الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عزيمة وكفاح .. أول بدوية بمطروح تتحدى العادات وتحصل على درجة الدكتوراه.. وتنجح في محو أمية 700 فتاة من بنات القبائل.. صور

الدكتورة تهاني فرج
الدكتورة تهاني فرج سعيد

- أول بدوية بمطروح تحصل على درجة الدكتوراه:
- تحديت العادات وحصلت على الماجستير والدكتوراه 
- نجحت فى المشاركة بالعمل السياسي 
- محوت أمية 700 فتاة من بنات القبائل بقرية القصر وأم الرخم 
- المرأة البدوية تحب التعليم ولكن العادات تقف عائقا أمامها 
- استكملت تعليمى بعد توقفه فى المرحلة الإعدادية والثانوية 
ساهمت فى إشراك البدويات فى الانتخابات وحضور افتتاح قناة السويس

تمثل العادات والتقاليد البدوية بمطروح عائقًا نحو تحقيق الفتيات لطموحهن وأهدافهن التي يسعين لتحقيقها خاصة التعليم.

وفى مطروح هناك نموذج لفتاة بدوية استطاعت الوقوف أمام هذه العادات بالحصول على مؤهل عالٍ؛ بل استمر طموحها وحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه لتصبح أول بدوية بمطروح تحصل على هذه الدرجة العلمية وتكافئها جامعة مطروح بتعيينها فى الجامعة، ولم تكتفِ هذه الفتاة بذلك؛ بل استطاعت أن تساهم فى محو أمية العديد من الفتيات ليصل إجمالي من محت أميتهن لـ700 فتاة بدوية.

صدى البلد التقت مع الدكتورة تهاني فرج سعيد للتعرف على الصعوبات، التي واجهتها حتى حصلت على الدكتوراه ودورها فى المشاركة فى العمل الاجتماعى والسياسى بمطروح.

تقول الدكتورة تهاني:  "لقد واجهت صعوبات كبيرة جدا لاستكمال تعليمي وتوقفت عن التعليم أكثر من مرة حيث توقف تعليمي بعد حصولى على المرحلة الإعدادية بسبب أن منزلي كان يبعد عن المدرسة بحوالي 8 كيلومترات؛ وطبقًا للعادات والتقاليد التي تمنع أن الفتاة تلتحق بمدرسة بعيدة عن منزلها توقفت عن التعليم إلى أن تم افتتاح فصل مشترك للمرحلة الثانوية بزاوية أم الرخم، التي بجوارنا وانضممت للفصل وأتممت المرحلة الثانوية وبعدها ظهرت نفس المشكلة لم التحق بالتعليم الجامعي لنفس الأسباب حيث لا توجد جامعة بمطروح وتوقف تعليمى مرة أخرى، وتزوجت وأنجبت".

وعن كيفية استكمال تعليمها بعد زواجها تقول الدكتورة تهانى: "لقد كان الفضل لزوجى الذي شجعني لإتمام تعليمي الجامعي فهو رأى طموحي ورغبتي وأراد أن يساعدني في تحقيق طموحي والتحقت بكلية تربية قسم علم نفس واستكملت مرحلة الماجستير، وأخذت الدكتوراه وتم تعييني بجامعة الإسكندرية قسم الصحة النفسية.

وعن دور التعليم الذى حصلت عليه فى دعم المرأة والمجتمع المطروحى تقول تهانى اشتركت في "مشروع الفرنسي المصري" وهو تغير المناخ وتأثيره على المرأة البدوية وساهمت في إعداد البحث وتم إنجاز البحث في 6 أشهر، وقمت أنا وفريق البحث بالتنقل بين القرى والنجوع ووسط الصحراء للقاء السيدات البدويات ورصد آرائهم وتم نشر البحث في إحدى المجلات الأوروبية بعد إعلان فوزه بأفضل بحث لرصد حياة المرأة البدوية وتأثيرها الاقتصادي، من شغل وتربية.

وعن دورها فى دعم مشاركة المرأة في المشاركة السياسية تقول إن شجعت المرأة للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ حيث كنت أقوم وفريق عمل بتجميع السيدات ونقلهم بسيارات حتى لجانهم الانتخابية وإعادتهم مرة أخرى كما شاركت المرأة في افتتاح فرع قناة السويس الجديدة ومدينة العلمين الجديدة؛ مضيفة إلى أن هدفي هو أن نوضح أهمية المرأة المطروحية وتأثيرها في المجتمع.

وعن تجربتها فى محو الأمية تقول تجربتي في محو الأمية: "بدأت منذ حوالي 5 سنوات عندما أطلق قصر ثقافة مطروح مبادرة "امحِ أمية أهلك" دعوة كل إنسان متعلم لمحو أمية الأفراد غير المتعلمين في العائلة، فاستجبت لتنفيذ هذه المبادرة وقمت بتجميع النساء من عائلتي لمحو أميتهم وبدأت بـ15 دارسة من السيدات في قرية القصر بمدينة مطروح داخل المربوعة الخاصة باستقبال الضيوف وبدأت بتعليمهم يوميًّا إلى أن إجادة القراءة والكتابة واجتازوا امتحان محو الأمية بنجاح، وفرحتهم بالشهادة وقدرتهم على قراءة القرآن شجعتني أكثر أن استمر في اقامة فصول أخرى واستقبال المزيد من السيدات لتعليمهم ومحو أميتهم وبدأت النساء ياتين بأقاربهم لكي يتعلمو والنساء التي نجحت لم ينقطعو عن الفصول واستعنت بهم لنقل تجربتهم ويقومون بمتابعة الدارسين الجدد.

