الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل زيارة الرئيس سلفا كير إلى القاهرة .. مصر وجنوب السودان شركاء حوض النيل الساعيان لدعم العلاقات.. والتعاون بدأ مبكرا من إنشاء سد ومشروعات تنموية ووضع حد للحرب في جوبا

صدى البلد

- رئيس جنوب السودان يجري زيارة رسمية إلى مصر
- الدولتان يجمعهما الاحترام المتبادل وحوض النيل الواحد
- جنوب السودان تعلن احترامها لمعاهدات توزيع مياه النيل
- مصر تنشئ العديد من المشروعات التنموية لإحداث طفرة في هذه الدولة الوليدة

يجري الرئيس الجنوب سوداني، سلفا كير، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى القاهرة، حيث يلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، في مباحثات ثنائية يعقبها مؤتمر صحفي.

وتعد العلاقات المصرية الجنوب سودانية نموذجا مهما للعلاقات بين دولتين في القارة الإفريقية، فرغم أن جنوب السودان بمثابة واحدة من أحدث الدول الوليدة، إلا أنها استطاعت أن تنسج علاقات طيبة مع العديد من الدول من جيرانها وعلى رأسهم مصر.

-شركاء في حوض النيل

في عام 2011، العام الأول للدولة الوليدة، خرج وزير المياه في حكومتها، بول ميوم ليعلن أن موقف بلاده من قضية مياه النيل هو عدم المساس بأي إطار قانوني لاتفاقيات المياه السابقة. فشكل حوض النيل والاحترام المتبادل لحصص المياه، ركيزة مهمة في العلاقات التي تجمع البلدين فيما بعد.

وخلال الأعوام التالية، تبادل مسؤولي البلدين الزيارات لبحث تنفيذ عدد من المشروعات الإنمائية التي تهدف لتحسين الخدمات في جنوب السودان، من بينها مشروعات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بتنفيذ شركات مصرية، في العديد من المجالات مثل الصناعة والنفط والغاز الطبيعي والنقل والزراعة.

-السيسي وطفرة في العلاقات بين السودان شمالا وجنوبا

في تصريحات نقلتها أمس وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، شددت نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية لجنوب السودان، نيادانق جوشوا دي وال، على قوة العلاقات الطيبة بين مصر وجنوب السودان وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على تقديم الدعم لبلادها.

وتابعت المسئولة بالقول إن العلاقة بين البلدين أعلى من علاقة المصالح والأغراض، فمصر هي الأم الحاضنة لكل الدول الإفريقية وعطائها للقارة السمراء لا يمكن أنكارها.

ومنذ مجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد العلاقات بين مصر وجنوب السودان والسودان طفرة غير مسبوقة، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون، التي ستحقق نقلة تنموية في المستقبل.

وحدث أول لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد وصوله إلى هذا المنصب، مع نظيره الجنوب سوداني، سيلفا كير خلال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر من 2014، والتي أعرب فيها كير عن امتنانه للدور المصري الداعم لبلاده في جميع المجالات.

لكن تصريحات كير الراغبة لتوطيد العلاقات بين جوبا والقاهرة قد سبقت هذا اللقاء بعام، ففي نوفمبر من عام 2013، أكد الرئيس الجنوب سوداني أن "مصر بلد عملاق في المنطقة وهي عضو في الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية، ولا يمكن إلا أن نكون أصدقاء لمصر".

رافق هذه التصريحات التي تعكس التقارب بين البلدين، مشروعات تنموية على أرض الواقع، ففي يناير من العام الماضي، شهد وزير الدولة للإنتاج الحربي، اللواء محمد العصار توقيع بروتوكول تعاون بين مصر وجنوب السودان لإنشاء أكبر منطقة صناعية في ولاية جوبك على مساحة 116 كم مربعا لسد احتياجات القارة السمراء.

ونقلت قناة "روسيا اليوم"، حينها أن رجب صلاح بندقي، وزير الإعلام والثقافة والسياحة بجنوب السودان رحب بتوقيع البروتوكول كبداية جيدة للعمل والتنسيق مع مصر لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

بعد هذا البروتوكول بشهرين، أعلن وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبد العاطي، أن مصر ستستمر في تقديم خبراتها لدعم جنوب السودان من أجل تحقيق التنمية المستدامة من خلال إنشاء سد واو.

وقال عبد العاطي، إن المشروعات التي تقوم بها مصر في دولة جنوب السودان تتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية لها، وتنفيذا لمذكرة التفاهم بين البلدين منذ أغسطس 2006، وكذلك التوقيع على بروتوكول التعاون الفني بين البلدين في مارس 2011 واتفاقية التعاون الفني والتنموي في نوفمبر 2014 بالقاهرة.

وكانت مصر قد نظمت مؤتمرا في فبراير 2015 لعرض دراسات إقامة سد متعدد الأغراض في جنوب السودان من أجل توليد الكهرباء وتوفير مياه الشرب لأكثر من 500 ألف نسمة.

-التعاون الدبلوماسي والأمني لوضع نهاية للحرب الأهلية في جوبا

تعد القوات المصرية أكبر قوة لحفظ السلام الدولية بجنوب السودان، الأمر الذي يعكس حرص القاهرة على دعم واستقرار جوبا، التي تعيش منذ أعوام في حربا أهلية طاحنة بين أنصار الحكومة وأنصار رياك مشار، نائب الرئيس الجنوب سوداني السابق.

وشدد الرئيس السيسي مرارا للرئيس الجنوبي سوداني في أكثر من مناسبة، على سعي مصر لتحقيق مصالحة سياسية بين الحكومة ومعارضيها.

كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالرئيس سيلفا كير، لتأكيد دعم مصر لإحلال السلام في جنوب السودان، لافتا بحسب بيان لرئاسة الجمهورية، إلى حرص مصر على تعزيز أطر التعاون الثنائي وتقديم المساعدات والدعم الفني لجنوب السودان، بما يسهم في تلبية طموحات شعبها نحو مستقبل أفضل.