الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاء عبد الحسيب يكتب: حصانة لـ المعلم

صدى البلد

لا اعتقد أن الحكومة في انتظار طلبات الإحاطة التي قدمها عدد من أعضاء مجلس النواب مؤخرا بشأن المطالبة بإعادة النظر في منظومة صرف رواتب المعلمين المتدنية.. ولا اعتقد أن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم نفسه يملك أن ينفذ بمفرده هذا المطلب الذي ينتظره ملايين المعلمين علي مستوى محافظات مصر.. بل الأمر يحتاج إلى تشريع جديد يعيد النظر في أجور المعلمين ويضمن لهم تحقيق الحياة الكريمة التي تعيد لقدرهم الاعتبار.

وهل الحكومة بعيدة عن الظروف الاجتماعية والمالية الصعبة التي يعاني منها المعلم؟.. خاصة في الوقت الذي نترقب جميعًا نجاح تنفيذ تجربة تطوير التعليم في مصر التي تبنتها الحكومة مؤخرا.. وبدأت في تنفيذ ملامحها للإلحاق بركب التطور العلمي الذي تشهده جميع دول العالم.. ألم تعلم أيضًا الحكومة أن المعلم الذي يُعاقب عندما يلجأ إلى العمل داخل مراكز الدروس الخصوصية مضطرًا لفعل ذلك لتحسين دخله والارتقاء بمستوى معيشته؟ .. إذً فما فائدة طلبات الإحاطة التي تقدم بها أعضاء مجلس النواب – مشكورين – لرفع رواتب المعلمين أو الارتقاء بمكافآتهم وحوافزهم.

مقولة «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولًا» التي وردت في ديوان أمير الشعراء أحمد شوقي لم تأتى من وحي خياله، بل كان مقصدها هنا أن المعلم قدوة ومربّي لأجيال تخرجت من عباءة عمله وفكره.. الأمل الوحيد للمستقبل صانع الحضارات وبان الفكر والثقافات لدى البشر يستحق أن نضعه فوق الرأس، وأن نعي دوره المهم في الارتقاء بمنظومة التعليم في مصر.. فبدون الارتقاء بوضع المعلم لا أظن أن تنجح تجربة تطوير التعليم من الأساس باعتباره ركنا أساسيا من منظومة نجاحها..

والحقيقة أن الحديث عن الارتقاء بالمعلم لم يتوقف منذ فترة طويلة دون أن يكون هناك خطوات جادة لتحقيق ذلك.. وهنا لا أتحدث فقط عن الجانب المادي للمعلم.. بل هناك جوانب أخرى يجب الأخذ بها في الاعتبار، أهمها معاملة المعلم اجتماعيا بشكل يليق بقدره ووضعه وقيمته.. وأن يتمتع بمزايا مختلفة وأن يكون له حصانة قانونية لا تقل عن الفئات التي تمتع بهذه الميزة حفاظًا على قدره وقيمته.. وأن تُوفر له البيئة العملية والعلمية الجيدة التي تؤهله علي إلقاء المعلومة للطالب بشكل آمن ومناسب، بما يواكب التقدم التكنولوجي الذي طرأ علي قطاع التعليم في جميع دول العالم ..

وأخيرا الارتقاء بالمعلم لا يحتاج إلى مقالات مكتوبة ولا طلبات إحاطة تقدم إلى الحكومة.. بل يحتاج النظر إلى أهمية المعلم في تشكيل عقول أبنائنا ورفع درجات الوعي لديهم والاعتراف بدوره في تقدم الشعوب ورفع ثقافة مواطنيها.. والنظر أيضًا إلى تجارب الدول المتقدمة التي تراعي قيمة المعلم، وتحقق له كافة الإمكانيات التي تفرغه للعمل.