الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صنّاع الحادثة: العرض يناقش تيمة القهر فى مجتمعاتنا العربية

صدى البلد

وجه عمرو حسان مخرج العرض المصري "الحادثة"، الشكر للهيئة العربية للمسرح على مشاركته ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي، حيث يشارك فى المهرجان للمرة الأولى ضمن المسار الأول له، متمنيا أن ينافس فى المرات المقبلة على جائزة السلطان بن محمد القاسمي.

وأكد خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الأثنين، بفندق جراند نايل تاور، أن العرض شارك من قبل في مهرجان نقابة المهن التمثيلية وحصد 6 جوائز فى المهرجان هى أفضل ( عرض - إخراج - ممثل - ممثلة – إضاءة – دراما حركية )، مما أهله إلى إعادة إنتاجه من قبل فرقة مسرح الغد بالبيت الفني للمسرح وهو من أكبر المؤسسات الإنتاجية بمصر، وتعتبر هذه التجربة الأولى له فى مجال الإخراج الاحترافي ولاقت ردود فعل إيجابية جدا واستحسان من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.

وأضاف حسان أنه منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد عام 2012 وهو يسعى إلى ثقل موهبته من خلال العمل، كمساعد إخراج فى الكثير من العروض حتى يمتلك حساسية المخرج لتتشكل لديه القدرة على إدارة فريق عمل يقوده إلى إنتاج عرض بشكل متكامل.

وأشار إلى أن العرض تأليف الكاتب الكبير لينين الرملي، ومن بطولة كلا من مصطفى منصور، ياسمين سمير، ريهام أبو بكر ومجموعة أخرى من الراقصين والراقصات الذين قاموا بالاستعراضات والدراما الحركية، حيث عملوا فترات كبيرة على النص بهدف الوصول إلى الشكل النهائي له.

وذكر أن العرض يقوم على فكرة القهر وصياغة علاقة القاهر بالمقهور، فالنص يقوم على حالة نفسية تتمثل فى قهر رجل لامرأة يقوم بخطفها وحبسها لديه فى فيلا يملكها ويبدأ فى إرغامها على حبه وأن تمهله فرصة مدتها شهر فقط حتي يتاح لها أن تتعرف عليه جيدا فربما تقع فى غرامه في تلك الفترة القصيرة، ومع تطور الحدث تنعكس الأمور وتتبدل لعبة القهر من الرجل للمرأة إلى العكس تماما، وكأن تيمة القهر هى علاقة أبدية لا تنتهي أبدا، فالمقهور يتماهى مع القاهر إلى أن يتحول إلى قاهر جديد.

وفى سؤال حول توجهه كمخرج شاب إلى نص كُتب من أكثر من عشرين عاما بدلا من البحث عن نصوص معاصرة لكُتاب شباب أجاب : أخرج هذا النص من قبل الاستاذ عصام السيد وقام بالتمثيل معه كلا من النجمين أشرف عبد الباقي وعبلة كامل و أنه منذ اللحظة الأولى التى شاهد فيها هذا العرض تأثر به كثيرا و عزم يوما ما على تقديم هذا النص وفق رؤيته الفنية الخاصة، وهو ما تحقق له بالفعل حيث كان حريصا تماما على عدم التأثر بالرؤية الإخراجية الأولى للعرض، وخصوصا أن النسخة الأولى كانت مدة عرضها حوالى 3 ساعات.

وتابع حديثه: وفقا لمتطلبات العصر وظرفه الزمني المختلف كان لابد من اختصار النص كثيرا حتى يتم تكثيفه وتركيزه وعرضه فى مدة ساعة واحدة فقط ولذلك بدأت البحث عن حلول للحذف من النص دون الإخلال به دراميا فعلى سبيل المثال حذفت المشهد الأول فى النص بالكامل والذي يمهد للتعريف بالشخصيات واستعضت عنه بعرض فيلم قصير لمدة دقيقة ونصف أوضحت عملية الخطف ليبدأ بعدها الحدث مسرحيا و الفتاة متواجدة فى الفيلا لينطلق بعدها الحدث نحو التكشف والتعرف.

