الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: عفوًا سيد ماكرون .. هذه مصر

صدى البلد

على جدران المعابد المصرية نُقشت تلك المقولة الخالدة منذ آلاف السنين للحكيم بتاح حتب يقول فيها أن «المرء يفعل ما تعلمه من أبيه.. وليس من الغرباء» .. هكذا نحن المصريون نفعل ما نراه صالحًا لنا وفقا لموروثاتنا وقيمنا الأصيلة التى سبقنا بها العالم بأسره منذ قدم التاريخ .. عفوًا سيد ماكرون فنحن من علمنا العالم الحضارة لا نقبل أن يأتى أحدهم الينا ليعلمنا طريقة الحياه على تلك الأرض ..!!

فى زيارته الأولى لمصر منذ توليه الحكم فى فرنسا وفى اجواء سياسيه شديدة الصعوبه داخل بلاده جاء الرئيس ماكرون للقاهره وفى مخيلته أنه قادر على تخفيف بعض هذا الضغط الذى يعانيه هناك فى بلاده من وقع أعتراضات اصحاب السترات الصفراء على سياساته بل وأستخدامه لكل اشكال القمع لمجابهة اعمال العنف والتخريب التى صاحبت التظاهرات فى بلد كانت وما زالت تتغنى بأنها القبله الأولى لحقوق الانسان والحريات فى العالم .. اراد ماكرون ان يقول لشعبه من القاهره عاصمة الحضاره أن فرنسا ما زالت دوله كبيره لها ثقل عالمى يؤهلها لأن توجه الجميع نحو الأهتمام بقضايا حقوق الأنسان وأن يكون لها رأي فى الشئون الداخليه لأى بلد اخر .

هكذا اردا ماكرون ولكنه نسى أنه هذه المره فى مصر وليس فى أي بلد اخر على الكوكب .. نسى السيد ماكرون انه فى وطن مستقل الأراده ذو سياده كامله لايسمح لأحد مهما كان أن يتدخل فى شئونه الخاصه ونسى ايضًا ان دولته الأستعماريه سابقًا كانت من اسباب تعطيل المشروع المصرى المنطلق بقوه يومًا ما وانه لولا فترات الأستعمار الفرنسى ثم الأنجليزى لمصر لكنا اليوم دوله ذات شأن اخر اقتصاديًا ودوليًا ولكنه نسى ايضًا اننا ما زلنا اصحاب تاريخ بشرى وأنسانى لا يقارن ابدًا مع اى دوله اخرى مهما علا شأنها الآن فالدول لا تقاس فقط بقدراتها الماديه ولكن بعمق جذورها فى التاريخ الانسانى وما قدمته من فكر وحضاره .

اصرار غريب بعض الدول الغربيه على التحدث دائمًا فى هذا الملف الشائك ونسوا أن من أهم حقوق الأنسان أن يحيا على ارضه دون تهديد خارجى من أرهاب او حروب او أستعمار وهذا هو ما فعلته فرنسا ودول الغرب فى معظم بلدان افريقيا منذ اعوام ليست بالبعيده بل وما زال البعض منها متورطًا فيه حتى يومنا هذا ليتركوا تلك البلاد بعد تحررها وقد افقروها وأستباحوا ثرواتها واسقطوا فيها الكثير والكثير من الشهداء وليست الجزائر بلد المليون شهيد ببعيده عن الذاكره سيد ماكرون فأين كانت حقوق الأنسان هناك ..!!

درس عظيم قدمه الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لجميع القادمين إلى ارض مصر مستقبلًا بأن هذا الوطن له خصوصيته ولابد ان يحترم الجميع شئونه الداخليه وان يكون التعاون على نفس القدر والمستوى من الأحترام المتبادل والتشاور فقط حول القضايا المشتركه والأستفاده المتبادله بين البلدان فى المجالات الأقتصاديه والثقافيه وغيرها على اسس التكافؤ وبعيدًا عن أى تدخل فى الشئون الداخليه للبلاد .. هكذا هى مصر اليوم يا سادة حكام العالم فلعلكم تتعلمون الدرس جيدًا ... حفظ الله مصر وطنًا مستقلًا عزيزًا لا يستكين ابدا ... حفظ الله الوطن .