الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: مسجد الفتاح العليم رسائل ودلالات

صدى البلد

تتصدر أخبار مسجد "الفتاح العليم" وسائل الإعلام الوطنية وغير الوطنية كلًا حسب إنتمائه ورؤيته ، فالإعلام الوطنى يرى فى مسجد الفتاح العليم رمز من رموز الإنجاز السياسي ليس فقط كونه فى قلب العاصمة الإدارية دٌرة إنجازات الدولة المصرية ، أو كونه رافق الكاتدرائية الجديدة فى الإنشاء والإفتتاح فحسب بل توقيته ودلالاته على الصعيد الداخلى و الإقليمى والدولى ،فبالنظر إلى الظروف الداخلية نجد الدولة تجمع أبنائها الملتحفين بالسماء فى هذا البرد القارص وتوفير مؤى لهم فى رسالة طمأنة للشعب ، وأن الشعب الذى بدأ يخطوا بخطوات واثقة تجاة المستقبل مُصرًا على حمل الوطن والعبور به فوق نوايا سارقى الأوطان الذين وجدوا ضالتهم فى دول أخرى مجاورة هو شعب يعى ما يحاك حوله من مخططات و مؤامرات ، أما الوضع الإقليمي الذى يشهد سير مخطط التخريب وفقًا لما رسم له كما نرى الشعب السودانى يتجاهل مصير الدول المجاورة ويحتشد فى المدن السودانية بدعوى إسقاط النظام ومن ثم إسقاط الدولة ، و الدولة التونسية تحاول تضميد جرحها النازف الذى يقاوم أزمة بعد الأخرى ولعل أخطرها الإضراب الذى شل الحياة بالعاصمة والمدن بل والمطارات ، كل هذا يدل أن مسجد "الفتاح العليم" له رسائل سياسية يتلمسها كل محلل و يقرأها كل قارئ .

أما وسائل الإعلام الكارهة والحاقدة فوجدت فى الإحتفال بمسجد العاصمة الإدارية ثقب يمكن منه إشعال فتنة بين الأزهر الشريف منارة الإسلام فى الأرض و بين مؤسسة الرئاسة التى تدير شئون الدولة المصرية فى ظروف حرجة لا تختلف كثيرًا عن ظروف سابقة فى تاريخ مصر ، وحاولت أن تصور مسجد الفتاح العليم بأنه سوف يحل محل الأزهر الشريف فى حمل منارة الدين ويكون ممثل الدولة المصرية نيابة عن الأزهر ، كأن الأزهر ساحة للصلاة فقط لا جامعة ومؤسسة حفظ الدين الإسلامى ككنز مدخر لقرون ثم عاد نشره إلى العالم مرة أخرى ، فإذا كان هؤلاء تناسوا تاريخ الأزهر الشريف ودوره فى حكم مصر فالشيخ "محمد بن عبدالله الخراشي" شيخ الأزهر الذى أستقوى به الشعب فى مواجهة الحاكم حتى أصبح أسمه على ألسنة الشعب إلى اليوم كدعاء للكرب ، فالأزهر الشريف كان ولا يزال بوصلة كل من تولى حكم مصر بل ومن أحتلها فموقع وموضع الأزهر فى نفوس المصريين تحصنة ضد أى فتنة تستهدف المؤسسة أورموزها ، فكل محاولة لإقحام الأزهر فى صراع سياسي عمدًا أو طوعًا حقد يكشفه جهل .

وبالعودة إلى مسجد "الفتاح العليم" نجده مسجد غير منافس للأزهر بل ذراع جديد يدعم ويقوى الأزهر ، لأنه مسجد العاصمة الإدارية التى حلمت بها القيادة السياسية ،و ينتظرها الشعب ، وإستخدام الشيخ "أسامة الأزهرى" منبر المسجد لدعوة الشعب المصرى وطوائفة إلى نشر قيم التسامح والمواطنة والإنتماء ، وإعلان وزارة الشباب عن قوائم لزيارة المسجد يمكن وضع ذلك فى رسالة واحدة أن مؤسسات الدولة تسلك كل طريق يؤدى إلى رفع درجة الوعى لدى الشعب المصرى عامة والشباب خاصة لإيمان هذه المؤسسات أن وعى الشعب هو درع الوطن فالشعب فى الحروب منزوعة السلاح هو رصيد حربى وعسكرى هام لتحيا مصر.