الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نورهان البطريق تكتب : خليها تعنس‎

صدى البلد



واحدة من الحملات التى اجتاحت السوشيال ميديا خلال الفترة الأخيرة، حيث أحدثت ضجة علي صفحات الفسيوك ،ونالت قسط كبير من الاهتمام لما لها من دعوة مثيرة للجدل ،دفعت المستخدمون ليس لمتابعتها بشغف، بل المشاركة بها أيضا ،والانخراط في أحداثها وآخر تطوراتها.
هي حملات شنت بهدف مقاطعة الزواج نظرا للمغالاة التى أصبحنا نشهدها في الوقت الحالي، كما أنها حملت اسم "خليها تعنس ".وهو الاسم الذي اثار استياء الفتيات، وغضب أهاليهن كذلك.الامر الذي أدي بهن لشن حملة مضادة تحمل اسم "خليك جنب أمك " ردا على صاحب الحملة ،فضلًا عن أنه نال قدر ليس بيسير من التهكم والسخرية، رمي بين مظهره و هيئته وبين دعوته لمقاطعة الزواج. ومازال الصراع مستمرًا بين الشباب والشابات، فما من أحد ابتدع منشورا يسيء لمعشر البنات إلا و رد عليه الفريق الآخر بمنشور أعنف و أشرس. كل منهما يدعي عدم الرغبة في الآخر ،ورغم ذلك نشاهد صور لإعلان خطبة أو صور لحفل زفاف، والمفارقة أن الأغلبية العظمي ممن يعتنقون مذهب المقاطعة ،ويدافعون بشدة عن شعار حملاتهم سواء كان "خليها تعنس "أو "خليك جنب امك "
لا أجد تفسيرا لهذه الحملات سوي أنها شنت من أجل التسلية ولسد فجوة الفراغ .ولكن سواء كان الضحك من وراء هذه الحملات عن عمد أو عن دون قصد، فإنه قد أساء لكلا الجنسين علي حد سواء، و أحط من قدرهما دون أن يلتفت أحد إلي هذا الأمر. فالرجل المصري يتسم بالرجولة والنخوة، فكيف له أن يطلق علي بنت بلده كلمات بالتأكيد لايمكن ان يقبلها علي أخته ؟!وكيف ننزلق لمستوي "تصدي"،"تعنس، وهو الشخص المنوط به لتعزيز الفتاة و حفظ كرامتها وماء وجهها.
وعلي الجانب الآخر كيف يمكن للبنت المصرية التى تربت علي أن الرجل سند سواء كان متماثلا في الأب أو الأخ ،أن تذم فيه ليست بالعزوبية ،إنما ببقاءه بجانب امه، وكأنها سبة أن يبقي مع والدته التى تعد السبب في وجود هذا الشاب بعد مشيئة الله ، وأنها صاحبة الفضل الوحيدة فى أن يكون ذا خلق و ذات مكانة عظيمة. فهل يمكن أن نأخذ سيرتها بعد المشوار الكبير الذي قطعته في تربية ابنها علي سبيل الاستهزاء به والتقليل من شأنه؟ !
كان من الأفضل أن نستغل هذا الانتشار الواسع في نصابه الصحيح، بمعنى أن نستغل تلك المبادرات في المناداة بالحد من المغالاة، والدعوة إلي تيسير أمور الزواج، ولكن كعادة السوشيال ميديا أخذت الجانب السلبي للموضوع ،ولم تلتفت إلي جانبها الإيجابي لضغط علي المجتمع لتغيير فكره،والقضاء علي أعرافهم العقيمة والتخلص من عاداتهم وتقاليدهم التى أصبحت لاتناسب فكر هذا الجيل و لن تتمكن من مواكبة عصره
ليتنا نطبق شرع الله وننفذ أحكام رسول الله "صل الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"،" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ".حينها فقط لن نكون بحاجة إلي حملات ، و لن نلجأ إلي دعوات، لأننا سنعي جيدا أن عقد الزواج له قديسته ومكانته،وأن الميثاق الغليظ لايجوز أن نتدنى به إلي تلك السخافات والتفاهات، إنما خلق الزواج من أجل استمرار النسل وتعمير الأرض، وعلينا أن نرسخ ذلك الفكر في عقول أبنائنا وبناتنا حتى يدركوا أن الزواج أنبل من أن يتم التلاعب به علي صفحات السوشيال ميديا.