الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جلال الدين الحمامصي .. الإصلاح مبدأ في الصحافة والعمل السياسي

صدى البلد

رغم التحاقه بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، أو جامعة فؤاد الأول في ذلك الوقت إلا أن الصحافة جذبته.. جلال الدين الحمامصي ابن مدينة دمياط الذي ولد في يوليو عام 1913 لأب كان كاتبا معروفا، فورث عنه فن الكتابة وأحب الكتابة الصحفية وظهرت ميوله الصحفية مبكرا منذ أن كان طالبا في الثانوي.

تخرج من قسم العمارة في 1939 بكلية الهندسة، ولكنه سلك طريق الصحافة متدرجا في محرابها من محرر بمجلات مؤسسة دار الهلال في 1936، ثم في جريدة المصري عام 1939 إلى أن أصبح عضوا بمجلس النواب، قبلها كان قد ذاع صيته بداية من عام 37 بعدما صاحب وفد التفاوض المصري إلى لندن وهو ما يزال طالبا في كلية الهندسة.

ينسب إليه جهود مساعدة الصحافة المصرية الحديثة على أن تحقق نقلة موضوعية في الشكل والمحتوى والهدف واللغة، ولتتخلى عن الأسلوب الإنشائي والخطابي والبلاغي المجازي المسهب لصالح الأسلوب الخبري.

وكان أول سكرتير تحرير في مصر يطبق الفن الهندسي في إخراج صفحات الجريدة، فيجعل الصفحة 8 أعمدة، بدلًا من 7، وبذلك أدخل الرقم المزدوج في عدد أنهر الصفحات بالصحف المصرية، كالمتبع في صحف العالم، ثم ترك جريدة المصري في 1942، وخرج من الوفد مع مكرم عبيد، واشترك معه في وضع «الكتاب الأسود» الذي تضمن فضائح زعماء الوفد.

ترأس «الحمامصي» تحرير جريدة الزمان في 1947، ثم جريدة أخبار اليوم، في 1950، ثم عمل مستشارا لمصر في واشنطن في عام 1953، ثم عاد رئيسا لتحرير أخبار اليوم في 1954، وانتقل للعمل بجريدة الجمهورية عام 1955.

كانت له حكاية بارزة مع الرئيس الراحل أنور السادات ففي‏ 6‏ يناير‏ 1946‏ أطلق حسين توفيق الرصاص علي أمين عثمان، وكان السادات من المتهمين في هذه القضية ولكي يكون بعيدا عن مسرح الأحداث توجه يومها لزيارة جلال الحمامصي‏، وفي التحقيق شهد الحمامصي بذلك، وكانت شهادته أبلغ مبرر لبراءة السادات من الاتهام‏، ورغم هذا، فإن الحمامصي في أواخر عهد السادات كان ممنوعا من الكتابة.

يحكي «الحمامصي» في كتابه «من القاتل» الذي أصدره في الثمانينات عن تجربته مع «مبارك» قائلًا: «كان مبارك بعد اغتيال السادات يرى ضرورة مواجهة الجماعات الدينية، وكان يرى أن المواجهة تكمن في إيداعهم بالسجون، ولم يُفكر في إجراء تغييرات جذرية، لكني لم أوافقه، وطالبته بالتغيير، وخلق مناخ سياسي حزبي داخلي لمواجهة عناصر التطرف، لأن الفراغ السياسي هو من سمح بتكوين الجماعات المتطرفة».

عُهد إليه بإنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم عاد رئيسا لتحرير جريدة الأخبار منذ1974، وقد اشتهر فيها بعموده اليومي «دخان في الهواء».

ألّف «الحمامصي» العديد من الكتب في المجال الصحفي منها: «المندوب الصحفي» و«وكالة الأنباء من الخبر إلى الموضوع الصحفي»، و«الصحيفة المثالية»، فضلا عن المؤلفات السياسية، منها الكتاب الشهير «عقب وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر» و«حوار وراء الأسوار»، و«مستقبل الديمقراطية في مصر»، و«من القاتل؟» إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 20 يناير 1988.