الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: مسجد وكنيسة.. رسالة وهدف

صدى البلد

"هذه لحظة تاريخية ومهمة، لكن لا يزال علينا أن نحمى شجرة الحب التي زرعناها هنا معًا اليوم لأن الفتن لا ولن تنتهى أبدًا". 

هكذا جاءت كلمات الرئيس السيسى فى افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح التى تُعد أكبر كاتدرائية بالشرق الأوسط على أرض مصر وداخل عاصمتها الإداريه الجديده لتكون رسالة واضحة للجميع توضح الهدف والمغزى من هذا الحدث الفريد فربما لم يذكر التاريخ أن تم أفتتاح مسجد وكنيسه بهذا الحجم والروعه فى يوم واحد وعلى ارض واحده من قبل .

لم يكن مجرد افتتاح ولكنها رسالة إلى العالم بأسره فهنا على أرض مصر الطيبه تتجسد كل معانى المواطنه والتعايش وتقبل الآخر فى توقيت يموج فيه العالم كله بالفتن والعنصريه وتشتعل الحروب الطائفيه والمذهبيه شرقًا وغربًا.. من هنا ومن ارض المستقبل يغرس المصريون شجرة الحب والتأخى لتُثمر خيرًا وفيرًا على الأنسانيه جمعاء وتمنح الآخرين درسًا رائعًا فى التعايش الهادىء بين الأديان والأفكار على أُسس المساواه والتعاون من اجل صالح الوطن الواحد .

لم يكن مجرد أفتتاح ولكنها تحولت الى مناسبة وطنية لكل المصريين وتأكيدًا لقوة الدولة المصرية وأرادتها الثابته نحو ترسيخ التنتماء على أساس واحد فقط هو المواطنه والعطاء بعيدًا عن الديانه أو العقيده .. رأينا ورأى العالم اجمع شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب ومعه رموز العمل الإسلامي يذهبون إلى الكاتدرائية وراينا ايضًا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني يذهب إلى المسجد للتهنئة والمباركة في مشهد لم يتكرر في مصر بهذه القوه ربما منذ ثورة 1919 التى نحتفل بمئويتها هذا العام .

لم يكن مجرد أفتتاح ولكنه كان وطن وشعب يُقسم معًا بكل طوائفه واديانه على البقاء والبناء وأن يظل صامدًا ضد الفتن التى تطفو كل حين واخر لتمزيق هذا النسيج الوطنى المترابط منذ القدم .. انها شهادة وفاه لكل من يجتهد فى الداخل والخارج لكسر ارادة هذا الشعب وعزيمته وسد منافذ الشيطان حين يرى اطفالنا الصغار المسجد والكنيسه يتعانقان فى سماء مصر ويرسخان معًا قيمة حب الآخر وأحترام حريته فى أختيار عقيدته وعبادته والتعايش معه بكل اريحيه بعيدًا عن التعصب او الخوف الذى حاول البعض ترسيخه فى عقول البسطاء من ابناء هذا الشعب كثيرًا دو جدوى .

لم يكن مجرد أفتتاح ولكنها كانت صفحة جديدة تكتب بحروف من نور في كتاب الحضارة المصرية العريقة فمصر التي علمت العالم كيف يبنى المسلات والمنارات والمآذن قادره اليوم ايضًا أن تقود فكرة التعايش والمواطنه بين شعوب العالم اجمع ليحل السلام فى ربوع العالم وتختفي تلك الصراعات الطائفيه البغيضه التى انهكت الجميع وبات العالم كله اليوم يتطلع لمثل تلك الرساله النبيله التى تصدرها مصر من جديد لجميع شعوب الارض .. تعايشوا وتحابوا فالأرض تتسع للجميع .

مبروك لمصر ولجموع المصريين هذا الحدث الفريد ذو الدلاله الرائعه ولنستفيد من تلك الدفعه المعنويه فى أستكمال البناء يدًا واحده معًا من أجل وطن يسعى لحجز مكانه بين الكبار تحت شمس الحياه .. حفظ الله مصر وشعبها من الفتن وأرشدنا جميعًا ان نفهم ونعى تلك الرساله وذلك الهدف .