الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سيبويه على منصة القضاء.. ما لم تعرفه عن المستشار صاحب إحالة طبيب كفر الشيخ للمفتي

سيبويه على منصة القضاء
سيبويه على منصة القضاء

كلمة بليغة فصيحة بلغة عربية سديدة مُدتها لم تزد على دقيقتين، تلك التي بدأ بها المستشار بهاء المري، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، ثاني جلسات محاكمة الطبيب المتهم بقتل زوجته وأطفاله، قبل أن ينطق بقرار المحكمة بإرسال أوراق القضية لفضيلة المفتي لأخذ رأيه الشرعي حول إصدار حكم بالإعدام.

استهل القاضي البليغ الفصيح الجلسة، موجهًا حديثًا للمتهم، قائلًا: "يا أحمد، لقد جِئْتَ شيئًا إدَّا، عَصَفْتَ بالإنسانيةِ في أعزِّ مُقدَّساتها، واغْتلتَ الموَدَّةَ والرَّحمةَ غدرَا، فلا فضْلَ بَينَكَ وبين زوجِكَ تَذَكَّرتْ، ولا الرَّحمةُ التي تتراحمُ بها الخلائقُ؛ حتى الدَّوابْ، عرَفَتْ طريقَها إليكْ، ثم قَسَى قلبُكَ من بعدِ ذلك، فقتَلْتَ نفسًا، ثم ثانيةً، ثم ثالثةً، ثم رابعةً؛ في آنٍ واحدٍ في مكان واحدْ".

وواصل حديثه قائلًا: "ومن هُم؟ زوجُكَ، وأبناؤكَ، إنَّ الدَّابةَ ترفعُ حافرَها عن صغيرها خَشْيةَ أنْ تُصيبَه، ولكنكَ رَفعْتَ عليهم السِّكين، فكانت هي أرْحَمْ، إن المحكمةَ وهي بصددِ المداولةْ، لم تَجدْ مِن سبيلٍ للرَّأفة، ولا مُتَّسعًا للرحمة، فكان اتفاق آراء أعضائها على وجوب القصاص".

وتداول العديد من المحامين ورجال اللغة العربية والأدباء والمثقفين تلك الكلمات التي أبهرت الجميع لقوة العبارات وجمال انتقاء ألفاظها، وتضمنها بعض الاستشهادات القرآنية فيما يُعرف في علوم البلاغة بالتناص القرآني، واقتباس بعض آيات القرآن الكريم في كلمته، فكان انبهار من سمع تلك الكلمات الموجزة والمؤثرة كبيرا، نظرًا لبلاغة القاضي وتمتعه بإجادة اللغة العربية الفصحى وضلاعته بها، كأن سيبويه يجلس على منصة القضاء.

وفي هذه السطور، نتطرق بالحديث إلى القاضي الجليل المستشار بهاء الدين محمد المري، رئيس محكمة جنايات كفر الشيخ، والذي تخرج في كلية الحقوق، وعمل وكيلًا للنائب العام في أرياف مصر، في منتصف الثمانينيات، ثم قاضيًا بمحكمة الإسكندرية الابتدائية، ثم رئيسًا لنيابة كفر الشيخ الكلية، ثم مستشارًا، فرئيسًا في محاكم جنايات بني سويف وطنطا والعريش والإسكندرية والإسكندرية الاقتصادية وكفر الشيخ.

عمل المستشار بهاء المري، محاضرًا بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، كونه يُعد من الفقهاء القانونيين، حيث صدر له 14 مؤلفًا قانونيًا، و5 كتب أدبية، استطاع من خلالها الحصول على عضوية اتحاد كتاب مصر، عن جدارة واستحقاق، ويشارك بـ 3 مؤلفات أدبية في معرض الكتاب بالقاهرة في دورته الـ 50 هذا العام.

وصدر للمري 15 مؤلفًا قانونيًا، هي "أحكام المنشآت الفندقية والسياحية وأهم العقود والأنشطة المتعلقة بها، وأهم الجرائم الاقتصادية، وجرائم المحمول والإنترنت، وإجراءات المحاكمة الجنائية وإدارة الجلسات، وجرائم النشر الصحفي والإلكتروني، وتقارير الخبراء في المواد المدنية والجنائية، وجرائم الإرهاب، وجرائم التجمهر والتظاهر".

وصدر له - أيضًا - مؤلفات قانونية قيمة، تزخر بها المكتبة العربية، منها، المشكلات العملية في قضايا المخدرات، وجرائم العدوان على المال العام، وشرح قانون مكافحة جرائم الإنترنت الجديد، وجرائم الرشوة، وهكذا ترافع العظماء "أدب المرافعات دفاعًا واتهامًا" (مجلدين)، والدفاع والدفوع في القضايا المدنية (4 مجلدات).

كما صدرت له كتب أدبية متميزة، منها يوميات وكيل نيابة (مجموعة قصصية)، ويوميات قاضٍ (مجموعة قصصية)، والحب بعد المداولة (سرد شاعري)، وفيض الخاطر، (سرد شاعري)، برجولا (مجموعة قصصية)، وحكايات قضائية "صور من حياة الأرياف، ويشارك في العديد من الندوات الثقافية والإبداعية بالإسكندرية وفي جميع المحافل الأدبية والثقافية.