الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب:"نحو رؤية جديدة للإبداع في المفهوم الإسلامي"‎

صدى البلد

الإبداع هو الإتيان بشيء جديد في محاولة لتغيير الواقع.

مما ابتُلينا به كمجتمعات ناطقة بالعربية تعيش فيها أغلبيات مسلمة إن اختلط الإبداع بالابتداع.

المصطلح الأول قمت بتعريفه أنا المصطلح الثاني وإن كنت شخصيا لا أرى له قيمة او محل من الاعراب الا انه قد تم تعريفه وموضعته من قبل فقهاء المسلمين علي مر اربعة عشر قرنا من الزمان بأنه الاتيان بما ليس منصوصا عليه في النصوص الدينية المقدسة مستندين الي حديث منسوب للرسول الكريم يقول فيه "كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ومن اتى في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" .
من منطلق فهم السلف للنص السابق يصبح الابداع ابتداع رغم ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ابتدع صلاة القيام (التراويح) في جماعة وقال حين سؤل عن ذلك بأنها بدعة حسنة .
من منطلق تأويل الخليفة الثاني ووصفه للبدعة بأنها حسنة جائز لنا بأن نقول بان البدعة نوعين بدعة حسنة وبدعة سيئة وعلى هذا فالبدعة في ذاتها ليست حراما تماما مثل الطعام فالطعام منه حلال ومنه حرام كلحم الميتة اما الطعام في ذاته فليس حراما حتى ان الله قد أحل اكل لحم الميتة للمضطر "الا ما اضطررتم اليه".
واذا ما حاولنا تاويل فعل عمر بن الخطاب وتعقيبه علي الحدث قد نصل الي مقاربة تجعل الابداع والابتداع بينهما تماثل وان كلاهما معنى لشئ واحد هذا الشئ ليس حراما في ذاته انما هو حلال في اصله ما لم يطرأ عليه طارئ يحيله الي ان يكون حراما تماما كأكل لحم الخروف فهو حلال لكنه ان كان ميتا فأكله حرام حيث ان موته قبل ذبحه هو الحدث الذي طرأ عليه .
من هنا يصبح الابداع او الابتداع سمه ما شئت فعلا بشريا قد يكون حسنا وقد يكون سيئا وكونهةفعلا بشريا فلا يمكن الحكم عليه الا بعد تبين نتائجه كمثل ان تكون مقدما علي ان تصنع وجبة ما لنتناولها علي العشاء لن يمكنني ان اتبين حسنها من سوئها الا بعد ان تنتهي من اعدادها واقوم انا بتذوقها وعلي هذا لا يجب معاقبة المبدع الذي يأتي بشئ جديد او ازدراءه فقط لانه ياتي بالجديد بل لابد من قياس هذا الجديد فضلا عن ان العمل البشري عمل تراكمي فكل جديد يلهم جديد من بعده .
ومن هذا التأويل نقول لعلماء المسلمين كفوا ايديكم عن من تسمونهم المبتدعين من مفكرين وغيرهم واتركوا افكارهم في سوق الافكار لياخذ منها الناس ما هو حسن وسمونه بدعة حسنة كما قال عمر بن الخطاب اما ما كان سيئا فمن عمل به فعلى الله حسابه وهو القائل " فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض " .
كن جريئا في اعمال عقلك