الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمكين الشباب


إن المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن تحتم على الجميع مراجعة مواقفهم وتغيير استراتيجيتهم فى التعاطى مع كافة المستجدات على كافة الأصعدة . وبالرغم من الخطى الحثيثة التي تنتهجها الدولة لاستيعاب طاقات الشباب المتدفقة والسعي نحو توظيفها بالشكل الأمثل كالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب و تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ، إلا أن الطريق لا يزال شاقا وطويلا حيث الكثير من شباب مصر يعيش حالة من الاستقطاب الشديدة أدت إلى أنهم لم يجدوا مكانا في مشهد تحكمه طرق تفكير بيروقراطية ، مما أهدر هذه الطاقات وجعلها معطلة ، فالسؤال الملح حاليا : لماذا لا نشارك هؤلاء الشباب بإسناد المسئوليات الوطنية لهم بشكل أكثر فاعلية واستغلال طاقاتهم في القضاء على محاولات قوى الشر للعودة من جديد والسطو على مقدرات هذا الوطن ؟ فالشباب هو الظهير الأمثل لتنفيذ التحول الديمقراطي والواجهة الأكثر مصداقية ، كما أنه المحرك الرئيسي لأي اتجاه سواء أكان سياسيا أو شعبيا ، كما أنه القادر على إحداث الفارق بين التيارات المختلفة، ومن خلاله يستطيع الوطن استعادة قوته ومكانته، والحل الأمثل للانتصار على القوى العابثة بمقدرات الوطن .

إن فكرة تمكين الشباب تتركز على مساعدة الشباب في تنظيم نشاطهم داخل المجتمع وتمكينهم من الدفاع عن استقرار الدولة من محاولات الاستقطاب المختلفة ومحاربة الفساد والكشف عنه ، والمساندة في إعداد الكوادر المناسبة لخوض الاستحقاقات الانتخابية المتنوعة وشغل المناصب القيادية المختلفة بالإضافة الى تنظيم القواعد الشبابية على مستوى المحافظات، واستيعاب طاقات الشباب داخل المؤسسات ، ومنح الفرصة لظهور قيادات جديدة تحمل عبء المراحل القادمة ومسئوليتها تجاه الوطن ، كما أنه يساعد على القضاء على منافذ قوى الشر للعودة الى المجتمع من جديد ، ويعتبر الحل الامثل لخلق نخب جديدة من الشباب تملك القدرة على الاقناع والتأثير والوصول الى حالة الاستقرار المنشودة. ويعتبر خط دفاع رئيسيا لتثبيت الدولة وتمكينها من اقرار الديموقراطية المبنية على المشاركة المجتمعية. كما ان التنوع في اختيار الشباب المستهدف يعزز من فكرة المشاركة والتعاون على كافة الاصعدة .

وبقدر التحرك داخل المؤسسات والهيئات لتسريع مراحل التحول وتمكين الكوادر وشغلها للمواقع المختلفة ، فإنه من الواجب القول بأنها مطالبة أيضا بإعداد البرامج التأهيلية والتدريبية التي لا تساعد فقط على تأهيل الكوادر علميا، بل يجب أيضا أن تشمل البرامج التي تؤهلهم لتولي القيادة وتمكنهم من التعامل بواقعية واكتساب المزيد من الخبرات والتفاعل مع القضايا المختلفة حتى تستطيع التجربة أن تنجح وتتجاوز التحديات وتزيل من أمامها العقبات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط