"كان حنين عليا أوي بس نفسه مكسورة دايما عشان مبيخلفش فقررت أفرحه".. كلمات بسيطة بررت بها ربة منزل خطفها لرضيعة من داخل مستشفى أم المصريين بعد إلقاء مباحث قسم الجيزة القبض عليها.
المتهمة نورا 31 سنة اعترفت أمام فريق البحث الذي قاده العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة واستمر عمله طوال 72 ساعة، أنها تزوجت لعدة سنوات وأنجبت طفلة وعقب طلاقها تزوجت مرة أخرى من نجل خالتها الذي كان متزوجا قبلها لمدة 7 سنوات ثم انفصل عن زوجته الأولى لإصابته بعقم منعه من الإنجاب، وقالت المتهمة: من يوم ما اتجوزنا كان بيعامل بنتي كويس وعمره ما كان جوز أم ليها بس كان نفسه في طفل من صلبه وربنا ما رزقناش بخلفة".
أكدت المتهمة أنها حاولت طوال تلك السنوات إسعاده لمعاملته الطيبة لها وعدم إهانتها يوما منذ زواجهما مرددة: "كان حنين وحبيته ففكرت أعمل أي حاجة عشان أسعده وأشيل الحزن من عينيه كل ما يشوف طفل صغير".
حاولت المتهمة الوصول إلى طريقة لإسعاد زوجها وإدخال الفرح على قلبه، فما كان منها إلا أن ادعت حملها جنينا في أحشائها منه، وفور سماع زوجها الخبر اعتقد أن معجزة حدثت من الله وفرح فرحا شديدا، ولإتمام خطتها دون شك أقنعته بأن بعض السيدات لا تظهر عليهن علامات الحمل من كبر البطن حتى حان موعد انتهاء أشهر الحمل كانت حينها أعدت الخطة للحصول على المولود رغم حملها الوهمي بالتفكير في خطفه من إحدى مستشفيات الولادة.
توجهت نورا إلى مستشفى أم المصريين لمحاولة خطف مولود، وفشلت في المرة الأولى حتى شاهدت سيدة أوشكت على الوضع وبرفقتها زوجها وتعرفت عليهما حتى وضعت مولودها وأخذته من الأب مدعية مساعدته في تطعيمه لحين إنهاء إجراءات خروج زوجته وإحضار الأدوية لها واختطفته وهربت خارج المستشفى.
تستكمل المتهمة قائلة عندما عدت لزوجي بالطفلة أصيب بحالة فرحة شديدة وحضنها بين يديه ثم توجه لتسجيلها بالصحة بعدما دفع مبلغ مالي 60 جنيها لطبيب نساء وتوليد بالطالبية لتحرير "إخطار ولادة" له يمكنه من تسجيلها ومن شدة فرحته بها أسماها "منة الله".
كشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة عن ملابسات الجريمة كاملة، حيث نجحت منذ اليوم الأول للبلاغ في التوصل إلى ملامح المتهمة، وتولي فريق البحث بقيادة العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة فحص أسرتي والد الرضيعة ووالدتها وكافة المترددين على المستشفى يوم الحادث الموافق الأربعاء 16 يناير.
وتبين عدم وجود كاميرات مراقبة بالمستشفى، فتم اللجوء إلى فحص كافة كاميرات المراقبة بمحيطها، وتم تفريغ كاميرات مثبتة على صيدليات ومحلات مستلزمات طبية منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء بحضور والد الرضيعة الذي أشار إلى سيدة في الكاميرا أثناء دخولها المستشفى "هي دي اللي اختفت بالبنت".. واصل فريق البحث عملية تفريغ الكاميرات لرصد خروج السيدة من المستشفى، إلا أنها لم تخرج ، ولكن تلاحظ خروج توك توك من بوابات المستشفى.
نجح فريق البحث برئاسة اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث في التوصل إلى سائق التوك توك بعد رصد مواصفاته، وتبين أنه يحمل علامة ومكتوب عليه "قل اعوذ برب الفلق"، وبمناقشة السائق قرر أنه أثناء قيامه بنقل لوحين زجاج إلى مدير المستشفى وخروجه شاهد سيدة مختبئة، وتحمل رضيعا، طلبت منه توصيلها إلى منطقة المنيب، واستقلت برفقته ثم طالبته بتوصيلها إلى الطالبية، فرفض وأنزلها أمام سلم المنيب وشاهدها تعبر السلم للجهة الأخرى.
توجه ضباط قسم شرطة الجيزة إلى الجهة الأخرى للسلم، ونجحت في رصد صورة واضحة لوجه السيدة أثناء نزولها من السلم من خلال كاميرا بمقلة، وبتتبع خط سيرها تبين استقلالها ميكروباص الكنيسة- الطالبية، وأفاد سائقه بأنه قام بإنزالها في مكان معين ثم استقلت توك توك بالتوصل إلى قائده ايضا أرشد عن المكان الذي نزلت به وهناك قام ضباط فريق البحث بإظهار صورتها للمارة للتعرف عليها.
شرحت التحريات أنه أثناء محاولة التعرف على صورة المتهمة كانت المفاجأة عندما صرخ أحد الأشخاص: "أيوة أعرفها دي مراتي عايزينها في ايه وعملت ايه"، توجه حينها الضباط برئاسة المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم الجيزة والرائد معتصم رزق معاون المباحث ونجحا في إلقاء القبض عليها وبرفقتها الرضيعة يوم السبت الماضي بعد 48 ساعة فقط من اختطافها وخطة بحث محكمة، وفور ضبطها اعترفت المتهمة بالجريمة كاملة.
أمرت نيابة قسم الجيزة بإشراف المستشار شريف توفيق المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة الخطف.