الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيماء عويضة تكتب: شبح العنوسة‎

صدى البلد

ان ظاهرة العنوسة واحدة من أخطر الظواهر التي يجب إلقاء الضوء عليها من حين لآخر نظرًا لما تشكله من أضرار تهدد بنية وتماسك المجتمعات وبالأخص المجتمعات العربية.

والجدير بالذكر ان حديثي في هذا المقال عن هذه الظاهرة ليس حكرًا علي المرأة فقط بل انه سيمتد ليشمل المرأة والرجل أيضًا فعند ذكرنا لكلمة عانس يظن الكثيرون ان الحديث عن المرأة فقط ولكن في الحقيقة ان مصطلح عانس يطلق علي الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج بغض النظر عن كونهم إناثا او ذكورًا

يرجع إرتفاع نسبة العنوسة في المجتمعات العربية لعدة أسباب يتصدرها الوضع الاقتصادي والذي يشمل العديد من العوائق علي سبيل المثال غلاء أسعار البيوت‘وتكاليف الزواج والمهور‘بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى ومنها البطالة التي تعوق الشباب من القدرة علي تحمل المسؤوليات‘وسد متطلبات الزواح التي تفوق قدرتهم‘والتفاوت الإجتماعي والثقافي‘والشروط التعجيزية التي تفرضها بعض الأسر علي الزوج‘ضرورة التزام الترتيب بين الفتيات في الزواج‘وضعف الشبكات الاجتماعية الناتجة عن العزلة‘وقلة الانخراط وأسباب اخري خاصة بالفتاه نفسها علي سبيل المثال رغبة بعض الفتيات في الوصول الي اعلي درجات التعليم‘او رغبتها في تأجيل الزواج ‘مما قد يتسبب هذا في تقدم السن بها‘ واخري خاصة بالشاب منها رغبته في السفر من أجل جمع المال اوالدراسة ثم عودته راغبًا في الزواج من فتاه تحمل صفات قياسية تتناسب مع ما شاهده من ثقافة غربية تختلف عن الثقافة التي نشأ عليها في دولته 

ووفقا لبعض الإحصائيات سجلت بعض الدول العربية نسبة عالية في معدل ارتفاع ظاهرة العنوسة‘فكانت أعلى نسبة من نصيب لبنان والتي بلغت 85%‘بينما سجلت الجزائر 75%‘اما سوريا والعراق فبلغت نسبتهم علي الترتيب التالي 70%,75%‘اما تونس 62%والسعودية 50%‘وكانت المغرب ومصر 40%اما اليمن فكانت 30% والبحرين 20%

يؤدى تفاقم انتشار ظاهرة العنوسة الي العديد من السلبيات التي تعصف بالمجتمع حيث يلجأ الكثير من الشباب ممن تقدم بهم السن دون زواج واعاقتهم الظروف بمختلف أنواعها الي العلاقات غير الشرعية او الي الزواج العرفي غير المعترف به سواء دينيًا او غير ذلك ‘بجانب تفشي الأمراض النفسية بين الشباب من اكتئاب وكبت التي من الممكن ان تؤدي إلى الانتحار في بعض الحالات.

ان الحد من انتشار تلك الظاهرة بات أمرًا ضروريًا‘فلابد من تضافر جميع وسائل الإعلام‘لنشر الوعي بين الأسر واقناع الآباء بعدم المغالاه والمبالغة في المهور وتكاليف الزواج الباهظة فكل هذه أشياء لافائدة لها‘بل إنها تعرقل امر الزواج‘وتحثهم أيضًا علي اختيار الزوج الصالح والمناسب لبناتهم دون النظر إلى هذه الأشياء السطحية التي فرضناها نحن علي أنفسنا دون دليل قاطع لطلبها ‘فلايوجد دين او سنة او عرف دعي الي ذلك؛ كما ان للدولة دورا هاما في صد هذه الظاهرة‘وهو ان توفر فرص عمل للشباب وتساعدهم في ايجاد المسكن اللازم للزواج بأسعار مناسبة لقدرتهم ودعمهم المادي والمادي والمعنوي بكل السبل الممكنة.