ملامح ملموسة.. أول مجلة للمكفوفين تبحث عن أمل في أروقة الثقافة والتضامن

فقدوا حقهم في البصر، لم يروا النور منذ ولادتهم، سبحوا بخيالهم ليروا الأشياء والأشخاص، كثير منهم حرم من التعليم والقراءة والكتابة بسبب الإعاقة البصرية، وهذا ما دفع الدكتور طارق حلمي الشناوي، رئيس جمعية أمل بكرة للأطفال المكفوفين، صاحب فكرة مجلة "ملامح ملموسة" أول مجلة تصدر في مصر والوطن العربي للأطفال المكفوفين مطبوعة بطريقة برايل، وتقدم في صورتين مختلفتين صورة مجسمة وأخرى ملموسة.

جاءت المجلة لتكون الجسر الذي يعبرون من خلاله لمعرفة الثقافات المختلفة، وأصبحت بمثابة الإلهام لهم الذي يعوضهم عن فقدان البصر والاستمتاع بحقهم في التعليم والتثقيف ليعيشوا حياة الأطفال المبصرين.

في حجرة صغيرة، داخل قاعة 3 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اتخذ "الشناوي" موقعا له للإعلان عن حلمه الذي يسعى لتحقيقه منذ 7 سنوات، بالتحديد عندما بدأ إعداده لرسالة ماجستير عام 2012 بجامعة عين شمس، حيث واجهته صعوبات عدة بسبب ندرة الأبحاث التي تتناول فكرة دراسته، لكنه ظل مثابرا ومتمسكا بحلمه، إلى أن بدأت بوادره تتحقق حينما أسس مؤسسة أمل بكرة في 2015، وحصل على ترقيم دولي للمجلة والإشهار قبل إطلاق المؤسسة، التي أصدرت 4 أعداد فقط، برعاية مصرف أبوظبي الإسلامي .

وعن المجلة، قال "الشناوي": "حصلنا على موافقة من وزارتي الثقافة والتربية والتعليم، بتوزيع المجلة على مدارس المكفوفين مجانا، إضافة إلى إهداء قصور الثقافة 50 نسخة من المجلة وتوزيعها على قصور الثقافة الرئيسية".

وأضاف: "طبعنا 4 أعداد حتى الآن من مجلة ملامح ملموسة، ونحتاج إلى رعاة من أجل تعميم الفكرة وزيادة توزيعها على الأطفال المكفوفين مجانا"، مشيرا إلى أنهم شاركوا في معرض القاهرة الدولى العام الماضي، وتعاونوا مع جريدة الأهرام، ولن نيأس وسنظل نسعى من أجل جلب رعاة لتقديم الدعم اللازم للمجلة وتوزيعها على أكبر عدد من المكفوفين".

وأكد أن الجمعية تواصلت مع وزارتي الثقافة والتضامن، للحصول على دعم وتشجيع للفكرة، موضحا أنهم يعتمدون في الطباعة المكلفة على الاماكن الاقتصادية مثل البنك أو الشركات، وذلك بعدما سعوا إلى توقيع بروتوكول تعاون بين قصور الثقافة والمؤسسة لتوزيعها بالأماكن الرئيسية في شهر سبتمبر الماضي.

أما عن مضمون المجلة، فقد أشار إلى أنها تحتوي على موضوعات مختلفة مسلية للأطفال، قصة أو فزورة مدعومة بصورة ملموسة او بشكل بارز، تنمي عملية اللمس للمكفوفين وتوسع مخيلة الطفل الكفيف، إضافة إلى أنها تحتوي على تعليم الطفل الكفيف الحروف الأبجدية العربية برايل حرف مع صورة ، يتعرف الكفيف على طريقة كتابة الحروف، والتساوي بينه وبين الطفل المبصر، وتعرف الكفيف كيف يكتب الطفل المبصر، غير أنها تساعد الأم في متابعة تعليم طفلها الكفيف، حيث كل حرف مدعم بصورة لتسهيل تعلم القراءة والكتابة.