الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرائم عائلية تهز المجتمع المصرى.. أم تقتل طفلها داخل فندق بوسط البلد انتقاما من الزوج.. وإحالة الطبيب قاتل زوجته وأولاده بكفر الشيخ للجنايات

الأب المتهم بقتل
الأب المتهم بقتل زوجته وأطفاله

  • الخلافات الأسرية تقود إلى نهايات درامية ودماء وجثث
  • إعدام ربة منزل وعشيق ابنتها بإيتاي البارود: قتلا الزوج ببشاعة

نجح رجال مباحث القاهرة فى كشف غموض واقعة العثور على جثة طفل مقتول داخل فندق بمنطقة وسط البلد فى دائرة قسم الأزبكية، حيث تبين أن وراء ارتكاب الجريمة والدة الطفل انتقاما من والده، وتم القبض على المتهمة، وأمر اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، بعرضها على النيابة للتحقيق.

تلقى المقدم محمد رضا، رئيس مباحث قسم شرطة الأزبكية، بلاغا من إدارة أحد الفنادق دائرة القسم بالعثور على جثة طفل "5 سنوات" مقتول داخل إحدى الغرف، على الفور انتقل رجال البحث الجنائى لمكان البلاغ، وتبين من التحريات أن والدته وراء ارتكاب الحادث انتقاما من والده الذى كان دائم الخلاف معها.

تم ضبط المتهمة، واعترفت بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من والده لأنه دائم التشاجر معها بسبب خلافات أسرية، وأنها قتلت صغيرها لعلمها بمدى حب والده له.

طبيب كفر الشيخ
"قلبي بيتقطع عليهم منه لله ربنا يحرق قلبه ولا حد يشوف اللى أنا فيه، ربنا يجازيه فى الدنيا والآخرة على الجريمة اللى عملها فى حقنا وحق بنتى وعيالها الله يرحمها".. بهذه الكلمات بدأت وفاء أحمد شهاب الدين، مدير عام بديوان محافظة كفر الشيخ، والدة منى السجينى، أخصائية التحاليل المذبوحة هي وأطفالها الثلاثة داخل شقتهم بمنطقة سخا بكفر الشيخ، على يد زوجها المتهم الطبيب أحمد عبد الله زكي السيد.

وقالت الحاجة وفاء وسط حالة من الحزن بعد معرفة إحالة زوج ابنتها إلى محكمة الجنايات: "ربنا ينتقم منه ليه يعمل كده، والله ما كان فى بينهم حاجة أبدا قبل الواقعة، وحتى لو فيه مشاكل، فهي بسيطة زيهم زي أي أسرة مصرية".

الحقيني يا ماما منى اتقتلت
سردت تفاصيل الحادث وقالت: "قبل الجريمة بيومين كان أحمد ومنى عندى فى البيت اتغدوا وكانوا مبسوطين ومفيش أي حاجة بينهم، لكن كان بعض أفراد أسرة زوج بنتى المتهم دائما ما يفتعلون بعض المشاكل، وفوجئت باتصال من الدكتور أحمد "المتهم" بيصرخ فى التليفون وبيقولى الحقينى يا ماما منى اتقتلت هى والأولاد".

وأضافت: "أنا في اللحظة دى مخي طار مني، ومكنتش عارفة أعمل إيه، بقيت بصرخ فى الشغل وسط زملائي، وقاموا بتوفير سيارة لى ورحت على بيتها، وأول ما وصلت لقيت ناس كتيرة أسفل العقار، وطلعت لقيت المباحث والمتهم معاهم، لكن مجاش في بالي أنه ممكن يكون هو المتهم".

محاولة اتهام البواب
وتابعت: "لقيته طالع نازل على سلم العقار، عايز يتهم البواب بارتكاب الجريمة، وفى نفس الوقت لم يذهب يوم الجريمة لعمله، وعلمت بعدها أنه بعد ارتكاب الجريمة توجه لبواب العمارة، وصرخ وقاله الحقني يا حسن بفتح باب الشقة لقيت العيال مقتولين، وطلب منه فتح الباب، فرفض البواب وقاله "افتح أنت أنا مش فاتح"، فقام بأخذ جاكيت البواب وألقاه فى منور العمارة، وحضرت بعدها الأجهزة الأمنية وتبين أن المتهم قتلهم من الحبل الوريدى الموصل للمخ والقلب".

تسكت الأم المكلومة وتصرخ بدموعها وتقول: "والله يا ابنى كانوا عايشين فى سعادة ولا فى خلافات ولا مشاكل، منه لله"، وتعود لتفاصيل الجريمة وتقول: "أول ما رئيس المباحث شاف الجريمة وأفعال المتهم شك فيه، لأنه كان عايز يخلى البواب هو اللى يفتح باب الشقة علشان البصمات تبقى بتاعته وحاول يلفق ليه الجريمة".

رحلة الكفاح
تستكمل الحاجة وفاء، والدة الطبيبة منى السجينى، حديثها عن رحلة كفاح ابنتها مع زوجها المتهم فى الغربة وتقول: بنتى منى الله يرحمها كانت مجتهدة ومتفوقة دراسيا، وهى حاصلة على بكالوريوس علوم جامعة القاهرة، وحصلت على دبلومة فى التحاليل، وكانت من المتفوقين، وتقدم لها المتهم وتزوجته وكانت بتحبه جدا فوق الخيال وبعدها سافرت معاه إلى السعودية لمدة 10 سنوات، وسارت الحياة بحلوها ومرها ووقفت جنبه كتير حتى قبل ما يقتلها بأيام كانت تعطي دروس فيزياء وكيمياء باللغة الإنجليزية".

وأضافت: "حصلت منى بنتى على دبلومة فى التحاليل لتأهيلها كأخصائى، وكانت طوال فترة تواجدها فى السعودية تعطي دروسا للطلاب، وجمعت مبالغ مالية كبيرة، كان يأخذها منها فى مصاريف البيت والفسح، وهناك فى السعودية حاول ياخد الدكتوراه من الهند، وطبعا صرف فلوس كتيرة، لكن هى كانت دائما فى ظهر زوجها عمرها ما قصرت معاه فى حاجة".

العودة إلى الوطن
وتابعت: "عادت منى وزوجها منذ فترة لترتيب دخول أبنائها المدارس والاستقرار فى كفر الشيخ، وعاد هو بعدها بعدة أشهر، وفى تلك الفترة استقرت وبدأت تبحث عن عمل لسد احتياجات المنزل، خاصة أن راتب زوجها فى السعودية كان قليلا، والتحقت بالعمل فى معمل تحاليل كبير بكفر الشيخ، وتقلدت مدير الفرع وعقب عودته طلب منها الاستقالة من العمل بحجة أنه يمكث بمفرده فى المنزل، خاصة أنه لم يذهب إلى المستشفى المكلف بالعمل بها، ورضخت منى لطلبه ومكثت فى المنزل تعطى دروسا لبعض الطلاب فى مواد الفيزياء والكيمياء والإنجليزى لتحسين دخلها، وطلب منها عدم إعطاء الدروس أيضا، وللعلم أنها كانت تنفق كل مالها فى المنزل".

خلافات أسرية
تستكمل الأم: "منى كانت دائما ما تود والدة زوجها بالهدايا والكلمة الطيبة، لكن حماتها كانت غير ذلك، فكانت دائما ما تحرض ابنها المتهم على زوجته بدون أي أسباب معلنة، لدرجة أنها في إحدى المرات طلبت من ابنها أن يحضر أحفادها بدون زوجته، وبالرغم من ذلك كانت بنتي الله يرحمها تودها".

مش مصدقة
نفس عميق صحبته تنهيدة تأخذها الحاجة وفاء وتقول: "لما عرفت من الأجهزة الأمنية إنه هو المتهم ومرتكب الجريمة، قولت لا مش ممكن يعمل كده ده لسه كان عندى، أحمد مش ممكن يعمل كده، لكن بعدها كل الأدلة كانت ضده، وعدم ذهابه للعمل، ومحاولة اتهام البواب، والارتباك الذى ظهر عليه وقطع الحبل الوريدي، كل ده أثبت أنه المتهم الجاني وربنا ينتقم منه"، واختتمت حديثها قائلة: "أشوف فيه يوم زى ما حرق قلبى على بنتى وعيالها".

إحالة للجنايات
أمر المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام، بإحالة الطبيب قاتل زوجته وأولاده بمدينة كفر الشيخ إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.

وكانت النيابة العامة تلقت إخطارا بتاريخ 31 /12 /2018 بوجود سيدة وأطفالها الثلاثة مقتولين داخل السكن الخاص بهم، وبإجراء التحريات بشأن واقعة القتل فقد توصلت إلى أن زوج المجني عليها ووالد الأطفال ويدعى أحمد عبد الله زكى السيد وراء ارتكاب الواقعة، فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره وتمكنت الشرطة من ضبطه بتاريخ 1 /1 /2019.

واعترف المتهم سالف الذكر في التحقيقات بارتكاب جريمة القتل لخلافات زوجية سابقة، وقد عقد العزم وبيت النية على قتل زوجته المجني عليها الأولى وتدبر أمره في هدوء وروية طيلة 6 أشهر قبل ارتكاب الجريمة، وانتهز الفرصة المناسبة وأعد العدة اللازمة لتنفيذ مخططه حبل قفاز لاصق شفاف سكين، وما إن واتته الفرصة حتى قام بتكبيل يد وقدم المجني عليها سالفة الذكر يلتصق للأسف وطرق عنقها بالحبل وطرحها أرضا.

واستل السكين وأجهز عليها بأن قام بنحرها حتى تأكد من مفارقتها للحياة، وأعقب ذلك بحجرة نوم صغاره المجني عليهم الثلاثة، وقد بيت النية وعقد العزم بعد هذا وتدبر وتروى على إزهاق روحهم، معللا ذلك بعدم وجود عائل لهم عقب وفاة والدتهم، وقام بذبحهم بذات السكين قاصدا من ذلك قتلهم جميعا، فأحدث بهم الإصابات التي أودت بحياتهم.

كما كشفت التحقيقات قيام المتهم ببعثرة محتويات السكن بعد استيلائه على بعض المشغولات الذهبية الخاصة بزوجته المجني عليها، ليضفي على الواقعة طابع السرقة ومغادرته المسكن لإنهاء بعض الأعمال الخاصة به، وقام بإخفاء أدوات الجريمة وما استولى عليه من مشغولات ذهبية وسط بعض الحشائش على الطريق وعاد مرة أخرى إلى مسكنه وحاول إيهام حارس العقار والجيران بالأمور على جثة المجني عليهم قتلى وقد ثبتت من تقرير الصفة التشريحية إن إصابة زوجة المتهم بالعمق هي إصابة قطعية ذبيحة حدثت من أداة ذات نصل حاد والتي أودت بحياتها وأن إصابة المجني عليهم الأطفال بالعنق عبارة عن جروح قطعية ذبيحة حدثت من أداة ذات نصل حاد والتي أودت بحياتهم.

وقد أرشد المتهم عن الأدوات التي استخدمها في ارتكاب جريمته وقامت النيابة العامة رفقة المتهم بإجراء معاينة تصويرية بمكان الحادث عن كيفية وقوع الجريمة، والتي تطابقت مع اعترافاته بتحقيقات النيابة العامة، وقد وجهت النيابة العامة للمتهم تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح أبيض، وأمر النائب العام بإحالته إلى محكمة جنايات كفر الشيخ مع استمرار حبسه.

إعدام قاتلة زوجها
قضت محكمة جنايات دمنهور، برئاسة المستشار محمد حسام النجار، وبعضوية المستشارين مصطفى علي خلف، وأشرف عبد الرحمن عبد العال، بالحكم بإعدام ربة منزل وسائق توك توك "عشيق ابنتها" لقتلهم زوجها أمين شرطة بإيتاي البارود بالبحيرة، عقب تصديق المفتي على الحكم، كما قضت بالحكم على ابنة المجني عليه بالحبس 15 عامًا لعدم بلوغها السن القانونية.

وترجع أحداث الجريمة إلى تلقي مديرية أمن البحيرة بلاغًا من مركز شرطة إيتاي البارود من المستشفى العام، بوصول "قطب. ا"، 54 سنة، أمين شرطة، مقيم قرية محلة عبيد دائرة المركز "جثة هامدة" إثر إصابته بجروح متعددة بالرأس، واشتباه نزيف بالمخ، وكسر بعظام الجمجمة، ونزيف بالأنف والأذن اليمنى.

وبالانتقال والفحص وبسؤال نجله "محمود"، 25 سنة، فلاح، مقيم بذات الناحية، تبين خروج والده من المنزل صباح يوم الجريمة في طريقه لجهة عمله، إلا أنه أبلغه بعض الأهالى بوجوده مصابا بالطريق بمدخل القرية.

وكشفت تحريات المباحث أن مرتكبي الواقعة "بسام. م"، 34 سنة، سائق توك توك، و"صفاء. ف"، 44 سنة، ربة منزل "زوجة المجني عليه"، و"فاطمة. ق"، 18 سنة، ربة منزل "ابنة المجني عليه"، وجميعهم مقيمون بذات الناحية.

وجرى ضبط جميع المتهمين وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة، لوجود علاقة غير شرعية بين الأول والثالثة بعلم والدتها "الثانية"، وكذا سوء سلوك وسمعة الأخيرتين، ونظرًا لعلم المجني عليه بهذه العلاقة، فقد عقدوا العزم وبيتوا النية على التخلص منه، بعدة محاولات باءت بالفشل.

وبتاريخ الواقعة أعد الأول "عصا"، وأعدت الثالثة "عتلة حديدية"، وقاما بالتربص له بمدخل القرية "بتحريض من الثانية" حال توجهه لعمله، وقاما بالتعدي عليه بالضرب محدثين إصابته التي أودت بحياته، وأضاف الأول بتخلصه من الأدوات المستخدمة بإلقائها بأحد المجاري المائية.