الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيرين أحمد المزوري تكتب: ندامة الأرنبة

شيرين احمد المزوري
شيرين احمد المزوري تكتب : الارنبة النادمة!

كانت الدنيا مخضرة بحلة الربيع و فيها كانت ارنبتان تلعبان و تمرحان معا، إحداهما بيضاءة اللون و الاخرى رمادية، فأصبح بينهما منافسة على بناء بيتين، ايهما ستبني بيتها نحو الافضل. فتكبرت الارنبة التي اقترحت المنافسة وكانت واثقة من نفسها بأنها ستبني افضل بيت من صديقتها، فقامت بجمع اغصان الاشجار و وضعت مجموعة على مجموعة اخرى بسرعة على شكل بيت صغير وكانت متأملة بانها بيتها سيكون افضل بيت و دخلت فيها مسرعة.

اما الارنبة البيضاءة كانت بطيئة في طبيعتها، و هي ايضا وضعت الاغصان، لكن بتأني و لن تنتهي من عملها بصبر!.و كانت الرمادية يوميا تخرج من بيتها و تراقب صديقتها البيضاء بسخرية، عل انها هي الفائزة، لكن رغم هذا كانت الاولى لم تبالِ بتصرفاتها الساخرة. الى ان استمرت في التدخل و الاستخفاف بمشاعرها بأنها هي الافضل، الى ان انتهت الاخرى من البناء.

ومرت الايام و انتهى فصل الربيع و الخريف و اقترب موعد الشتاء و هطول الامطار، فكانتا داخل بيوتهما بآمان و كانت الرمادية تظن ان بيتها متينا و مقاوما لكل الظروف و مصرة على التكبر.

وفجأة حدث اعصار مدمر و اخذت الرياح و الامطار تهدم بيت الرمادية، و بقي البيت الاخر المتين المبني من الاحجار بتأني، قائما مقاومًا للاعاصير و الرياح، بقيت الارنبة الرمادية مقتنعة تحت رحمة الامطار و الرياح و لم تتنازل عن كبريائها مهما دعتها صديقتها البيضاء في الدخول الى بيتها الجميل و قالت لها: تفضلي الى بيتي و اتركي العناد، فلم تتنازل هي، الى ان اضطرت ان تتنازل عندما حل الليل و لم تتوقف الامطار، فتوجهت الى بيت صديقتها و طلبت الصفح و الاعتذار منها على ما سخرت و تكبرت، وقالت لها بخجل اعتذر كل الاعتذار لانني تكبرت ولم اعلم في النهاية ان السرعة والعجلة في كل الاعمال ليست مهمة وعاشتا في بيتهما كأختين متعاونتين وظهر لها ما يقال من حكم و عبر عن التأني و العجلة حينما يقال: في التأني السلامة و في العجلة الندامة.