الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فريق روبوتيك هندسة الإسكندرية: ابتكرنا غواصة آلية للمنافسة في مسابقة للبحرية الأمريكية.. عازمون على تطوير منتج محلي لهذا النوع من الغواصات.. وادخرنا للإنفاق على المشروع.. ونطمح في الفوز المشرف ..فيديو

فريق روبوتيك هندسة
فريق روبوتيك هندسة الإسكندرية: ابتكرنا غواصة آلية للمنافسة

* الغواصة تنجز مهام لا يستطيع البشر تنفيذها فعليًا
* تكلفتها لم تزِد على ألف دولار والفرق الأخرى تكلفها 20 ألف دولار
* راعينا الابتكار والعبقرية في كل شيء يخص الغواصة من الألف إلى الياء
* لدينا جروب على "فيسبوك" لتبادل الخبرات ومناقشة الاجتهادات الشخصية ووسائل التدريب

قصة كفاح وعبقرية وابتكار.. رصدتها كاميرا "صدى البلد"، نموذج مشرف يحتذى به من داخل جامعة الإسكندرية، وتحديدًا كلية الهندسة.. فريق يعمل ليل نهار لإنجاز حلمهم بالحصول على مركز متقدم في مسابقات معنية بتقييم مثل هذا النوع من الأبحاث والمنتجات التي تؤدي مهام يصعب على البشر القيام بها خاصة في أعماق البحار والمحيطات الغنية بالثروات، والتي يمر بها كابلات بحرية تنقل لنا الاتصالات والإنترنت وكذلك أنابيب النفط والغاز، بل إن بعضها يستخدم لإنجاز مهمات عسكرية تتعلق بوقف الإرهاب والقرصنة وتأمين البلاد.

فريق روبوتيك، فريق من الطلاب في كلية الهندسة والمدارس الثانوية بمحافظة الإسكندرية يواصلون العمل للتأكيد على أنه لا يوجد مستحيل ولن تقف الظروف ولا الصعاب في سبيل تحقيق أحلامهم.

ويأتي حوار "صدى البلد"، مع الفريق الشاب والذي يوجد فيه طالبات عبقريات يثبتن أن مصر تتمتع بعبقرية على جميع المستويات ولا يبقى لنا إلا تنظيم البحث العلمي ورعاية النوابغ، يأتي الحوار بعد أيام من إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي قانونًا بإنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ تكون له شخصية اعتبارية عامة، ويتبع الوزير المختص بالبحث العلمى، ومقره الرئيسى محافظة القاهرة.

ويهدف الصندوق إلى دعم وتمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين، ودعم وتمويل مشروعات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإيجاد آليات جديدة لتمويلها من خلال تشجيع الأفراد والقطاع الخاص والأهلي على القيام بذلك.

ويناشد "صدى البلد"، الجميع دعم وتمويل ورعاية الباحثين والمبتكرين أمثال فريق روبوتيك، وإلى احتضان أفكارهم البحثية أو الابتكارية والعمل على تطويرها، بما يسهم في تحويل أفكارهم المبتكرة لمنتجات قابلة للتسويق بصورة تنافسية والمساعدة في خلق فرص تسويقية لها وإلى نص الحوار:

* ما الهدف من إنشاء الفريق المعني بإنتاج غواصة آلية؟

هدفنا والتحدي الأساسي لنا كان أن نطبق ما درسناه بالكلية نظريا، على أرض الواقع بصبغة عملية، وشكلنا خلية نحل تعمل على مدار الـ 24 ساعة لإخراج منتجنا النهائي إلى النور وهو عبارة عن غواصة آلية يتم التحكم فيها عن طريق كابل وتنجز مهام لا يستطيع البشر القيام بها خاصة في البيئات الخطرة التي من الصعب ان يتواجد فيها الإنسان.

ويمكن لهذه الغواصة أن تقوم باستبدال مواسير والأنابيب تحت المياه ويمكن تحريكها للأمام و للخلف ولأعلى ولأسفل – ولديها أذرع يمكن تطويعها لأي غرض بحيث تمكن المتحكم في الغواصة من أن ينجز أهدافه تحت المياه ويمكننا التطوير في التصميم بحسب احتياجات السوق.

* كم عدد أفراد الفريق؟

27 طالبًا من كليات الهندسة ومن المدارس الثانوية بالإسكندرية، حيث هناك نوعين من الطلاب يشاركون بالفريق منهم فريق إكس إكسبلوررز من كلية الهندسة وفريق رينجيرز من المدارس الثانوية ود. إسلام عبد المقصود المشرف على المشروع بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم الرياضيات والفيزياء

*ما اسم الغواصة؟

سميناها غواصة ميجلادون على مسمى سمكة قرش منقرضة حيث لا يوجد لها مثيل من الكائنات البحرية وحتى تكون متناسقة ومتأقلمة مع الحياة في الأعماق- وهي من نوع المركبات التي يتم التحكم فيها عن بعد ROV: REMOTE OPERATED VEHICLES وويتم التحكم فيها عن طريق ذراع التحكم سواء للكشف عن حطام السفن والطائرات تحت المياه أو إصلاح الأنابيب التالفة في الأعماق وهي مجهزة بمصابيح تعمل تحت المياه في الظلام ويتم التحكم في حركتها عن طريق الكاميرات.

