الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع قرب إجراء انتخاباتها..تعرف على صاحب فكرة إنشاء نقابة الصحفيين وأول نقيب لها..نوستالجيا

محمود أحمد أبو الفتح
محمود أحمد أبو الفتح اول صحفى فكر فى إنشاء نقابة للصحفيين

كان محمود أحمد أبو الفتح، أول صحفى فكر فى إنشاء نقابة للصحفيين عام ١٩٤١، وبذل مجهودا كبيرا فى ذلك، حيث اشترطت الحكومة توفير مقر مناسب لها، وقام بالتبرع بشقته في عمارة الإيموبيليا ليجعلها مقرًا للنقابة، وتم انتخابه أول نقيب للصحفيين فى مصر وأجمع الصحفيون على اختياره. 

بعد تخرج محمود أبو الفتح ، من كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول اندمج فى العمل الوطنى وتأييده للوفد كان سببا فى فصله من الكلية عدة مرات، التحق بالعمل مراسلًا وكاتبًا بجريدة "وادي النيل"، التي كانت تصدر من الاسكندرية، وكان يتقاضى مرتبا جنيها ونصفا فى الشهر.

كان من انفراداته بعد ان عمل مراسلا للأهرام، ركوب منطاد زبلن الألماني في رحلته الأولى، التي كانت رحلة تاريخية تابعها العالم، وكان أبو الفتح واحدًا من ثلاثة صحفيين شاركوا في هذه الرحلة، وانفردت الأهرام بنشر تغطيته الصحفية لهذا الحدث، وبعد أسابيع قليلة جاء انفراده الصحفي التالي، وهو تغطيته لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وانفراد الأهرام بنشر هذا الخبر .

وحصل على أجره الشهرى سنة ١٩٣٥، وهو يشغل منصب سكرتير تحرير جريدة الأهرام، سبعين جنيهًا، ورغم ضخامة الراتب، فى هذا الوقت إلا أنه لم يطق الاستمرار فى الأهرام بعد أن تجاوزه الاختيار لرئاسة التحرير، وهو ما رأى فيه إهانة يصعب استيعابها، فشرع فى الإعداد لإصدار صحيفة يومية جديدة تحمل اسم المصرى ولم يكن يملك عند اتخاذ القرار، إلا ١٠٠٠ جنيه، وقد أشفق عليه تقلا باشا صاحب الجريدة العريقة، فعرض عليه زيادة راتبه إلى ١٠٠ جنيه، مقابل صرف النظر عن المشروع الصحفى غير المضمون، لكن الصحفى الجسور أصر على المغامرة وشارك محمد التابعى وكريم ثابت، قبل أن يضيقا بالخسائر التى طالت الجريدة فى سنواتها الأولى فباعا حصتيهما، وآلت الملكية كاملة إلى أبوالفتح بدعم من حزب الوفد والزعيم مصطفى النحاس .

وانتظمت جريدة المصري فى الصدور بين أكتوبر ١٩٣٦ ومايو ١٩٥٤ وتعد الإنجاز الأهم فى مسيرة محمود أبوالفتح، لكن تاريخه يعود إلى ما قبل ذلك بكثير وكانت أكثر الصحف انتشارًا وتوزيعًا فى مصر والعالم العربى واحتضنت كَّتابًا من مختلف المدارس والأجيال. 

وفي فبراير 1919 قبيل اندلاع ثورة ١٩ اقترح أبو الفتح على سعد زغلول أن يُترجَم كل ما ينشر عن مصر والقضية المصرية في الصحف الأجنبية مصر، مع الرد على ما فيها من أكاذيب وإرسال الردود إلي نفس الصحف بالخارج باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مع نشر هذه الأكاذيب والرد عليها في الأهرام ايضًا، فتحمس زغلول للاقتراح وطالبه بتنفيذه فورًا ، وفي نفس الشهر، انفرد أبو الفتح بإجراء حديث مطول مع اللورد النبى أنكر فيه ألنبي كل حقوق مصر، وقد أثار هذا الحديث ردود فعل واسعة ، ثم سافر أبو الفتح مع سعد زغلول إلى اوربا مستشارًا إعلاميًا للوفد المصري، إلى جانب تغطيته أخبار مفاوضات الوفد في لندن لحساب جريدة الأهرام في رسالة صحفية مطولة كان يرسلها بشكل يومي ، ويروى في هذا الشأن أن "الأهرام" كان يرسل له من المال ما يكاد يكفي لغذائه وتنقلاته وبرقياته، لذا نام أبو الفتح في محطة سكة حديد لندن، بعد أن استأذن السلطات، وما ان نشرت إحدى المجلات هذا الخبر حتى باع أبوه الشيخ أحمد أبو الفتح أحد فدادينه الإثنى عشر في قرية الشهداء بالمنوفية وأرسل له ثمنه.

وألف أبو الفتح بعد عودته من رحلته مع الوفد المصري كتابًا عنوانه "المسألة المصرية والوفد"، طلبه جمال عبدالناصر فيما بعد لقراءته أثناء مفاوضاته مع الإنجليز قبل توقيع المعاهدة معهم ، وظل الكتاب في مكتبة عبد الناصر حتى وفاته ، وبعد وفاة دَاوُدَ بركات رئيس تحرير الأهرام، اتجهت التوقعات إلى محمود أبو الفتح كأبرز المرشحين لرئاسة تحرير الأهرام، غير أن أصحاب الجريدة الذين كانوا ضد رئاسة المصريين لتحرير جريدتهم عينوا انطون الجميل رئيسًا للتحرير، مما جعل محمود أبو الفتح يفكر في إنشاء جريدة المصري، وقد شارك في إنشائها الصحفيان البارزان محمد التابعى وكريم ثابت. 


كان أبو الفتح معروفًا بأنه "أشهر عازب في الصحافة المصرية"، لانه كان يكرس وقته للصحافة .

توفي محمود أبو الفتح في مدينة جنيف في 15 أغسطس 1958، عن خمسة وستين عامًا، ورفض عبدالناصر  أن يُدفن في مصر خشية أي مردود شعبي خلال الجنازة والعزاء.