الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اسلام الغزولي يكتب: تجربة ناجحة

اسلام الغزولي
اسلام الغزولي

إستطاعت سلسة معارض ديارنا التى قامت وزارة التضامن الإجتماعي بتنظيمها، تحقيق عوائد وصل مجموعها قيمتها إلى حوالي 37 مليون جنيه خلال أربع سنوات فقط، هى محصلة 22 معرضا للسلع والمنتجات اليدوية والتراثية، منهم 20 معرضا محليا ومعرضان تم إقامتهما بالخارج.

هذا العام معرض ديارنا كان الأكبر من حيث المساحة وعدد الأسر، فوصل عدد العارضين المشاركين في المعرض إلى حوالي 500 عارض، وأقيم المعرض على مساحة 5 آلاف متر، ولمن لا يعلم فإن معارض ديارنا هدفها الأساسي دعم المصنعين والحرفيين وأعضاء جمعيات الأسر المنتجة، وبالفعل استطاعت وزارة التضامن الاجتماعي أن تحقق تسويق جيد جدا لمنتجات جمعيات الأسر المنتجة وأصحاب الحرف اليدوية والتراثية، وهى مشروعات تحقق نسبة عمالة كثيفة ومنتظمة.

إستطاعت هذه الجمعيات أن تدعم الأسر المشاركة في المعارض تحت مظلة الجمعيات التنموية في أن تحقق انتشار ودخل مناسب، يمكنها من رفع مستوى معيشة هذه الأسر وقدرتها على تلبية احتياجاتها الاساسية، من نفقات.

وبلاشك فإن سلسة معارض ديارنا قد اعادت الرونق الى الحرف التراثية، واستطاعت تحقق بعد ثقافى هام، من خلال تجميع كافة المنتجات والحرف في مكان واحد، ويمكن من خلالها أن تشاهد كم التنوع الثقافي في أجاء جمهورية مصر العربية، وأن ترصد بسهولة تنوع الخامات والعادات والإستخدامات للمعدات والأدوات البسيطة، التى تتنوع بين شبه جزيرة سيناء شمالا وجنوبا والتي تختلف عن ثقافة سكان محافظة مطرح والذين بدورهم يختلفون في فنونهم عن سكان الواحات وسيوة.

سكان المدن المصرية الكبرى بعضهم لا يرى التنوع الذى تتمتع بها الدولة المصرية شمالا وجنوبا شرقا وغربا إلا في مثل هذه المعارض، التى يتفوق فيها المنتج المصرى في أحيان كثيرة على المنتج المستورد، في مثل تلك المعارض يظهر بدائل متنوعة للمنتجات التي نستخدمها يوميا من مكونات من تركيبات في مصانع معامل ضخمة، ولكن ديارنا يقدم دائما البدائل الطبيعة، بعضها يكون أكثر تكلفة من المصنعة ولكن الإقبال على البدائل المطروحة في المعرض يقول أن المواطن المصرى لا يزال لديه شغف كبير لاكتشاف وطنه، ولديه وعى كافى بالمنتجات الطبيعة.

بخلاف ان نجاح معرض ديارنا قد اعاد الرونق الاقتصادي أهمية وجدوى الحرف اليدوية وقدرتها على أن تحقق مكسبا وهامش ربح مناسبا للأسر التى تعمل في هذه المهن، وأن هناك قدرة على أن تستطيع هذه الأسر ان تحقق طفرة من خلال زيادة حجم رأس مال مشروعاتها وزيادة العمالة التي لديها والحصول على مواد خام بكميات اكبر وافضل، نظرا لأن منتجاتهم قد أصبح لها سوق منتظم يؤمن لهم طلب كاف على منتجاتهم، ويحقق لهم تسويق داخلى وخارجى.

تبنى الحكومة لمعرض ديارنا من خلال وزارة التضامن الاجتماعى، هو أحد الأدوار التى يجب ان تقوم بها الدولة في دعم المنتجات المحلية والصناعات اليدوية، ويمثل حلقة أخرى في سلسلة الدعم غير المباشر للأسر التى تعمل فى هذه الحرف، فالأسر تنتج وتحافظ على التراث والفن المصرى الاصيل وتاريخه، وتحقق انتاج والجمعيات الاهلية تدعم هذه الاسر من خلال التدريب وتوفير التمويل، وتقوم الحكومة بالتسويق والترويج، من خلال معرض ديارنا بإطار متكامل يربط جهات المجتمع في عمل مشترك، معارض ديارنا تجربة ناجحة يجب إلقاء الضوء عليها والعمل على تنميتها وإنتشارها لما تقدمه للأسر المصرية من دعم.