* كم يبلغ سعر الغواصة؟ وكيف دبرتم ثمنها؟

- تكلفة الغواصة مع أي فريق آخر لا تقل عن 20 ألف دولار خارج مصر، ولكن الغواصة المصرية لم تزد تكلفتها عن ألف دولار فقط، ووفرنا هذا المبلغ من مصروفنا الشخصي مع بعض المساهمات من المجتمع المدني والجامعة والشركات والبنوك.

- ولدينا ميزانية أنفقنا منها وكل شيء نصنعه قطعة قطعة بأنفسنا وأجرينا تجارب عديدة في حمامات السباحة وأجرينا تجارب عملية 
ونتوقع إنجازا في مسابقة ستجرى على مستوى الجمهورية في فبراير الجاري وأخرى على مستوى المنطقة في أبريل 2019. 

* وما وجه الاختلاف بين هذا التصميم والتصميمات السابقة التي أتمها زملاء لكم في نفس الفريق؟

العام الماضي واجه الفريق المشارك من جامعة الاسكندرية مشكلات تقنية وهذا العام سعينا جاهدين أن نبتكر عبقرية للتصميم حتى نحصل على مركز متقدم في المسابقات المحلية والإقليمية والدولية، وبحثنا عن تطبيقات مهمة للشركات العاملة في البحار وفي الأعماق والتنقيب والبحث والاستكشاف، حاولنا هذا العام أن يكون التصميم متطور، طورنا وعالجنا مشكلات الكهرباء المتعلقة بالأكواد التي كانت عقبة أمام التصميمات السابقة، راعينا أن تكون الأكواد سهلة.

*ما قصة الفرق البحثية التي تكونت بجامعة الإسكندرية والتي لم يكن لها وجود في السابق؟

الفكرة تولدت عقب أن وجد الطلاب والأساتذة في أقسام كلية هندسة المختلفة أنهم لديهم الكثير من الدراسات النظرية ولكن ينقصهم الجانب التطبيقي والعملي ولذلك تم البحث عن وسيلة للتطبيق وخاصة هذا الجزء النظري فالفكر الجامد يجعل الطلاب يشعرون بالملل وأن هناك جانب ينقصهم في عملية التعلم ككل.

وبدأ الطلبة والأساتذة والمسؤولين بالكلية يبحثون عن توظيف ما يتم تعلمه في الكلية على أرض الواقع، وهو ما أدى إلى تكوين فرق تصميم للمشروعات التطبيقية للمشاركة والدخول في المسابقات ويتم المشاركة من الأقسام المختلفة مثل أقسام الميكانيكا وأقسام الكهرباء ومن جميع الأقسام على حسب المهام وهناك أستاذ متخصص من كلية الهندسة يشرف على المشروع حتى يكون مسؤولا من ناحية التنظيم وإدارة الكلية لتوفير التصاريح والجزء الأكاديمي والتقني يدعمنا فيه الدكتور بخبرته - ووظفنا الجزء النظري لتحويله لشيء ملموس،وبحثنا عن المشروعات التي يمكن أن نشارك بها لقياس مدى التقدم قياسا مع الجامعات والكليات الأخرى على مستوى العالم.

* ما المسابقة التي سيشاركون فيها؟

- هناك مسابقة تنظمها البحرية الأمريكية كل عام وبدأت في عام 2007 ولكنها دخلت مصر في 2012، وبحثنا عن التقنيات والإمكانيات التي نحتاج لتوفيرها كي نشارك والكلية دعمتنا والدكتور المسؤول عن المشروع كان يقدم لنا الدعم المعلوماتي وبدأ الطلبة يبحثون عن الإمكانيات ويبنون على خلفية المواد التي ندرسها وبعد التعلم والمشاركة شاركنا في أول مسابقة من 2016 وبدأ أول جيل ويتم استقطاب طلاب جدد كل عام، ويتم التعامل معنا كأننا شركة بحيث ننتج منتج يتم تسويقه وكأننا نقوم بتصنيع منتج ونقنع مجتمع الشركات أن يشتري المنتج، ولو ربحنا في المسابقة سيكون الفريق الرابح ملزما بأن يقوم بتصنيع المنتج للسوق.

الجيل القديم من الفريق يتواصل معنا ولدينا جروب على الفيسبوك لتبادل الخبرات ومناقشة الاجتهادات الشخصية ووسائل التدريب، هذا الجيل يمثل الجيل الرابع من الغواصات وحصلنا على المركز الثاني في 2017 في مسابقة بالكلية الفنية العسكرية وتم تكريمنا من قائد الكلية، وكذلك من قبل نقابة المهندسين وكرمنا نقيب المهندسين بالقاهرة.

