الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تزايد الحشرات.. قصة أزمة عائلة سعودية مع الجراد: هربنا لمصر بلدنا التاني

الجراد
الجراد

تخيل أنك تسير في شارع تملؤه الحشرات، تدوس عليها وتسير بجوارها حتى يصل الأمر أن تمتلئ ملابسك بها، هذا الموقف المخيف الذي يشبه أفلام الرعب كان سببا في خروج عائلة سعودية من البلد بسبب انتشار الحشرات في مدينتهم بالمملكة حيث يعيشون، كانتقال مؤقت إلى مصر حتى الانتهاء من موسم التكاثر الشتوي للحشرات.


11 يومًا مرت على الظهور الأول لحشرات «صرصور الليل» أو ما تعرف بـ«الجداجد» التي نشرت الخوف في بلد بأكملها، فالأسراب المخيفة هاجمت أكثر من منطقة حيوية بالمملكة العربية السعودية ومنها الحرم المكي، ليتم القضاء عليها بالنجاح وتظهر حشرة أخرى أكثر رعبًا وهي «الجراد».


اعتادت نادية محمد المعتوب سعودية الجنسية صاحبة الـ 48 عامًا، على قضاء الإجازة الصيفية في مصر أو أي بلد عربي آخر مجاور، ولكن هذا العام لم تتردد في وقف دراسة ابنتيها لتسافر إلى مصر منذ أربعة أيام في منتصف عامهن الدراسي، "لما لاقينا الحشرات بتزيد لم نقدر على الاستمرار في ممارسة الحياة بشكل طبيعي .. كنا محبوسين في المنزل" كما قالت لـ"صدى البلد".


رغم دراسة ابنتيها الأولى في كلية الصيدلية، والثانية في مرحلة الثانوي، إلا أن انتشار الحشرات في جنوب الرياض حيث يمكثون، كان سببا لمغادرتهم البلد لبضعة أيام أو أسابيع حسبما يستقر الوضع هناك، "اعتبرنا الفترة دي إجازة مفتوحة، ومش ممكن نمكث عند قرايبنا في مدن أخرى، نستحي إنه إحنا نساء نعيش في منزل آخر" وفقا لما قالته الأم.


ليست المرة الأولى التي تغزو فيها حشرات الجراد أو صرصور الليل مناطق سعودية، خاصة في الشتاء فهذه الفترة هي فترة التكاثر الشتوي للجراد وغيره، ولكن هذا العام كان الأكثر غزارة، وتحكى نادية عن تجربتها مع هذه الحشرات، "هي غير ضارة ولا تضر الإنسان في شيء لكن الأمر مقزز جدا وممكن الحشرات دي تغطي إنسان كامل وهو ماشي".


اعتادت نادية على المكوث في السعودية في هذه الحالات ولكن هذا العام كان الأصعب بالنسبة لها خاصة بعد وفاة زوجها، الذي توفى العام الماضي، "وجوده كان مطمئنا وكان هو يصرف أمورنا كلها من غير ما نخرج من البيت لكن هذا العام صعب الحياة مع الحشرات بدونه".


بعض السعوديين حاولوا التأقلم مع الوضع وتعاملوا مع حشرات الجراد كوجبات لذيذة، فظهر هوس شراء الجراد وطهيه وبالتالي ارتفاع سعره، هذه الظاهرة التي وصفتها نادية وبناتها مقززة لم تكن موجودة في وقت سابق، "يمكن لأن في هنود وصينيين كتير في السعودية هما اللي شجعوهم ياكلوها ومعرفة طريقة طهيها كيف .. لكن أبدا ولا سعودي عملها من قبل" كما قالت نادية.

طقس مصر المستقر، واعتيادهم على زيارتها أكثر من مرة كان أحد الأسباب التي جعلت نادية تنتقل للمكوث بها بشكل مؤقت حتى انتهاء الأزمة، "مصر دي بلدنا التاني وجوها وناسها وكل شيء فيها حلو ومش أول مرة نيجي هنا".