الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة ممثل فرنسي شهير اعتنق الإسلام بعد حفلة لـ أم كلثوم

صدى البلد

فخامة الصوت وعذوبة الكلمات التي تتراقص أحرفها الفصيحة على أنغام موسيقاها الشجية، كل هذا كان مكملا لسحرها الذي كانت تضفيه على حفلاتها التي جذبت بها الملايين حول العالم.

إن كوكب الشرق التي لمعت في سماء الغناء والطرب المصري الأصيل، أيقونة المسرح التي تحولت من مجرد مطربة تغني إلى تراث مصري أصيل وقيمة ثقافية تؤرخها المتاحف ويتغنى بها الوطن، ربما أطربتنا كثيرا بكل أنواع الأحاسيس المتباينة بين السعادة والحزن والعتاب والفراق والحب والهجر واللقاء، لكن في مكان آخر من العالم أطربت أحدهم إلى الحد الذي اعتنق معه الإسلام بعد حضور حفلاتها.



شاب فرنسي، علم بقدوم "الديفا"، أم كلثوم، كما يطلق عليها الفرنسيون بمعنى معبودة الجماهير، وإحيائها حفل على مسرح الأولمبيا الشهير عام 1967، فضول دفع الفتى العشريني إلى الاستماع إلى تلك المطربة المصرية التي هزت ساحة الغناء حول العالم، لتحيي حفلا وسط الأجانب، وكيف سيفهمها الجمهور، فهي لا تغني بالفرنسية أو الإنجليزية.

ينسدل الستار، لتظهر أم كلثوم بطلتها المعتادة، ممسكة منديلها، تؤم بعلامات لتبدأ الفرقة ألحانها، دقائق من الموسيقى فقط جعلت الجميع في حالة ذهول، ساد الهدوء لثواني، ليكسره صوت فخيم بدأ: "رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا ".



خمسون دقيقة غنتها أم كلثوم لـ"أنت عمري"، ومع انسدال الستار عليها، احمرت أيدي الشاب الفرنسي من حرارة التصفيق، ينظر ضاحكا لأصدقائه المسلمين امتنانا منه لإحضاره للحفل، استراحة صعدت بعدها كوكب الشرق لاستئناف حفلتها لتغني أغنيتها الثانية "الأطلال" وبعدها "بعيد عنك".

يغط النائمون في باريس في سبات عميق، تجاوزت الساعة منتصف الليل إلا أن ساعة الحضور داخل المسرح توقفت في الوقت الذي بدأت فيه أم كلثوم الغناء، ساعات قضاها الشاب الفرنسي داخل المسرح، لم تكن الحفلة الغنائية الأولى التي يحضرها، ولكنها كانت متميزة عن غيرها، متفردة عن مثيلاتها، بل ليس لها مثيل من الأساس، لم تمر تلك الحفلة عليه مرور الكرام. 

وبعد مرور سنوات، اهتزت شوارع باريس لمفاجأة من العيار الثقيل، ليخرج الممثل جيرار ديبارديو بإعلانه اعتناقه الإسلام، في كتابه "البريء" الذي قام بتأليفه، ويؤكد أن أم كلثوم هي السبب الذي دفعه إلى التعمق في الدين الإسلامي وقراءة كتب الفلسفة والقرآن.



علقت كوكب الشرق في ذهن جيرار ديبارديو بعد حفلته التي حضرها، وكيف شاهد جمهورا من اليهود داخل الحفل، لم يأبهوا للعداوة بين البلدين، ولكن فقط أحبوا الطرب الذي تقدمه أم كلثوم، شغفه بها دفعه إلى القراءة والتمحيص حول شخصية تلك السيدة التي أبهرته بغنائها وسحرته بشخصيتها وصوتها، فأخذ يقرأ الفلسفة تارة والقرآن مرة أخرى، قرأ عن الصلاة والوضوء حتى أعلن إسلامه، وأصبح يذهب للمسجد للصلاة، و واظب على الخمسة فروض في جامع باريس الأكبر.

وكشف جيرار ديبارديو، في مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية، بمناسبة العرض الأول لفيلمه الجديد "طواف فرنسا" الذي يسلط الضوء على الاختلاف والأحكام المسبقة والأخوة.



وقال ديبارديو، الذي يحمل الجنسية الروسية الآن، إنه يعرف الاختلاف والأحكام المسبقة جيدا، لأنه نشأ في حي قريب من الأحياء التي كان يعيش فيها جزائريون مع شباب فرنسيين عادوا مصدومين من حرب الجزائر بسبب أوامر مسؤوليهم.

عاش جيرار ديبارديو، ذو السبعين عاما، حياة زخرت بالأعمال التي تركها بصمة في السينما العالمية، حيث حصل على جائزة جولدن جلوب لأحسن ممثل عن دوره في البطاقة الخضراء (Green Card) ، ورُشّح لجائزة الأوسكار عن دوره الرئيسي في فيلم سيرانو دو بيرجيراك (Cyrano de Bergerac).