إنذار الطاعة سوط الرجال فى مواجهة النساء.. حقوقيون: نعيش فى مجتمع ذكورى وإلغاؤه يرفع الإهانة عن المرأة

نعيش فى مجتمع ذكورى يميل لرجل يقهر زوجته

الطاعة تعنى الإنقياد وإنذار الطاعة يلجأ اليه الزوج إذا غادرت الزوجة مسكن الزوجية، وامتنعت عن طاعته بإنذارها على يد محضر ويدعوها للعودة إلى طاعته ومسكن الزوجية ويكلفها الزوج بالعودة خلال 30 يوما، ويحق لها الإعتراض فى هذه الفترة ، وفى كثير من الأحيان لا تعلم الزوجة بالإنذار نتيجة مؤامرات الزوج أو كتابة عنوان غير صحيح فى الدعوى ، وبالتالى تصبح الزوجة ناشز وهذا يسقط حقها فى النفقة الزوجية المقررة لها ،وظل إنذار الطاعة شوكة فى ظهر النساء لسنوات فالرجال جعلوه السوط الذى يجلدون به زوجاتهن التى تقرر الإبتعاد لإذلالها وإهانتها وإجبارها على العودة للمنزل أو حرمانها من نفقتها فى حالة الطلاق، لذلك عندما قدم المجلس القومى للمراة مشروع قانون الأسرة الجديد حرص على إلغاء إنذار الطاعة .

وعن هذا الأمر قالت هدى بدران رئيسة الاتحاد النوعي لنساء مصر، أن إلغاء إنذار الطاعة فى قانون الأحوال الشخصية الجديد فى صالح المرأة، ولا توجد علاقة بين الزوجين تبنى على الطاعة، فالزواج يبنى على الود والتفاهم والتسامح والمعاملة الطيبة بين الزوجين.

وأضافت هدى بدران لـ صدى البلد أن فلسفة القانون يجب أن تبنى على روح القانون، وفى القانون الحالى العلاقة الزوجية قائمة على ان إنفاق الزوج يكون مقابل وطاعة الزوجة، ولذلك وجب التغيير.

وفى نفس السياق قال رضا الدنبوقى، المحامى مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية إن المطالبات بإلغاء انذار الطاعة لأن الزوج دائمًا ما يستخدم الحيل حتى يسقط حق الزوجة فى النفقة وتعتبر ناشزا قانونًا.

وأضاف" الدنبوقى" لـ صدى البلد أن انذار الطاعة الغرض منه إضاعة حقوق الزوجة، ويمكن الاعتراض عليه خلال 30 يوما لكن أحيانًا يتواطأ الزوج مع المعلنين ، لذلك إلغاء هذه المادة فى صالح الأسرة المصرية.

من جانبها قالت المستشارة منال غانم، المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء المحارب، المنسق العام المساعد لشئون المرأة والأسرة في جبهة "شارك-مصر أهم" أن إنذار الطاعة يستخدمه الأزواج لقهر الزوجات.

وأضافت منال غانم لـ صدى البلد أننا فى مجتمع ذكورى يميل للرجل الذى يقهر زوجته، والقضاء المصرى موجود فإذا كانت المرأة مذنبة فى أى شئ تجاه الرجل هناك أحكام المحكمة التى تكون تقديرية للقاضى، لذا أؤيد بشدة إلغاء إنذار الطاعة المهين للمرأة.

كان مشروع قانون الأسرة الذي أعده المجلس القومى للمرأة ، حرص فيه على الحفاظ على مبادئ ثابتة تتمثل فى أنه قانون يحمي الأسرة واستمرارها، ويعظم فرص زيادة الترابط الأسري، ويحمى حقوق المرأة ويضمن حصولها عليها، بالإضافة إلى مراعاته المصلحة الفضلى للطفل لذلك قاموا بإلغاء مسألة إنذار الطاعة كآلية إجرائية لإثبات نشوز الزوجة، وصولًا لوقف نفقتها وجعل إخلال الزوجة بواجب الإقامة المشتركة مُرتبًا لحق الزوج فى إقامة دعواه مباشرة بوقف نفقة الزوجية، دون حاجة للإجراءات القضائية المطولة المتبعة حاليًا.