وأشار إلى أنه على مستوى السينوغرافيا عمد إلى تحويل الفيلا وهى مكان الحدث إلى مكان أشبه بالسجن ودعم ذلك الأمر بالدراما الحركية، فالحدث به الكثير من التشويق الذى يدفع الجمهور إلى التسمر فى أماكنهم حتى النهاية ليتعرفوا على نهاية تلك المرأة التى تم اختطافها.

وأتفقت معه ياسمين سمير بطلة العرض " أن العرض حالة حيوية تأثرت بها منذ زمن عندما شاهدت العرض لأول مرة فى نسخته الأولى التى قدمها عصام السيد وأنها قد تماهت مع شخصية المرأة المخطوفة وتأثرت كثيرا بأداء عبلة كامل و عندما عرض عليها المخرج الدور وافقت عليه على الفور".

وفى حديثها حول مخاوفها من أن يتم المقارنة بين أدائها وأداء عبلة كامل أجابت: أنها توقفت منذ فترة كبيرة عن مشاهدة المسرحية حتى تنساها وتنسى أداء عبلة كامل وبدأت تتعامل مع الشخصية و كأنها تقرأها لأول مرة ، فقرأت النص الأصلي و بدأت تحضير الشخصية من جديد وفقا للرؤية التي وضعها المخرج عبر معالجته الفنية.

وأضافت أن ردود الفعل التى لمستها من الجمهور الذى حضر العرض فى نسخته الأولى من قبل و العرض الذى قدموه تؤكد أن لا مقارنة فيما بين الأدائين فكلا منهما كان له شكل فني مختلف عن الآخر و لعل أهم شهادة لهم كصناع للعرض هو ما قاله مخرج العمل الأول عصام السيد عن إعجابه بالمعالجة الجديدة للمخرج وبأداء الممثلين الذين ابتعدوا عن تقليد نسخته الأولى، وهذا فى حد ذاته نجاح لهم.

وحول تحضيرها للشخصية قالت سمير أنها لعبت على الحالة السيكولوجية للشخصية وفق متطلبات العصر الحالي فحاولت تجسيد اللحظات الإنسانية المختلفة ما بين تعاطف وحب ورومانسية مع خلال الأداء الجسدي والصوتي معا.

وحول التساؤل عن أهمية الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية اتفق كل من المخرج وبطلة العرض على أن الموهبة تأتي فى المرتبة الأولى كأساس للدراسة، أن الدراسة تكمن أهميتها فى ترتيب العقل و تعريفهم بكيفية قراءة النصوص وتحليلها والوقوف على تفاصيلها المختلفة، وإكسابهم حساسية المناطق الهامة التى يجب أن تظل والأخري التي من الممكن حذفها.

وأضافت ياسمين أن هذا أيضا لا يمنع وجود مواهب كثيرة تألقت بدون الدراسة الأكاديمية وإنما اعتمدوا فقط على موهبتهم وثقلها من خلال خبرات العمل التى تأتي بالتراكم الكمي.

وفي مداخلتها قالت الكاتبة المسرحية فاطمة المعدول إن المخرج بدأ العمل على عرض الحادثة أثناء فترة مرض لينين و تصديت أنا للتعامل مع فريق العمل خاصة فيما يتعلق برفض الرملي حذف أى أجزاء من النص لأنه يؤمن تماما بالكتابة للمسرح وللعرض مباشرة وليس الكتابة بشكل أدبي يتم وضعه فى الكتب ليقرأ فقط بمعزل عن تجسيده على خشبة المسرح، ولكنى ساندت المخرج الشاب ودعمته حتى يخرج العرض إلى النور لإيماني الشديد بدعم الشباب ودفعهم للأمام.

وأضافت أنه برغم خلافها مع الرؤية الفنية التى طرحها المخرج فى عمله حيث بلور لينين شخصية الخاطف كمغتصب للنساء إلا أن المخرج تعامل معه بإعتباره مجنون إلا أنه قدم عرضا جيدا وممتع من حيث التشكيل السينوغرافي والأداء التمثيلي الرائع.