الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب الفضاء.. فكرة نازية تستطيع أمريكا وروسيا والصين إشعالها

صدى البلد

أعاد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، أمس الخميس، أنها تفكر في دراسة إمكانية نشر منظومات دفاع جوي في الفضاء، للأذهان فكرة "حرب الفضاء" التى أثارها علماء نازيون خلال الحرب العالمية الثانية بشأن إمكانية إطلاق قاذفات قادرة على ضرب أهداف أرضية من خارج الغلاف الجوي للأرض ثم العودة مجددًا إلى قواعدها للتغلب على مشكلة الرادارات والدفاع الجوي الذي يتصدى للقاذفات الثقيلة.

الفكرة لم تمُت بسقوط النظام النازي حيث لجأ الكثير من العلماء الألمان للعمل لصالح واشنطن في تطوير برامج الصواريخ الأمريكية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء.

وأحيت وزارة الدفاع الأمريكية الفكرة في تقريرها الاستعراضي لسياسة الدفاع الجوي الأمريكية، حيث جاء في التقرير أنها "ستدرس مجددا في أقرب وقت مفاهيم وتقنيات الدفاع المتعلقة بنشر منظومات الدفاع في الفضاء، لتقييم الآفاق التقنية والعملياتية لذلك في الفضاء الأمني المتغير".

وقال نائب وزير الدفاع الأمريكي مايكل جريفين: "أفضل فرصة لتحقيق ذلك هي شبكة من الأقمار الصناعية في مدار منخفض. كم وفي أي مدار، لم يتم تحديده بعد. بدأنا هذا العمل هذا العام"، وأعرب عن ثقته في أن سعر هذا المكون الفضائي لنظام الدفاع الجوي "سيكون مقبولا"، مؤكدا أن النفقات ستدرج في مشروع الموازنة للسنة المقبلة، والتي ستقدم في فبراير.

وفي معرض حديثه عن إمكانية نشر أجهزة الاعتراض في الفضاء، قال جريفين إنه سيتم تكريس دراسة منفصلة لهذه القضية، والتي ستشمل، ضمن أمور أخرى، فعالية وتكلفة نشر مثل هذه الأنظمة.

وبموجب معاهدة الفضاء الخارجي الموقعة عام 1967، تتعهد الدول الأطراف في المعاهدة بعدم وضع أية أجسام تحمل أية أسلحة نووية أو أي نوع آخر من أسلحة التدمير الشامل في أي مدار حول الأرض، أو وضع مثل هذه الأسلحة على أية أجرام سماوية أو في الفضاء الخارجي بأية طريقة أخرى.

ولم يشهد التاريخ العسكري سوى مهمات تدريبية لحرب الفضاء، ولم تكن موجهة ضد قوى معادية منها، ففي 11 يناير 2007 قامت الصين بإطلاق صاروخ باليستي أرض جو دمرت من خلاله أحد أقمارها الصناعية المستخدمة لرصد الطقس والأحوال الجوية، وعبرت الولايات المتحدة واليابان عن قلقهما من هذه التجربة.

وفي 21 فبراير 2008 أطلقت سفينة للبحرية الأمريكية من طراز إدجيس صاروخًا تكتيكيًا من نوع إس إم 3، دمر الصاروخ أحد أقمار التجسس الأمريكية المعطلة.

وأعلنت الولايات المتحدة أن عملية تدمير القمر الصناعي جاءت لتفادي خطر الهيدرازين الذي كان وقودًا للقمر، زاعمة أن هذا الوقود يشكل خطرا على المدنيين إذا لم يتم تدمير الخزان الذي يحتويه قبل تدميره.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صرح مؤخرا بأن واشنطن لن تسمح لإيران بإجراء تجارب إطلاق جديدة لصواريخ الفضاء، وقال: "لدينا الأسلحة الأفضل في العالم… فاطمئنوا، وأن الفضاء هو حيز جديد للقتال في استراتيجيتنا الدفاعية الجديدة".

وأضاف ترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى تطوير أنظمتها الصاروخية، وبأنه يعمل على تعزيز أمن بلاده بشكل يضمن عدم وصول أي صاروخ إليها، بدعوى أن لديه الأسلحة الأفضل حول العالم، مؤكدا أنه لا يقبل بأقل من منظومة دفاعية محدثة، تحمي جميع المدن الكبرى في الولايات المتحدة.

وتابع قوله: "نريد من حلفائنا أن يشتروا صواريخنا الأفضل في العالم لحماية أنفسهم..وهناك دول ثرية تتعاون معنا بشكل أفضل من أي وقت"، وكذلك أعلنت وزارة الدفاع أن روسيا والصين تصنعان أسلحة وصواريخ مجنحة خارقة للصوت، تشكل تهديدا على أمن الولايات المتحدة.

وفي المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن اختبارات الصواريخ التي تجريها بلاده لا تمثل خرقا للقرارات الأممية.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، والصين من الدول التي تتمتع بالقدرة التقنية والمادية لشن حرب فضائية، فالولايات المتحدة تملك 500 قمر صناعى بينهم 100 يستخدم لأغراض عسكرية، ورصدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما 5 مليارات دولار لإنفاقها لتعزيز كل من القدرات الدفاعية والهجومية لبرنامج الفضاء العسكرى الأمريكى.

أما روسيا فأطلقت ثلاثة أقمار اتصالات صناعية غامضة منذ مايو 2014، وقال محللون إن هذه المركبات الفضائية تبدو وكأنها أسلحة، وقالت التقارير إن روسيا هربتها إلى الفضاء تحت غطاء أنها أقمار صناعية وهذه الأقمار أطلق عليها اسم وزموس-2491، -2499 -2504، وقادرة على التجسس وتدمير الأقمار الصناعية الأخرى المجاورة و لديها القدرة على أن تصبح أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.

وكالعادة دخلت الصين على خط المنافسة، حيث أطلقت خلال السنوات الأخيرة 130 قمرا صناعيا وتشمل أقمار التجسس، وليس هذا فقط بل إنها تخطط لإطلاق محطة فضاء دولية خاصة بها تحمل اسم TIANGONG فى عام 2022 ، وفى 2007 بدأت الصين التجارب الصاروخية المضادة للأقمار الصناعية والتى هدفها هو إلحاق أضرار كبيرة بالأقمار الصناعية فى الفضاء، وقامت الصين بإجراء اختبارات إضافية للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية خلال السنوات الماضية.