*كيف تم الإندماج بين طلاب الكلية وطلبة المدارس لتشكيل فريق واحد يعمل لإنجاز الغواصة؟

استطعنا تطوير أداء طلاب المدارس الإعدادية والثانوية للمشاركة معنا في المشروع ومن خلال الخلفيات التقنية استطعنا تعليمهم وحققوا المطلوب منهم بل أكثر من المطلوب.

*ما أبرز التحديات التي واجهتموها خلال العمل على المشروع؟

نطمح في الفوز بمركز متقدم في جميع المسابقات ونعمل منذ شهر يوليو 2018 وعملنا في الإجازة الصيفية من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساءا وكان بعضنا يواصل الليل بالنهار ونبدل المهام فيما بيننا وأثناء التجارب العملية في حمامات السابحة يبيت بعضنا حتى لا يعطل حمامات السباحة عن العمل بالنهار وهناك من يقيم لمدة أسبوع لإصلاح الأكواد والعزل الصحيح لمحتويات الغواصة بعد التجارب وبصراحة هذا العمل أخذ أغلب أوقاتنا ولكننا نعلم أنه سيكون مفيدا لنا على مستوى الحياة العملية واقتربنا من أرض الواقع وطبقنا القواعد النظرية، وواجهتنا العديد من المصاعب ومنها توفير حمامات سباحة لتجريب الغواصة حيث يتطلب الأمر العديد من التصاريح والتي تأخذ وقت حتى نحصل عليها، زملائنا من الفريق المنتمين للمدارس الثانوية والإعدادية نجحوا في الحصول على مركز متقدم في مسابقة البحرية الأمريكية خلال الثلاث سنوات الماضية، وزملائنا من الباحثين السابقين استقطبتهم الشركات العالمية العاملة في التنقيب والبحث في المياه. 


-من المقرر أن تعمل الغواصة على أعماق 5 أمتار ولكن العزل والضغط مكنها من أن تصل إلى 15 متر عن طريق ضغط الهواء حيث وصل ضغط الهواء لحوالي 1.5 بار(وحدة قياس الضغط) حيث لا نستطيع العمل في المياه المفتوحة بسبب التصاريح 

-والآن نعمل على الشكل النهائي للغواصة ونجهز المعلومات التي سنعرضها عن الغواصة في المؤتمرات ودوريات البحث العلمي وكذلك نجهز حلولا للمشكلات التي واجهت الغواصة في تنفيذ مهامها قبيل المشاركة في المسابقات على مستوى الجمهورية أو الإقليم.

-طلاب مدرسة سان مارك والنصر الثانوية شاركوا في النسختين الأخيرتين ولكن لديهم عزيمة هذه المرة للفوز بمركز متقدم حيث أنهم واجهوا مشكلات بسبب بعض التقنيات وأخرى تتعلق باللغة.

*ما أهداف الفريق في المستقبل؟

نرغب في أن نكون صانعي لهذا النوع من المنتجات المتقدمة خاصة وأنها مكلفة جدا لبعض الشركات سواء للشراء أو للتأجير، ونحتاج أن نوطن خطوط إنتاج لهذه الصناعات، وهناك شركة كويتية طلبت منا تصنيع غواصة آلية بمواصفات خاصة لتنفيذ بعض المهمات الخاصة بها وحاليا هي في إطار التصنيع، ونبحث في التصميم مراعاة التوازن لتأدية الوظيفة على أكمل وجه، الغواصة يمكنها أن تسير وحدها وتتعقب الأجسام تحت الماء ولكن هذا الكابل لضمان التحكم ونقل الصورة مباشرة من الوسط تحت المياه لأعلى السطح وكذلك فإن هذا الكابل يسهل الحصول عليها إذا فقد أثرها، يمكن للنموذج الأصلي بعد التصنيع أن يعمل تحت 3000 متر تحت الماء والمنتج النهائي "الغواصة الآلية" راعينا فيه الجودة والعبقرية من الألف إلى الياء. 

أحد الطلاب تحدث عن أن هذه هي السنة الأولى له في فريق روبوتيك وأنه يعمل معهم في الجزء الخاص بكهرباء الغواصة حيث أنه في الأساس في قسم اتصالات - كهرباء ويقوم بتركيب البوردات بحيث يتم تنظيم الفولتات المناسبة بحيث تصل لـــ محركات الغواصة بالطريقة المناسبة.

وقال آخر إن المياه لن تفسد الوصلات والأسلاك حيث تم عزلها بطريقة مناسبة بحيث تعمل تحت الضغط ولا تدخل المياه إليها .. أما الكاميرات فترسل الصورة عن طريق الكابل للوحة التحكم الرئيسية وبدوره قائد الغواصة من فوق السفينة أو من على الشاطئ عن طريق إرسال الأوامر يستطيع أن ينفذ المهام الموكلة عيله والتحكم في الأذرع الآلية لإصلاح أي شيء تحت الماء.