الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب : المواقف والشعر الواقف .. !

صدى البلد

مع احتفالات أعياد الميلاد التي انقضت ، وشاركنا فيها إخوتنا الأقباط "شركاء الوطن" فرحتهم ، كنت أتمنى من أعضاء حزب النور السلفي ، أقصد " الظلام " ، أن يتواجدوا في الكنائس لتهنئة إخوتهم ، وأن يقولوا لهم قولا حسنا، ولكن للأسف لم نجد أحدا من هؤلاء الظلاميين ، بل وخرج كبير منهم يدعى ياسر برهامي وحرم تهنئتهم، وزاد أن ذلك أشر من شرب الخمر والوقوع فى الزنا ، فهل هكذا أوصانا رسول الله ، معلمنا وقدوتنا ، وهل هذه أخلاق ، حتى البهائم لا تفعل ذلك ..!

للأسف جموع من يدعون للسلفية والتسلف في مصر لا يفهمون أن السلفية تعني التخلق بأخلاق النبي وهديه، وكان النبي رحيما مع كل البشر، حتى مع الدواب ، إلا أن هؤلاء لم يرثوا سوى شعر الذقن المنفوش ، والجلباب و"البنطال " القصير ، والعقل الظلامي ، مع أن الرجولة في أبسط معانيها "مواقف وليست شوية شعر واقف" ..

ولمن لا يعرف ، فإن السلفية مدرستان ، الأولى المدرسية المتزمتة التي ترجع الي ابن تيمية والشيخ محمد بن عبد الوهاب والألباني وغيرهم ، ممن يرفضون تأويل النصوص حسب مقتضيات مصالح الناس المرسلة ، ومعاصرة الحياة إلا ما قد نزل فيه نص قطعي ، فهذا ثابت مع الزمان والمكان ، والمدرسة الثانية هي السلفية الجهادية المنتمي لها الظواهري وبن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وغيرهم ممن ابتلينا بهم وأساءوا للدين الإسلامي وكل هؤلاء على تماس مع الفكر الإخواني القطبي المتطرف.

لقد أخطأت الدولة كثيرا بأن استبدلت السلفيين بالإخوان ، وكان يجب أن تقف منهم موقفا حازما ، ومن كل شخص يمتهن التدين بقصد الضحك على الناس ، والقفز على السلطة أيا كانت ، أو الحصول على امتيازات ، قد أتفهم أن الدولة ترغب في القضاء على الإخوان ، ولكنها كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فهم جميعا يعملون تحت مظلة التشدد والغلو في الدين والفهم الخطأ للنصوص القرآنية والنبوية ..

أنا لا أفهم على أي أساس قام حزب النور السلفي ، وهل هناك في الدستور ما يبيح قيام أحزاب على أسس دينية، وهل الأمر مسموح به للإخوة الأقباط أيضا أقصد سلفيي الأقباط أم لا ؟؟ ، وما الهدف من دخول ذوي اللحى الي مجلس النواب ، وما هي إسهاماتهم في خدمة المجتمع ، أم ان الأمر مجرد ديكور والسلام ، فهم إما يحمون مصالحهم بالحصانة البرلمانية ، ويسعون الي السلطة وهذا هدف أي حزب سياسي وإذا كان هدفهم ذلك فنكون بذلك استبدلنا ثعبانا بحرباء ، او من أجل فرض إرادتهم بتشريعات لا هدف ولا طائل من ورائها سوى إشغال الرأي العام وتقسيم المجتمع ..

المشكلة الكبرى إنك عندما تجلس مع هؤلاء فهم يتحدثون معك بلغة ، ولكن تصرفاتهم توحي بشيء آخر ، وكأنهم يمارسون " التقية "، ويرتدون الف وجه ووجه .. يا سادة ما أعرفه أن من يريد عبادة الله ، فإن الأمر لا يحتاج كل هذا اللف والدوران والتحدث وكأنه وكيل الله على البشر ، ديننا بسيط وبريء ..

منكم لله كرهتونا في كل شيء