الباشمهندس جوزيف.. قصة رجل من ذوى القدرات ينظف شارعه 38 عاما بلا انقطاع ببني سويف.. فيديو وصور

وعلي الرغم من تقدمه في السن وإعاقته الجسدية إلا أنها لم تكن عائقا أو حائلا دون القيام بمهامه اليومية التي اعتاد عليها فهو يعد نموذجا طيبا ورسالة إلى الأصحاء لكى يقتدوا به فى تقديم خدمات للمجتمع والبيئة المحيطة بهم.

يعتاد النزول من منزله السابعة صباح كل يوم لرفع الأتربة والقمامة من أمام منزله وبطول الشارع في مشهد نادرا ما يتكرر، ففى حى «مقبل» بمدينة بني سويف، وفى صباح أحد أيام فصل الربيع، وقعت عدسة الكاميرا على رجل مُسن، تملك العجز منه وأقعده على كرسي متحرك، يتجول به بين جنبات الشارع الذي يقطنه

يحرك عجلات الكرسي بيد ويمسك بالأخرى «مقشة» يستخدمها في نظافة الشارع الذي يزيد طوله عن 200 متر بعرض 6 أمتار، نظافة الشارع تجذب أعين المارة، فكأنك تسير في أحد شوارع المدن الكبري، فلا وجود لأى أتربة أو مخلفات قمامة.

قال المهندس لـ" صدي البلد": "اسمى جوزيف توفيق إسحاق، 73 عامًا، مهندس بالمعاش، أصبت بالشلل التام عقب سقوط شحنة خشبية على ظهرى أثناء عملى بمديرية الزراعة عندما كنت شابًا، وفى مستهل حياتى الزوجية وأدت إصابتى بالنخاع والشلل وانفصال زوجتى عني قبل أن أنجب منها".

أضاف: "عشت وحيدا منذ 48 عاما داخل شقتي بشارع شفيق المتفرع من حى مقبل بوسط مدينة بنى سويف، ومنذ ذلك الحين اخترت أن أسكن بشقة في الدور الأرضى نظرًا لظروفي الصحية".

وتابع: "أستيقظ يوميًا في تمام الساعة السابعة صباحًا أغسل وجهي وأتناول إفطاري ثم أنزل بالكرسى المتحرك إلى الشارع بالمقشة والجاروف وكيس القمامة أجمع في البداية القمامة الصلبة ثم أقوم بكنس الشارع كله وأجمع الأتربة وأضع عليها السماد وأستخدمها في الزراعة".

واستطرد قائلًا: "هذا العمل بالنسبة لي كتنظيف الوجه أو الجسد تماما فهو إجراء طبيعى يجب أن يقوم به الجميع للحفاظ على محيط بيئته فأنا أسكن في شقة بالطابق الأرضى وليس لدى شرفة والشارع أصبح شرفتى التي أقضى فيه معظم وقتى ويجب أن أحافظ عليه كوجهى".

وتساءل المهندس القعيد: "في مصر أكثر من 100 مليون نسمة فلو كل مواطن تبرع في اليوم الواحد بتنظيف 4 أمتار فقط فكم تكون المساحة النظيفة من إجمالي مساحة مصر؟