الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم عطيان يكتب : ليلةٌ ممطرة 2

صدى البلد

كثيرًا ما نتحدث عن الحرية في كل وقت وفي أي مكان، الكل سواء في الحديث بينما الواقع غير ذلك، فكثيرًا ما قرأنا وسمعنا عن هذه القيمة العظيمة، وأهميتها على النفس البشرية، فحرية الاختيار تجلب للشخص كثيرًا من السعادة والشعور بالرضا، وبسعادة الفرد تتحقق سعادة الجماعة؛ ولكن لا بدّ من التنبيه والتّأكيد على أنّ حريّتك الشخصيّة تنتهي بمجرّد أن تبدأ حرية الآخرين، حيث نصت جميع الشرائع السماوية على ضرورة توفير هذا الحق لجميع الناس، فالإنسان يولد حرًا ويجب أن يعيش حرًا.

ولكن ما نراه على أرض الواقع هو في الحقيقة مغاير تمامًا لما نتشدق به، فأنت تريد الحرية وتتحدث عنها بينما تختار لطفلك وقت اللعب، وقت النوم ، ربما نرى هذا مقبولًا بعض الشيء، ولكن ماذا عن ابنك الشاب؟ الذي تختار له المجال الدراسي على سبيل المثال وربما أحيانًا تدفعه لقبول ما لا يرضى وترك ما يحب ويفضل، والأمثلة من حولنا كثيرة ولن تجد العناء في البحث عنها. 

ومن خلال النّظر إلى ما نعيشه الآن نجد أن الدّول التي تتبني فكرة الحرية هي في حقيقة الأمر من يخرق القوانين ويسلب هذا الحق من العديد من الدّول والبشريّة جمعاء؛ فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال وضعت للحرية تمثالًا ، بينما ما تنتهجه من سياسات لا يدل على ذلك. 

وهناك الكثير والكثير ....
وأخيرًا لا نملك سوى أن نسلط الضوء على هذه القضية الهامة، عسى أن تكون نواة طيبة للإصلاح من أفكارنا وترك مساحة كافية للحرية التي لا تضر بالغير. هذا ما أردت أن أشير إليه قبل أن أترككم مع روايتي هذه
سائلًا المولى عز وجل التوفيق والسداد وأن تكون استكمالًا لمسلسل من الأفكار التي تبني ولا تهدم.

[ إنها ليلة ممطرة ]

ليلة ممطرة يغيب فيها القمر في منطقة يسودها الهدوء والسكينة
ما من شيء يتحرك بالشارع سوى الأشجار، تحركها الرياح العاتية وحبات المطر المتساقط
على الأرض من السماء المعتمة كأعماق المحيطات
السماء ثائرة كبركان غاضب
رعد، وبرق، وأصوات الرياح التي تمر بين أغصان الأشجار كل هذا يحدث ضجة عارمة في قلب الليل
النوافذ مغلقة ... شرفات المنازل مظلمة.. المكان أشبه بمدينة الأشباح
الأمطار تهطل بغزارة والشارع خال من المارة..
أضواء البرق الممتزجة بماء المطر كالنار في ظلمة الليل وغياب القمر
كل هذا يحدث صخبًا شديدًا وأجواء مخيفة.
ثورة الطبيعة والأجواء المخيفة في هذا الوقت لم تمنع شابا في العقد الثالث من عمره من الخروج إلى الشارع وعبور الطريق مسرعًا وكأنه يهرب من تساقط الأمطار ولكن إلى أين!!
فهذه المنطقة الهادئة لا يوجد بها مكان يحتمي به الشاب من المطر الغزير، وبينما هو قارعة الطريق
إذا بضوء يظهر من بعيد وسط الأمطار يشق الظلام كي يقترب من هذا الشاب
الضوء يقترب بسرعة هائلة كأنه البرق. إنه الموت
يتجسد في شكل سيارة مسرعة تخطف روح هذا الشاب العابر
تصدمه السيارة المسرعة فيقع قتيلًا في الحال..
ثم تفر السيارة هاربة وسط الظلام تاركة خلفها جثة غارقة في بحر من الدماء الممتزجة بمياه الأمطار
تنتقل الشرطة إلى مكان الحادث بعد تلقيها بلاغًا من مجهول يُعتقد أن يكون هو صاحب السيارة!!
ظنًا منه أن الضحية ما زال على قيد الحياة.