وأضافت أن السياسة التي اتبعها معهم 4 أيام في الأسبوع وعدم إلزامهم بواجب منزلي لها دور كبير فى الاستمرار لأن المرأة إذا شعرت أن الواجب عبأ عليها ولم تستطع القيام به، امتنعت عن الحضور إلى الفصل وبذلك أكون ساعدت في عزوفهم عن التعليم ولكن كنت أعطيهم الواجب في نفس الحصة واساعدهم فيه بل أساعد أبناءهم فى الواجبات المدرسية أيضا وأدرس لأبنائهم الذين يأتون مع أمهاتهم، فكان الهدف من ذلك تخفيف العبء على الأم غير المتعلمة وترغيبها في استكمال محو أميتها.


وأكملت: "كما قمت بتقسيم الحافز عليهم وهو 200 جنيه لكل ناجح أو شراء مستلزمات منزلية وتوزيعها عليهم فيشعرون أن هناك تشجيعًا لهم على نجاحهم فيستمرون في التعليم، وبهذه الطريقة وصلت إلى 12 فصلًا في كل فصل 10 سيدات أي بمثابة 120 سيدة كل 3 شهور، بدأت افتح فصول في المناطق البعيدة بالاستعانة بالفتيات التي تعلمن في الدورة الأولى تحت متابعتي واشرافي واشجعهم بتوزيع الحافز أيضا عليهم".

وعن عدد الفتيات البدويات التى نجحت فى محو أميتهم أكدت أن إجمالى الفتيات اللاتى تم محو أميتهن وصلوا إلى 700 حصلوا على شهادة محو الأمية.

وعن أهم النماذج التى نجحت فى تعليمهم القراءة والكتابة تقول الدكتورة تهانى إن من النماذج التي اعتز بتعليمها "نادية أحمد محمد"ب نت لم تدخل المدرسة وقمت بتعليمها 3 أشهر وأخذت الشهادة الابتدائية ثم التحقت انتظام بالشهادة الإعدادية، والآن هي في مرحلة التعليم الفني ومتفوقة دراسيا, كما قمت بتقديم نماذج من الدراسات لمسابقة الأمهات المثاليات وتم اختيار العديد منهم.

وعن دورها مع فتيات مطروح بعيدا عن محو الامية تقول الدكتورة تهانى انه لم يقتصر الوقت الذى تجتمع فيها مع السيدات على تعليم القراءة والكتابة فقط وانما تعليم الاشغال اليدوية ونقل الثقافة البدوية للاجيال الحديثة من خلال النساء التي يجدن فن الشغل اليدوي وبدأت اعرض منتجاتهم للبيع وتسويقها , كما كان ضمن الجلسة الشعر البدوي واكتشاف المواهب بين السيدات وسرد الأحاديث القديمة , فاصبح الفصل التعليمي بمثابة نادي للنساء البدويات فيه تعليم وترفيه كما تم مساعدتهم عن طريق استخراج معاشات الأرامل والمطلقات وتعليمهم حققهم الذين لا يعرفونها وقمت بتشجيع المنتجة منهم بإنشاء معارض لتسويق منتجاتهم .

وأوضحت أنه تم الاشتراك بالمعرض الكندي الذي أقيم بالقاهرة لعرض منتجاتهم , كما بدأو يذهبن لحضور الندوات او المؤتمرات بمطروح بتوفير مقاعد لهم بعيدا عن الزحام والاختلاط , وهذا يدل على ثقة اهاليهم في لان العادات والتقاليد تمنع تواجد المراة في الندوات والمؤتمرات وانا اراعي كل هذه العادات لاني واحدة من الأهالي واعرف كل شئ عن عادات وتقاليد المجتمع القبلي. واكبر دليل انهم يشعرو اني اختهم وبنتهم انني بدأت ب15 سيدة وصلوا لان الى 700 ناجح وناجحة حصلوا على شهادة محو الأمية. 

وعن أسباب عزوف البدويات عن التعليم تقول ان البدويات يملن الى التعليم والدراسة ولكن العادات والتقاليد تحول بينهم وبين تحقيق الحلم لان مطروح متباعدة الأطراف ولا تتوفر مدارس خاصة في المراحل الثانوية في القرى والنجوع فيطر الاهل الى وقف تعليم البنت خوفا عليها من السفر من والى المدرسة التي قد تبعد ساعات بينها وبين القرية او النجع.

وعن مشاركتها فى الأحداث الجارية والعمل،  تقول: أنا أعمل في جامعة مطروح وممثلة للمرأة في مجلس الحكماء بالمحافظة وكنت في لجنة العشرين التي قابلت الرئيس واحضر ماجستير ودكتوراة وبالرغم من هذه المشاغل لم أترك فصول محو الأمية وحب الناس.