الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان ولعبة الأمريكان


المتابع للسياسة الامريكية يجدها تنتهج نهجا تتميز به منذ سيطرتها على مجريات الاحداث فى العالم بصفة عامة ومنطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة ، وهى سياسة الاذناب فى كل مكان وموقع لهم فيه مأرب وغرض . وعلى هذا النهج تمضى واشنطن وتتمدد اذرعها فى منطقتنا المأسوف عليها ؛ ولا تنسى واشنطن بالطبع ان يكون اذنابها محبين لابنتها الشرعية اسرائيل وان لم يحبوها فليكونوا راضين مقتنعين بوجودها وبكيانها المفروض فرضا على الابناء الاصليين للبقعة المباركة وماحولها .

الولايات المتحدة عندما تنتقى احد الاذناب تدرك ماذا يريد وماذا يمكنه ان يعطى اختيارا واجبارا ، بل انها تكون على يقين من كونه سيعطى الجزية عن يد وهو صاغرا . ومن هذا المنطلق اختارت الرئيس التركى رجب طيب اردوغان واعدته والبسته الثوب المناسب لهذه المرحلة ومابعدها ، فاردوغان رحل تحركه مطامع شخصية ممزوجة بتطلع وطنى فهو يريد ان يجدد حلم الدولة العثمانية ويعيش على امل ان يصبح خليفة عثمانى يسجد له من حوله وهم له مسبحون والعياذ بالله ، ليس هذا فقط بل ان اردوجان رأت فيه واشنطن انه تاجر شاطر يجيد عرض تجارته واسعارها وطرق شحنها وتوصيلها الى اى مكان مادام الشارى مستعدا وجاهزا بامواله ومغرياته، وعلى هذا الاساس قس مافعله اردوجان وانقرة فى قضية خاشقجى وايضا فى ازمة السفينة التركية مرمرة، والان ومنذ وقت ليس بالبعيد وسياسة خد وهات بين اردوجان والتاجر الاكبر ترامب فى سوريا وتبادل اوراق المصالح واللعب فى اطار شيلنى واشيلك .

اردوغان ورقة رابحة تلعب بها واشنطن وتستغلها لضرب اشخاص ومصالح فى منطقة الشرق الاوسط التى لن تتركها امريكا ولا الغرب فى حالها ابدا لما تمثله من اهمية على كافة الاصعدة والاتجاهات ناهيك عن كون اسرائيل فى هذه المنطقة وتحقيق امنها وامانها مهمة امريكوأنجولية منذ البدايات وحتى يغير الله خلقه . 

اردوغان من ناحيته يعلم انه بوكر المنطقة نظرا لموقع بلاده واهميتها استراتيجيا وتاريخيا وايضا يدرك تمام الادراك ان الغرب يعمل لبلاده حسبان ومكان لان انقرة هى عنق زحاجة الغرب التى من خلالها يعبر كل من سولت له نفسه دمارا وخرابا لاوربا بثمن وبغير ثمن ، وبمآرب تبدأ بحقد موروث ، او ثأر ، او وازع دينى . 

حقيقة العلاقة بين انقرة وواشنطن هى النافع والمستنفع او من يعطى ومن يأخذ وكلاهما يمصان دم منتطقتنا ويتلاعبان بها لما يخدم اجندتهما ومصالحهما بغض النظر عن الوسيلة والطريقة وان تأكد الهدف وهو خراب مالطة اقصد الشرق الاوسط .. اردوجان ادى المطلوب منه على اكمل وجه وان لم يأخذ ماسعى اليه كاملا مكملا ولكنه لن ينفض يده من الملعب الانجلو امريكى فى منطقتنا ولن تتخلى عنه الاخيرة مادامت المصالح متبادلة واللعب متواصل للحصول على اكبر قدر من المكاسب والمناصب . للحديث بقية عن بقية الاذناب الامريكية فى منطقتنا ذات الطلعة البهية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط