقات بين البلدين، لكنها في الأخير لم تتسم بالجرأة والقوة لكشف مزيد من الحقائق حول سياسة أمريكا تجاه قضايا الشرق الأوسط.

كل التوابيت المقفلة، حطمها بومبيو خلال تواجده في القاهرة على مدار 48 ساعة، استطلع فيها صورة جديدة لمصر غائبة كليا عن الإعلام والرأي العام الأمريكي، وربما عن القادة الذين توجه إليهم بومبيو بالنقد في خطابه الذي ألقاه من جامعة القاهرة قائلا " الولايات المتحدة غابت عن الشرق الأوسط لوقت طويل.. غبنا عن تطورات المنطقة منذ 2009 .. داعش وصل للعراق بسبب تردد الولايات المتحدة.. وواشنطن كانت غائبة".

للمرة الأولى التي يقف فيها وزير خارجية أمريكي ليعتذر ضمنيا أمام العالم، عن سوء تقدير بلاده للأوضاع في مصر وإصدار أحكام مسبقة على مواقف كثيرة لم يجتهد فيها بعض السياسيين لقراءة التاريخ على صفحته البيضاء دون تغيير أو تدليس، وقف وزير الخارجية الأمريكي متحليا بالشجاعة التي لم يتوقعها الكثيرون، قال بكل يقين بعد استقراء الحقيقة "أمريكا كانت غائبة بصورة كبيرة خلال الفترات السابقة بسبب أن القيادات الأمريكية قرأت التاريخ بصورة خاطئة وغابت عن لحظات مصر التاريخية، لقد عبرنا من جانب أمريكا عن سوء الفهم فيما يخص مصر. 

وإمعانا في رد الاعتبار إلى مصر، تحدث بومبيو عن الرئيس المصري بعد لقاء جمع الاثنين قائلا في تدوينة على صفحته بـ "تويتر" "زيارة ملهمة تلك التي قمت بها إلى كاتدرائية ميلاد المسيح التي تم افتتاحها حديثا، ومسجد الفتاح العليم، إن التزام الرئيس السيسي بتعزيز الحرية الدينية والتسامح بين الأديان يعد نموذجا يحتذى به في المنطقة".

الزيارة كان لها صدى واسع على المستوى الإقليمي والدولي، السفارة الأمريكية على لسان القائم بأعمال السفير في القاهرة توماس جولدبرجر، وصفتها بـ الرائعة، حيث قالت " " إن السفارة بما فيها من فريق مهني ومحترف يعملون على تطوير العلاقات بين القاهرة وواشنطن ودعم الشراكة الوثيقة بين البلدين". 

الإدارة المصرية أجبرت القوة العظمى على احترام قادتها وشعبها، كانت هي الكلمات التي لخصت الزيارة من وجهة نظر المحلل السياسي هشام البقلى مدير وحدة الدراسات السياسية والإستراتيجية بمركز سلمان زايد، إذ قال إن زيارة بومبيو وزير الخارجية الأمريكى نقلت رسائل مهمة للعالم من داخل مصر وكانت ردا واضحا على الحملات التى استهدفت تشويه الخطوات المصرية من وقت لآخر. 

"الزيارة وضح من خلالها سعى أمريكا نحو تشكيل ناتو عربي وضرورة تنحية الخلافات بين الدول لمواجهة التمدد الإيرانى فى المنطقة" يضيف البقلي أيضا أن خطاب بومبيو أراد من خلاله نقل رسائل لدول الحلفاء فى مسألة الإنسحاب من سوريا وأن أمريكا لن تتخلى عن حلفائها فى المنطقة .

ولفت مدير وحدة الدراسات السياسية بمركز سلمان زايد، إلى أن تغريدة ترامب التى سبقت زيارة بومبيو للقاهرة بشأن الكاتدرائية والمسجد عكست مدى التغيير فى الموقف العالمى تجاه مصر وأنها استعادت دورها بقوة وكما أن مصر منارة للإسلام عبر منبر الأزهر فهى أيضا منارة للمسيحية من خلال الكاتدرائية الجديدة التى تعد الأكبر فى الشرق الأوسط.

المحلل السياسي طارق البرديسي اتفق مع الرؤى القائلة إن مايك بومبيو جاء في جولة بالمنطقة للتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة، كما حملت رسائل ترضية إلى المنطقة العربية ككل بعد انسحاب القوات الأمريكية بدون سابق انذار من شرق الفرات مما أزعج دولا كثيرة في المنطقة على رأسها الأردن، بسبب التواجد الغيراني وتوغلات داعش، كما أزعج الحلفاء من دول الخليج، لأن التواجد الأمريكي يحدث توازنا في المنطقة بشكل عام من خلال التصدى للإرهاب والتصدي لإيران.

وقال إن الزيارة حملت ترضية للعراق ايضا بسبب زيارة ترامب قبل أسبوعين إلى منطقة الأنبار لزيارة القاعدة الأمريكية دون لقاء المسئولين العراقيين ما تسبب في غضبهم فجاء بومبيو لتصحيح كل تلك الصور.

وأشار البرديسي، إلى حديث بومبيو الذي ألمح فيه إلى سياسات أوباما تجاه القاهرة، قائلا إنه أراد بذلك أن ينهي تلك الحقبة ليضع صياغة جديدة للعلاقات بين القاهرة وواشنطن.