الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسوان تحتفل بالعيد القومي الـ48.. حلم السد العالي يتحول إلى حقيقة بسواعد مصرية.. ولاد البلد يضربون المثل في التضحية والروح الوطنية.. مشاركون في الملحمة يروون لـ صدى البلد ذكريات البناء والشقاء

حلم السد العالي يتحول
حلم السد العالي يتحول إلي حقيقة بسواعد مصرية

أسوان تحتفل بعيدها القومي اليوم وإنجاز السد العالى
  • بدأ العمل فى 12 يناير عام 1961
  • 18 ألف عامل شاركوا في حفر المشروع العملاق
  • الزعيم الراحل افتتح مشروع السد عام 1971 

تحتفل محافظة أسوان اليوم الثلاثاء، بعيدها القومي الـ 48 والذى يتواكب موعده مع انتهاء العمل بمشروع السد العالى فى 15 يناير 1971 ليكون هذا اليوم هو شعار وفخر لأسوان لتحدد فيه عيدها القومى.

ويخلد السد العالي واحدة من أعظم ملاحم المصريين على مدار التاريخ، وتحول الحلم إلى حقيقة بسواعد وأياد مصرية، فتتجسد أعظم معاني الروح الوطنية والحب لتراب هذا الوطن العظيم من خلال الحفر فى الصخر ليظهر إلى النور أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين هرم مصر الرابع السد العالى .

18 ألف عامل
قال الحاج عبد الكريم كمال أحد السواعد المصرية التي شاركت في بناء السد العالى والذى تجاوز عمره الـ 80 عامًا لـ صدى البلد، إن الذين شاركوا فى بناء السد كان عددهم نحو 18 ألف عامل.

وأشار إلى أن العمل انطلق فى هذا المشروع العظيم فى 12 يناير عام 1961، وأنه كان يعمل وقتها سائقًا للمعدات الثقيلة والونش لرفع الكتل الحجرية ونقلها إلى موقع العمل خلال فترة تحويل مجرى النيل وكذلك فترة حفر الأنفاق، حيث كان الجميع يعمل بروح الفريق الواحد ويتم مواصلة العمل الليل بالنهار دون كلل أو تعب رغم المشقة لأن الهدف كان أسمى وأكبر وهو إنجاز هذا المشروع.

حكايات أصيلة
وأكد رمضان عبد الحميد أحد بناة السد العالى، أن العاملين فى مشروع السد وكان عددهم بالآلاف يعملون بانتظام كخلية نحل، وهناك أعداد كبيرة تسقط شهيدة أثناء العمل فى هذا المشروع القومى، وكنا نعد هذا الموت هو التضحية فى سبيل الوطن ، وأن العاملين فى السد يتجمعون مع بعضهم البعض بروح الأسرة الواحدة التى تأكل وتشرب وتبيت مع بعضها البعض وتداوى جراح المريض منهم وتشعر بآلامه، فكنا نجوع سويًا ونعطش معًا وشاركنا لحظات الفرح والحزن معًا .

مشاهد وطنية
أوضح مطاوع السيد 84 سنة أن وقت بناء السد العالى كان يقوم بعمل تخريم وحقن فى أنفاق السد، وأنه التحق بالعمل فى السد خلال عام 1963 بعد أن جاء من محافظة قنا للعمل فى المشروع العملاق، وهناك مشاهد وطنية شهدها العمل فى السد ومنها أنه كانت توجد هناك منصة بمحطة الكهرباء وأثناء التفجير سقطت على عمال وردية بالكامل ، وأصبحوا شهداء، ودخلت الوردية التى تليها أخرجت جثث زملائهم وأكملوا العمل ، مع حزنهم على فقدهم ، ولكن المصلحة العليا كانت تستلزم إستكمال العمل بهذا المشروع الوطنى .

وأضاف أنه كان من زملائه فى المشروع محمود الراوى والذى كان لا يجيد القراءة والكتابة، ولم يلتحق بالمدارس ولكن كان خبير حقن وتخريم ماهر جدًا ، وكانت الشركات الكبرى تستعين به بعد إنتهاء العمل فى السد العالى، وكان هناك أيضًا زميل يدعى أحمد عبد النافع ، بجانب زميل ثالث يعمل فنى كهربائى ونظرًا لحرصه على عدم فصل التيار الكهربائى عن زملائه العاملين فى إنشاءات السد ظل يمسك وصلة الكهرباء السلكية بيده لمدة تزيد عن ساعة كاملة، وهذا ما كانت عليه روح العمل أثناء إنشاء هذا المشروع والحلم العظيم " السد العالى " .

احتفالات عظيمة
أوضح أحد العاملين في السد أن افتتاح السد العالى كان احتفالًا كبيرًا لمصر، ورغم أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لم يشهد الاحتفال بانتهاء العمل فى السد العالى، إلا أن الرئيس الراحل أنور السادات هو من افتتح مشروع السد فى عام 1971، وكانت هناك احتفالات كبيرة وليالي أضواء المدينة ، وحضرها عدد كبير من الفنانين والمطربين إلى أسوان ، فيما كانت قرينة الزعيم عبد الناصر حريصة على حضور احتفالات السد العالى بعد افتتاحه .

وتابع مطاوع السيد أنه بعد انتهاء العمل بالسد العالى تم توزيع عدد كبير من العاملين فى مشروع السد على جهات حكومية مختلفة، وحرصت الحكومة على عدم ترك العاملين فى السد بعد إنتهاء العمل وكانت تلبى مطالبهم العملية وتوزيعهم على حسب رغبتهم وكانت هذه الرغبات تنفذ بالفعل، كما شارك عمال السد فى أعمال نقل معبد فيلة ومشروع توشكى الزراعى وترعة السلام، وكانت الإدارات المتعاقبة للسد العالى لا تبخل على العاملين فى إنشائه بأى خدمات .