EN 
العمل التطوعي هو النشاط المعتمد على تطبيق مجموعة من المسئوليات التي ينفذها الفرد من تلقاء نفسه دون وجود أي تكليف أو أمر له من أجل تنفيذها، ودون وجود أي إجبار أو دفع قيمة ماليّة مقابل هذا العمل ويعتبر العمل التطوعي هو الوجه الأخر للحضارة والرقي لأي بلد، وذلك عندما يعتقد كل مواطن أنه عليه مسئوليات تجاه وطنه يجب أن يقوم بها من أجل خدمة هذا الوطن دون مقابل أو ربح، سواء كان ذلك في شكل عمل خيري أو عمل توعوي أو خدمي أو حتي نشاط سياسي. وأعتقد أنه من هنا تظهر المعضلة الأساسية في هشاشة منظومة العمل العام المصري.
للأسف أغلب من يتجه للعمل العام يكون هدفه الأساسي هو الحصول علي منفعه شخصيه أو ربح مادي حتي وإن تظاهر بغير ذلك وملأ الدنيا ضجيجا وصراخا أنه لا يسعي إلي منصب أو إلي كرسي. ولذلك أصبح الإشتغال بالعمل العام سواء إجتماعي أو سياسي هو مصدر رزق لمن يتجه إليه. ولذلك انحرفت المنظومة بأكملها عن مفهومها وأهدافها وأيضا مبادئها. فأغلب المناصب التطوعية أصبح لها مقابل مادي ووضع اجتماعي وحصانة يجعل الجميع يلهث وراءها. بل ويدفع كل نفيس وغالي من أجل الوصول إلي هذا المنصب ثم التنازل عن كل القيم والمبادئ من أجل الحفاظ عليه.
وأعتقد أن الشعب المصري بأكمله يعاني من هذا الانحراف الاجتماعي والفساد الأخلاقي حيث فقدت منظمات المجتمع المدني بأشكالها المختلفة سواء جمعيات أو نقابات أو أحزاب هويتها وأصبحت مهنة من ليس له مهنة وطموح من ليس لديه إمكانات في وسط مناخ فاسد ومنظومة رقابيى هشة.
وأعتقد أن أي رئيس دولة يحاول الإصلاح والنهوض بهذا الوطن سوف يعاني من تلك الثقافة المعيبة والفاسدة، فكان الله في عون سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحاول أن يعيد المفاهيم إلي صحيحها والمبادئ إلي أصلها حتي تستقيم الأمور ويعبر بسفينة الوطن إلي بر النجاة. ولا يغير الله من قوم حتي يغيروا ما بأنفسهم
حفظ الله مصر
وحفظ شعبها
