الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العدد الأخير ينهي الطريق.. الصحافة الورقية بين مطرقة الأزمات المالية وسندان ثورة الاتصالات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

على مدار 20 عامًا كانت جريدة المستقبل اللبنانية، لسان حال تيار المستقبل، والذي يتزعمه رئيس الوزراء اللبناني، يقرأها القارئ ويلمسها بيديه ويتصفحها بأنامله، حتى باتت اليوم، كأن لم تكن، بعد توقف إصدارها.

الصحيفة التي أصدرت عددها الأول 14 يونيو 1999، لم تعد اليوم بين يدي القراء، واكتفت بالإصدار من خلال منصة رقمية بالكامل على شبكة الإنترنت، لتلحق بغيرها من الصحف اللبنانية التي أوقفت طبعاتها الورقية لتكتفي الإصدار الرقمي، أمثال، السفير اللبنانية، وجريدة الأنوار، بعدما عانت تلك الإصدارات من الأزمات المالية.


لم تكن صحيفة المستقبل اللبنانية الصحيفة الأولى التي توقف نسختها الورقية، لتقتصر على الإصدار الرقمي، حتى سبقها صحيفة السفير، وجميع إصدارات دار الصياد اللبنانية بما فيها جريدة الأنوار، بعد أن أوقفت صحيفة الإندبندنت البريطانية نسختها الورقية، والتي أنهت مسيرتها بجملة لازالت عالقة في الأذهان: «اليوم توقفت المطابع، وجفَ الحبر وقريبا لن يصدر الورق حفيفا».

أزمات الصحافة المطبوعة

على مدار عقود من الزمان كانت الصحف هى أداة التنوير في المجتمعات، وأسرع وسيلة للحقيقة، حتى ظهور الراديو والتلفزيون ومن بعده القنوات الفضائية التي دخلت المنافسة، وتحولت إلى وسائل أسرع من الصحف، ومن ثم ظهور الإنترنت وانتشار المواقع الإخبارية، التي سببت العديد من المشكلات للصحافة الورقية وأثرت على نسب توزيعها.


أبرز الأزمات التي واجهت الصحافة على مدار السنوات الأخيرة كانت الأزمات المالية، والتي تسببت في العديد من المشكلات للمؤسسات الصحفية والصحفيين، نتيجة ضعف الإعلانات بعد توجه غالبية المعلنين إلى الإعلان من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية والإعلانية، وغيرها من انخفاض نسب بيع وتوزيع الصحف.


الخسائر والأزمات الكبيرة التي واجهت الصحافة الورقية في الآونة الأخيرة، جعلت العديد من المتخصصين يتكهن بأنها سوف تنقرض أو على أقل تقدير سوف تفقد قيمتها في المستقبل، وبنسب وأطر زمنية متفاوتة، حتى أن تلك الظاهرة ستشهد تنامي كبير في اختفاء الصحف الورقية في العالم خلال عام 2019 وخاصة في بريطانيا والنرويج، وبعض البلدان العربية.

ثورة الاتصالات

ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ألقت بظلالها على الصحافة، وأجبرت العديد من قراء الصحف التخلي عنها، والاعتماد على الصحافة الإلكترونية بصورة رئيسية، لتصبح مصدر رئيسي للمعلومات لدى كثير من القراء، في محاولة من الصحافة الإلكترونية لتحل محل الصحافة الورقية والمطبوعة.