الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم رضوان يكتب : المسئول والمسئولية .. !

صدى البلد

مدينة الإسكندرية، العاصمة الثانية ، وحاضرة العالم في العصر القديم ، تتعثر ، تتخبط منذ رحيل الرجل المهذب عبد السلام المحجوب، والذي حاز لقب - المحبوب - ، ونهضت المحافظة في عهده نهضة كبرى ، وترك مشاريع عملاقة ، نتذكرها جميعا حتى اللحظة ، ثم تمت إقالته بأوامر من الهانم سوزان مبارك لأنه تجرأ ورفض أمرا لها ..

مر على إقالة عبد السلام المحجوب أكثر من 10 سنوات ، ومنذ ذاك الحين والمدينة تتخبط ، حتى استبشرنا خيرا أخيرا ، بالمحافظ الحالي عبد العزيز قنصوة ، قلنا عليه أنه رجل نزيه ، ونظيف اليد ، ومحترم ، وسكندري الهوى والهوية ، ولكن هل تكفي هكذا مقومات لكي تنهض الإسكندرية من جديد ، في ظل رئيس يسارع الزمن لينهض بالوطن عامة .. ؟

شاركت ـ للأسف الشديد ـ في مؤتمر صحفي قبل أيام عقده السيد قنصوة في مقر المحافظة، ولن أتحدث هنا عن زملاء المهنة ومستوى الأسئلة، ولكني أتحدث عن إجابات السيد المحافظ، عن مشاريع ربما ستحدث على أرض الواقع أو لا ، مشاريع تنقل الإسكندرية الي عصرها الذهبي عندما كانت حاضرة العالم القديم، ولكن كيف .. ؟ كيف يحدث هذا ومشكلة المياه في المدينة تنخر بطون الناس منذ شهر تقريبا، كلما فتحنا مياه الصنابير شممنا الروائح الكريهة ، كل هذا والسيد مدير شركة المياه ويدعى ـ أحمد جابر ـ مختف عن الانظار، لا يرد على هواتف الصحفيين، ولا يصدر حتى بيانا بالوضع ، ومما زاد الطين بلة ، والقش ولعة ، أن السيد قنصوة قال إنه لا يستطيع إقالته لأنه لا يتبعه .. !

هل رأيتم يا سادة .. محافظ الثغر ، وحاكم المدينة ، لا يستطيع إقالة رئيس شركة المياه، وعلى الناس أن تشرب الطين حتى حين ، في الوقت الذي يتحدث فيه عن مشاريع حضارية عالمية ستحدث مستقبلا ، أليست صحة الناس أولى يا سيادة المحافظ ، وكيف تكون بهذا – الارتعاش - ، في وقت يجب ان تكون فيه قويا ، وتظهر فيه هيبة الدولة ..؟

على صعيد آخر ، يجب الإشادة برئيس شركة الكهرباء المهندس مدحت فودة ، فهو مثال للمسئول الذي يتحمل المسئولية ، لدية حس كبير للتواصل مع الناس ، يرد على الهاتف ، يستجيب للشكاوى ، ينظر ، يبحث ، يتابع بنفسه كل كبيرة وصغيرة ، نوعية هذا المسئول هي التي نحتاجها ، لأنها بدأت من القاع حتى القمة ، وتعي مسئولياتها تجاه الوطن والمواطن ..

ما يزيد همنا في المدينة الحزينة ، حالة الطرق ، وكم الحفر والنقر التي أفسدت سياراتنا ، وقلبت حياتنا رأسا على عقب ، وجعلتنا نلعن ونسب كل المسئولين ، صحيح أن السيد المحافظ أقال المهندس المسئول عن الطرق بسبب تلاعبه و- استهباله - ، وجاء شاب يتقد حيوية ونشاطا هو المهندس عادل بدير ، إلا أنه للأسف أخبرني بكم العراقيل التي توضع أمامه بعدما اكتشف كم الفساد في هذه الإدارة الحيوية ، ومنها ما تفعله زوجة المهندس المقال لأنها تشغل منصبا حيويا في أحد الأحياء ..هل رأيتم كيف تدار الامور .. !

كم أشفق على محافظ الإسكندرية عبد العزيز قنصوة ، خاصة وأنه يعمل بمفرده ، ونائبه صغير في السن من خارج المدينة لا يعي شيئا ، ولكني أطالبه بأن يكون أكثر ـ حزما وعزما - ولا أقول عدوانية .. بغير هذا ستظل المدينة تعاني وتئن حتى إشعار آخر ..

ولنا عودة ..